بقلم مصطفى ابو زيد فى بداية القول أدعو الله ان يعينك على تلك المسئولية الصعبة وهذا الحمل الثقيل الذى أختارك الشعب المصرى لتتحمله وأعلم أن الشعب المصرى قد أتى بك رئيسا لثقتهم بك فى أنك ستكون على قدر المسئولية وستعمل من أجل كل فرد فى هذا الوطن على حد سواء ستعمل على خدمة من لم ينتخبوك ومن أنتخبوك لن يكون هناك تفريق وإقصاء لآحد فلتكن أولى أولوياتكم سيادة الرئيس هو لم الشمل وتوحيد الصف المصرى بمصالحة وطنية لنبنى مصر الجديدة التى تتسم بالديمقراطية الحقيقة وليست الديمقراطية الزائفة حتى نستطيع النظر الى المستقبل بقلوب ثابتة سيدى الرئيس إعلم أن دماء الشهداء هى التى مهدت لك الطريق لقصر الرئاسة ولولها لكنت حتى تلك اللحظه فى غياهب السجون مثل باقى شرفاء هذا الوطن الذى كان النظام السابق يعمل على تكميم أفواههم وإنك ياسيدى الرئيس تعهدت لشعبك الحر أنك ستعيد محاكمة قتلة الثوار وتثأر بالقانون لتلك الدماء الزكية التى ضحت من أجل أن نعيش تلك اللحظة التاريخية الفارقة وأعلم سيدى الرئيس أن شعب مصر صبور ويتحمل من الصعاب مالايطيقه أحد فإذا ظلم وأشتد به الظلم ثار كالبركان يأخذ فى طريقه الأخضر واليابس فقديما سيدى الرئيس كان يوجد فى العصر الأموى رجلا يدعى الحجاج بن يوسف الثقفى كان من أغلظ وأقسى الرجال فى هذا العصر قال عن مصر فى وصيته لطارق بن عمرو " لو ولاك أمير المؤمنين أميرآ على مصر فعليك بالعدل فهم قتلة الظلمة وهادمى الأمم وما أتى عليهم قادم بخير إلا إلتقموه كما تلتقم الأم رضعيها وما أتى عليهم قادم بشر إلآ أكلوا كما تأكل النار أجياف الحطب وهم أهل قوة وصبر وجلد ولايغرنك صبرهم ولا تستضعف قوتهم فهم إن قاموا لنصرة رجل ماتركوه إلا والتاج على راسه وإن قاموا على رجل ماتركوه إلا وقطعوا رأسه فأتقى غضبهم ولاتشعل نارا لايطفئها إلا خالقهم فأنتصر بهم فهم خير أجناد الأرض" فهذا والله ماحدث ولنا جميعا فى ثورة الخامس والعشرين من يناير القدوة والمثل فقد قام الشعب المصرى بعد معاناة وقهر طيلة العقود الماضية يثور على النظام الفاسد المستبد ولم يهدأ المصريين إلا بعدما خلع رأس النظام وأتى بك سيدى الرئيس بإرادة شعبية حرة لتكون أول رئيس لمصر الثورة ولتؤسس للجمهورية الثانية التى نرجو منك أن تكون أركانها العدل والحرية والمساواة والكرامة سيدى الرئيس إعلم أن ما يشوه صورة الحاكم أمام شعبه بل ويفسده هى بطانته فأحذر من تلك البطانة وحاشية الحكم فهم كالسوس ينخر فى كراسى الحكم حتى يختل توازن الحاكم فأرجو سيدى الرئيس أن تختار معاونيك بعناية وأهتمام بالغين حتى لايتكرر نفس السيناريو القديم وإعلم سيادة الرئيس أن سببا من أسباب الثورة التى أصاحت بنظام مبارك كان تفشى الرشوة والمحسوبية فقد عانى منها الشعب المصرى طيلة الثلاثين عاما المنقضية مما سبب حرمان المواطنين البسطاء من تقلد المناصب القيادية بحجة عدم اللياقة الإجتماعية والمادية وقد حان الوقت فى ظل مصر الثورة أن نرى أبناء الفلاحين والعمال وصغار الموظفين يتقلدون المناصب فى الوظائف العسكرية والقضائية والدبلوماسية وأن يكون المعيار الوحيد للقبول والرفض هو الكفاءة التى تؤهله لتلك الوظيفة وليست التقارير الأمنية سيدى الرئيس سوف تواجهك صعوبات وأزمات خلال المرحلة المقبلة فيجب عليك أن تكون قويا حازما صبورا حتى تستطيع العبور بدفة السفينة الى شاطئ الأمان والاستقرار وفى النهاية سيدى الرئيس إذا أتقيت الله فينا وحكمت بيننا بالعدل فأعلم سيدى الرئيس حينها سيكون الشعب المصرى يقف بكل ما أوتى له من قوة وراءك ويشد من عضدك فكن وفيا سيادة الرئيس لكل ما تعهدت به وقم بما عليك من واجبات تجاه الوطن الذى أأتمنك على أرضه ومقدارته وسيادته.... حفظ الله الوطن