ارتدت كامل ثيابها وتزينت بكامل زينتها وظلت تعدو حتى لاح الفجر ضياء . وشارفت الشمس على الشروق وزيارة الأرض كما كل صباح وتموج المياه مع لفحات برد تلسع جبينها فى لحظة صفاء نفس وسماء !! ولكن الماء ثائر كما الحياة إنزلقت قدميها أو تكاد حتى وطأت بمركب خشبى وأمسكت دفتيه وإنطلق مع الريح حيث إنتصف النهر فتوقفت تتنفس هواء إختلط بالماء جالت بخاطرها حد السماء رأته يمتطى فرساً أشهب ناصع البياض فارس يتوه فى السحاب مدت يديها لتلحق به إرتفعت قدميها فى الهواء لتلامس السماء اهتزت المركب وسقطت فى الماء لم تقوى يداها على اللحاق بحافة المركب وجدت قدميها تغوص فى الماء تشبثت بموجة عابرة !! فتمسكت بحقها فى الحياة وضربت الماء بقدميها حتى تصعد فلم تعد ترى السماء فقط ترى فقاعات الهواء تصعد على سطح الماء وتجمع بشر على الشاطىء من أين أتوا هؤلاء الناس ؟ إنهم يستغيثون ترى أهم الغرقى أم هى التى إنزلقت قدماها فى الماء ورأت الشمس تتوسد الماء وترسل أشعتها الذهبيه فى كل مكان بل رأت نفسها حطاماً على الشط !! ترتعد من البرد وتتساقط منها قطرات الماء !! بأقدام ثابته _ تضرب الأمواج _و بكامل طاقتها وترفع رأسها فوق سطح الماء حتى خرجت شهقة من أنفاسها فى الهواء!! وانتفضت من على فراشها تتحسس البلل بأوصالها وتحاول أن تلمس قطرات الماء فلم تجد إلا جفافاً فى حلقها إنها لازالت على قيد الحياة !!!