بمركب صغير ... طاف في النيل ، وشمس الأصيل تتأهب للغروب لتنهي نهاراً حافلا بالضجيج ... فوق رؤوس الأشجار والبنايات وضفتي النهر الخالد نثرت أشعتها المغتالة ... أصوات بشرية هاتفة تعلو وتختلط بسيمفونية النوارس ... أزيز طلقات نارية يشق الهتافات .... أمسك عصاه ووقف في المركب راقصاً مردداً بأعلى صوته ( بلدي يابلدي ... أفديك بأهلي وولدي ..... بلدي ياغالي أفديك بروحي ومالي ) طفرت من عينيه دمعتان ساخنتان أطفأ حرّهما بكف من ماء النيل ... كتب بعصاه على وجه النهر ( مصر التي في خاطري وفي فمي ... أُحبها من كل روحي ودمي ) مالت الموجة ، حضنت ماكتب ، نثرته فوق وجه النيل من المنبع حتى المصب ....