بقلم حسن الشايب فجأة ودون سابق إنذار ، اكتشف أولو الأمر في مصر المحروسة إن موقع الفيس بوك الشهير، هو رجس من عمل الشيطان ، فهو هادم البيوت ومفرق الجماعات، والمحرض الأول على الفتن الطائفية والكروية ، والمظاهرات والوقفات الاحتجاجية، مما يشكل خطورة بالغة على الاستقرار والتنمية .. مما يستدعي اتخاذ موقف ما ضد هذا الموقع اللعين قد تصل إلى حجبه عن المصريين أو وضعه تحت الرقابة .. لدواع أمنية. مؤخراً .. كثر الحديث عن نية الحكومة المصرية لمنع موقع الفيس بوك بسبب ما يحدثه من بلبلة في أوساط المجتمع المصري ، ورغم عدم تصديقي لكل ما ينشر في بعض وسائل الإعلام وتتناقله مواقع الإنترنت، إلا إن ما شهدته الساحة الإعلامية المصرية مؤخراً من قرارات وإجراءات للحد من مساحة الحرية الواسعة التي يتمتع بها الإعلام المصري يجعل كل ذي عقل يميل لتصديق مثل هذا القرار الغريب. ولم لا ، وقد أصبح الإعلام الجريء الحر (فزاعة) النظام خلال الفترة الأخيرة.. وإلا بماذا نفسر حالة الهيجان الحكومي المفاجيء ضد بعض القنوات الفضائية الدينية مثل قناتي الناس والرحمة وبعض الإعلاميين أمثال عمرو أديب وإبراهيم عيسى ود. علاء صادق وعبدالحليم قنديل ووائل الإبراشي ، ومن قبلهم الإعلامي الكبير حمدي قنديل الذي يستحق جائزة نوبل لصبره على حمل قلمه الرصاص والتنقل به بين القنوات العربية دون أن يتمكن من الاستقرار في واحدة منها بسبب عدم تحمل المسؤولين لطلقاته. من يتابع مجريات الأمور في مصر المحروسة قبيل الانتخابات البرلمانية المنتظرة وبعدها الانتخابات الرئاسية التي يدور حولها جدل حامي الوطيس بسبب المرشح القادم للرئاسة وقضية التوريث، يدرك إن هذه السياسة الممنهجة لكبح جماح بعض (المشاغبين) من السياسيين والحزبيين والبرلمانيين والإعلاميين ، هي سياسة ليست جديدة ، بل لطالما تم اتباعها منذ ثمانينيات القرن الماضي عندما تم إحداث انشقاق في صفوف حزب العمل الاشتراكي ثم بعد ذلك تجميده ، ثم تكرار نفس السيناريو في أحزاب أخرى مثل الغد والوفد ، واستقطاب شخصيات حزبية مناوئة لقيادات حزبية أخرى، بهدف إضعاف هذه الأحزاب رغم كونها ضعيفة وهشة أصلاً.. ليظهر في النهاية إنه لا حزب يعلو فوق حزب الحكومة. مصر تعيش هذه الأيام فترة فاصلة في تاريخها الحديث .. وعلى قدر ما ستحمله إلينا الأسابيع والشهور القادمة من وقائع وأحداث ، سنرى (مصراً) أخرى غير التي عرفناها ونعرفها على مدى السنوات الخمس الأخيرة.. وإن غداً لناظره قريب. فضفضة أخيرة: بعد وقف بعض القنوات الدينية ، والتضييق على بعض الإعلاميين (المشاكسين) والكلام عن منع الفيس بوك.. أخشى أن يتم مراقبة رسائل الموبايل وعودة التنصت على التليفونات.. الأرضية ، ومنع تجمع أكثر من شخصين والكلام في السياسة.. لدواع أمنية!!