بقلم علاء الغندور اتصلت بى زوجتي على الموبايل لتعطيني قائمة المشتريات من السوبر ماركت و بالطبع كنت سعيدا لأنني سأشترى كل هذه الطلبات التي لا تنتهي و دخلت السوبر ماركت وسألت البائع :هل لديك جبنه رومي جديدة؟ فقال : نعم فقلت له : أعطيني قطعه صغيرة أتذوقها لأني أعلم ما يريده اولادى الذين لا يعجبهم العجب و لا الصيام في رجب وتذوقتها فوجدتها وسط و سألته بكام الكيلو: فقال ب43 جنيه فقلت له :هل زاد سعر الجديدة من 28 إلى 43 جنيه فقال :لا..هذه جبنه قديمه فاندهشت و نظرت إلى لحيته التي تصل إلى 20سم وقلت له: انك أخبرتني بأنها جديدة ..فقال :ليس لدينا إلا هذه الجبنه القديمة..فرضخت للأمر و قلت له: أوزن ربع ..فقام بوزن 250جم بالتمام و أخذت مشترياتي و خرجت أضرب كفا بكف...و أحاور نفسي و أقول: ملتحي يبدو عليه الصلاح و لا يبخس الميزان و لكنه يكذب و يغش ..أي انه يعرف ربنا نص نص ..و صعت إلى البيت لأجد ضيوفا لدينا... هم زوج و زوجته من أصدقائنا الأعزاء و لكنهما متنافرين دائما و كأنهما ديوكا يتصارعان وهذا هو حالهما منذ أن تزوجا منذ 15سنه..فقال الزوج: أيرضيك أفعالها؟..عندما أدخل لأنام العصر..أجد زوجتي تفتح التليفزيون لكي تشاهد البرامج الدينية عشان تتعظ وتتعلم دينها و لكنها ترقع صوت التليفزيون بالشكل المزعج والذي يمنعني من النوم..و ضحك وقال: باريتها كانت تعمل باللي بتسمعه....اللي يكون في مصلحة المرأة أو الزوجة تتمسك به و تنفذه حرفيا ويصبح من حقوقها المقدسة و لكن الواجبات المفروضة عليها فلا تسمعها و لا تنفذها..فقالت الزوجة بسخرية :انتوا يا رجاله ما بيعجبكمشى العجب و لا الصيام في رجب..أنا أصلى و أصوم و اطبخ وأغسل وأربى أولادك..عايز إيه تانى؟فقلت لها : انتى عارفه ربنا نص نص..لأنك مش عارفه و مش فاهمه دورك في الحياة كأم و كزوجه و الأيمان لا يتجزأ يا سيدتي..انكي تقومين بدور رائع في البيت ولكنه منقوصا و كأنك تصلين الفجر و العصر والمغرب و تتركين صلاة الظهر والعشاء..و هنا انتفضت الزوجة وقالت: كمان يكذب على المديرة بتاعته في الشغل و بيقول لها إنها حكيمة و مديرة ممتازة و دمها خفيف و الحقيقة إنها( وحشه و معقربه) و دمها تقيل و ما بتفهمشى حاجه..فقال الزوج : دى مديرتى و لازم أجاملها وفعلا هي ست ممتازة.. بس انتى اللي بتغيري..فانتفضت واقفة و قالت: أغير على إيه؟( اللي أخدته القرعة تاخده أم الشعور) فقال الزوج ضاحكا: يعنى انتى موافقة انى أروح أتجوزها عليكى ؟ فقالت : روح..و هنا أخرج الزوج موبايله و بدأ بالاتصال و قال : أنا أكلم المديرة و أطلب ايدها للجواز..و هنا انتفضت الزوجة و هجمت على الموبايل و أغلقته و قالت: دنا كنت أقطعك و أعبيك في أكياس..و ضحكنا جميعا.وقال الزوج: أنا كمان أحاول إصلاح أخطائي. و قلت لها:كلنا نخطئ و كلنا مقصرين و علينا جميعا أن نحاسب أنفسنا قبل أن يحاسبنا الله و علينا أن نضع أنفسنا مكان الآخرين و نستبدل الأدوار و نتخيل شعورنا عندما يفعل بنا الآخرين ما فعلناه بهم...أن كنا نفعل الخير و الصواب لكي نحصل على مرضاة الله فلم لا نتم هذا العمل الطيب و لماذا ننتقص من عملنا ومن الثواب الذي ينتظرنا ؟ E-mail:[email protected]