تموج الساحة السياسية الآن بتطورات سريعة ومتلاحقة, داخلية وخارجية, فداخليا اشتد الخلاف بين الفصائل السياسية من ليبراليين وعلمانيين وسلفيين واخوان مسلمين وصوفية.. الخ, حول المبادئ الحاكمة للدستور أو المبادئ فوق الدستورية, كما يسميها البعض في نفس الوقت الذي يرتع فيه البلطجية في طول البلاد وعرضها مع انتشار التسيب المروري والأمني وانفلات الأسعار دون أي تفسير حقيقي أو منطقي, وخارجيا تحاول إسرائيل جس نبض الشعب المصري بعد ثورة25 يناير بحماقتها واعتادئها علي جنودنا الأبطال علي طول حدودنا الشرقية. في ظل كل هذه الدوامات والمشاكل الداخلية والخارجية, وقعت عيناي علي وصية جميلة من الحجاج بن يوسف الثقفي(41 95 ه ج) لطارق بن عمرو(72 74 ق) حين صنف العرب فقال عن المصريين لو ولاك أمير المؤمنين أمر مصر فعليك بالعدل فهم قتلة الظلمة وهادموا الأمم وما اتي عليهم قادم بخير الا التقموه كما تلتقم الأم رضيعها, وما اتي عليهم قادم بشر الا اكلوه كما تاكل النار اجف الحطب, وهم أهل قوة وصبر, وجلدة وحمل, ولا يغرنك صبرهم ولا تستضعف قوتهم فهم أن قاموا لنصرة رجل ماتركوه ألا والتاج علي رأسه, وأن قاموا علي رجل ماتركوه الا وقد قطعوا رأسه, فإتقي غضبهم ولا تشعل نارا لا يطفئها الا خالقهم, فانتصر بهم فهم خير أجناد الأرض, واتقي فيهم ثلاثا.. نساءهم فلا تقربهن بسوء والا أكلنك كما تأكل الأسود فرائسها, وأرضهم والا حاربتك صخور جبالهم, ودينهم والا احرقوا عليك دنياك. وهم صخرة في جبل كبرياء الله تتحطم عليها أحلام اعدائهم وأعداء الله. د. محمد أحمد عبدالخالق استاذ م. بطب الأزهر