بقلم محمد ناصر نصار ثمانية أيام من القصف الشديد بالطائرات والبوارج والمدفعية لم تفت في عضد المواطنين في غزة الذين أستبسلوا خلف المقاومة وصمدوا في بيوتهم وسلموا أمرهم لخالقهم إما الثبات أو النصر فلا مفر من بطش الإحتلال الإسرائيلي ولا مكان يوجد به الأمن أو السلامة من القذائف والصواريخ ، والمقاومة التي وبجدارة أدارت المعركة بتميز وكفاءة قتالية وصمدت في هذه الأيام ، لقد كانت هذه الأيام مفاجئة ليس للاحتلال الإسرائيلي فحسب بل لكل العالم ، فلا يوجد أحد راهن على المقاومة وصمودها وصمود أهل غزة فكانت المفاجأة أن الاحتلال الإسرائيلي لم يستمر في هذه الجولة ولم يبدأ بالتقدم البري انه لم يسطير بأقوى سلاح لديه وهو الطيران على غزة فكيف سيسيطر عليها بريا على غزة فلابد أن يدفع ثمنا ً لذلك وقد يكلفه الكثير ، خاصة بعد تطور تسلح المقاومة بعدد من الصواريخ متوسطة المدى والقاذفات المضادة للدبابات . منذ اللحظة التي أستشهد فيها أحمد الجعبري والشهداء يتسابقون نحو الجنان بدأت المقاومة تستهدف المدن الإسرائيلية بالصواريخ وكذلك المستوطنات المحيطة بغزة فأوقعت عدد من القتلى والإصابات غالبيتهم من العسكريين ، وتطورت الأمور وكادت أن تلتهب الضفة الغربية وأن ترجع العمليات الإستشهادية في قلب إسرائيل في آخر يوم من هذا التصعيد إلا أن الحقيقة أن إسرائيل أرادت التهدئة قبل عملية تفجير الباص وتأخر نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي في الإعلان عنه خوفا من المسائلة عن عدم نجاح عمليته العسكرية على غزة ، لقد كان لمصر دوراً كوسيط لإنهاء التصعيد لكن الحقيقية إسرائيل فشلت إستخبارياً وعسكرياً في هذه العملية فاستعجلت التهدئة، كما و يعتقد رئيس أركان حرب إسرائيل ايهود براك انه يجب أن تلجأ مستقبلا ً لعملية أكبر لمواجهة المقاومة في غزة ، لكن هذا الأمر سيحتاج مزيداً من التدريب والتقصي المعلوماتي والإستخباري والإعداد على مستوى تقوية الجبهة الداخلية والجيش . لقد كان من رسائل هذا التصعيد أن من يقف وراء المنظمات في غزة والذي يتمثل في إيران ليس سهلا ، فإيران دربت وأعدت وصنعت لغزة فلا يمكن العبث مع إيران طالما أن تلميذتها غزة كانت بهذه القوة ، كما أن هناك رسالة من الدول الإسلامية والعربية مثل مصر وتركيا وقطر وتونس وغيرها أنها تغيرت وأن غزة أصبحت جزءاً لا يتجزأ منها فلن تتوانى عن تقديم الدعم الإنساني والسياسي لحكومة غزة ، كذلك يمكن إستقراء رسالة أخرى من المقاومة أن إعدادها وتجهيزها وتصنيعها ومعلوماتها الأمنية في تقدم وتفوق كبير ، كذلك على صعيد الجبهة الداخلية متماسكة واستطاعت التغلب على ماكينة الحرب النفسية الإسرائيلية ، كذلك على الصعيد الإعلامي أظهر الإعلام الفلسطيني نوعا من التفوق وفضح الجرائم الإسرائيلية ، حقيقة أن هذه الحرب إنتهت بنصر المقاومة رغم عدم تكافئ الخسائر في الأرواح أو في الخسائر المادية لكن لو أردنا الخوض في هذه الحرب نحتاج لعدد من الدراسات التي تسطر صمود وتماسك الشعب الفلسطيني وتظهر بسالة المقاومة وتطورها .