صدقت نبؤة قارئة الصدف في ذاك اليوم على شط البحر إذ أمرتني وشوشته والبوح له بالأماني بكل صدق نظرت للأصداف بكل ثقة كأنها حاملة أسرار الحلم مفوضة بالاطلاع على كل حب قالت يا خلى القلب ارتحت من أمواج العشق ولكنما هو هدوء قلبك لما قبل العاصفة وما أدراك ما العاصفة من أميرة واقفة أقسم الجمال أن تحظى منه بالبراءة وأن تثتأثر منه بكل الود ولدت من رحم الحوريات والتقمت صدر المرضعات الفاتنات وكان ميلادها فوق مهد افترشته نوادر الوردات فعطرت منه بغير حد حين تراها يا بنى سوف يهتز عرش قلبك ويسكنك شيطان الشعر فتبوح وتبوح وكأنك أشعر شعراء العصر سيذوب قلبك مرارا وتجوب جبالا ووعارا حتى تقترب من قصرها فيطلق عليك الرصاص من كل صوب فالقناص يا ولدي عديم القلب لا يهدأ إلا بهياج البحر وتعود إلى البعد وأنين الوجد وترسل إليها هيامك مع كل نسمة وفي اشراقة كل فجر وتظل ممسكا بباقة الورد كلما أوشكت على الذبول سقيتها بدمع عيونك فتتبسم إليك وتبلغك ألا تحزن فغدا سأكون بين يديها رسول المزن وعلى قرص الشمس فكل ما ادخرته يا بنى من ثبات وصمود وحراس حول قلبك بلا حدود سيضيع كله هباء فولادتك حيث ولدت بهية الحسن هيفاء القد أميرة القصر وكأنك يا ولدي حين نظرت في عينيها نسيت كل الأمس فاصبر يا بنى حتى يخرس صوت البارود حينها إليها سوف تعود وتحتسيان سويا أنخاب النصروبضمة من ذراعيها سيزول العسر وتميل على أذنيها وتشرع بالهمس