ترتادنا الكلمات مقاهي الروح مشرعة الأبواب لا نادل ترهقه الطلبات و لا رائحة تضوع من ثغور الأكواب و لا شفاه تفض بكارة القهوة العربية و تكشف عن وجهها الحجاب ترتادنا الكلمات تفتح مدن الطفولة العتيقة أبوابها تخلع الفوانيس ثيابها تتعرى الشرفات تحمر وجنات الطرق الضيقة تضحك أحصنة الخشب و العربات لا تخجلي أيتها الطرق فكل زائرينا هم لنا أحباب ترتادنا الكلمات ترحل العصافير للبلاد البعيدة تحمل معها دثار الشمس و فراخ الأمنيات يفقس على الشجر الحزن و الغياب تفتح الذات ملاهيها للإنتظار و تختبىء حلزونات البوح بين سدر الصمت و أحراش الإكتئاب ترتادنا الكلمات تكتض أرصفة العمر بالعابرين خطى تولد و أخرى تموت تتناسل الحياة من الحياة نشرب في نهم كأس السنين السنون لنا قوت و الدهر منا جميعا يقتات تفتح حوانيت الغربة وحشتها تبدي الروح دهشتها ... وهي ترى مساكنها يواريها التراب ترتادنا الكلمات تدخل الأبجدية خدرها تعبى تتعرى في سكات يضاجعها القصيد تشعلها النشوى و لذة الشعر و الحنين و الذكريات من جديد ...