بقلم خالد الشناوى خرجنا من ثورتنا بعد إجراء عملية إستئصال لجروح مزمنة متقيحة من الفساد قد نخرت في جسد الأمة قروناً من الفساد وعهوداً من الإستبداد وترنحت بنا الخطوات نحو النهوض بمصرنا الحبيبة نحو الإستقرار والتقدم والرقي . ولكننا ألفينا أنفسنا تجاه عقول متحجرة فرضت نفسها على الساحة أو فرضها الواقع ... لست أعرف ؟ ولكن المهم أن نعرف جميعاً أننا قد أخفقنا قبل ذلك في إعلاننا الدستوري الذي شابه العوار والذي تم حشد الناس من أجل التصويت عليه بدون أدنى وعي سياسي أو معرفي يُذكر . فلئن نسيت فلن أنسى ما حييت المعركة التي دارت بمصرنا وعلى وجه التحديد بمجتمعنا الريفي من خلال حشد الأميين والبسطاء من الناس بواسطة السيارات والتكاتيك والوسائل البدائية من أجل أن يقول هؤلاء البسطاء والمغلوبين على أمرهم ( نعم ) وهم لا يعرفون نعم لماذا ؟ إن سياسة الثواب والعقاب والجنة والنار التي تم استخدامها من أجل التصويت على هذا العوار الدستوري البائد في السنة الماضية لم نجني من ورائه غير الخيبة والحسرة وكانت النتيجة هي حل مجلس الشعب . وبكل بساطة اليوم ..... لا مانع من اعادة انتخابات مجلس الشعب ..... ودم الشعب هو الذي يدفع هذه الملايين من أجل خطأ سياسي أثبتت الأيام مدى غبائه والتفافه على مشاعر البسطاء . ملايين تُدفع .. وأموال تُصرف .. والشعوب هي الضحية دائما لما يدور خلف الكواليس من مجاملات وتصفيات للحسابات . وها نحن اليوم في ذات الفخ وفي عنق الزجاجة .. وفي بعبع الشيخة تأسيسية . نسمع كل يوم خرافات ونسمع كل يوم شطحات وسمعنا مالم نسمعه من جمود فكري متحجر لا يريد ان يفهم .. تارة يقولون بزواج الطفلة الصغيرة ... وتارة برضاع الكبيرة .. وتارة أخرى بجماع الوداع . والله يا سادة : عيب كبير أن يُمنع أساتذة القانون والتشريع وفقهاء الفقه القانوني من التأسيسة كالدكتور العلامة ابراهيم درويش الفقيه الدستوري .. والذي استعانت به تركيا في وضع دستورها الجديد . وتُمنح إشارة الضوء الأبيض لمن هو لا يحمل أدنى مؤهل يذكر سوى انه من نجوم الفضائيات ويقوم بتكفير الناس ليل نهار . إن تجربة البلكيمي وعبدالونيس وما أدراك وهلم جراً لم نجني من ورائها غير الخيبة والحسرة والفضائح امام القاصي والداني. ---- لابد من الإفاقة ولابد من الإحتكام لنداء العقل والفكر قبل فوات الأوان . لابد أن يستجيب القدر فمصر لم تعقم أرحامها من الساسة والمفكرين والفقهاء والعلماء في كافة المجالات . كفانا مجاملات وكفانا سياسة الكيل بمكيالين لابد من اختيار الرجال المناسبين في مكانهم المناسب . لابد من تنقية التأسيسية من الدخلاء عليها ولابد من إسناد الأمر لأهله برقيهم الثقافي وبمرونتهم الدينية . لابد .... ولابد ... ولابد .... ولابد . --- لكي الله يا مصر