بقلم جلال الهجرسي النقشبندي ذهبت للميدان فى الثالثة من ظهر اليوم .. بمرورى على ميدان الجيزة وجدت مظاهرة ضخمة .. وكذلك ميدان الدقى مظاهرة حاشدة تطلبان بسقوط ورحيل حكم العسكر والمشير ومجلسه ... وعندما وصلت للميدان قرأت الفاتحة على ارواح شهداء مصر ... ووجدت حشودا كبرى تخطى الميدان حاجز المليون متظاهر بكثير ومن قبله مظاهرة حاشدة تملا ميدان طلعت حرب وكل الشوارع الموصلة للميدان كانها مظاهرة حاشدة وزحام شديد من كثرة المسيرات المتقابلة .. والهتاف الرئيسى ( يسقط يسقط حكم العسكر .. احنا الشعب الخط الاحمر ) و ( الشعب يريد محاكمة المشير ) .. وقد استغرقت قرابة الساعة حتى وصلت الى قلب الميدان وبه منصتين كبار .. الاولى لحزب الاخوان المسلمين .. وخلفيتها لافتة بانورامية كبرى مكتوب عليها عيد ثورة 25 يناير ... والثانية لكتلة الثورة مستمرة ... والزحام شديد جدا ومرور الناس ببطئ شديد نظرا للاحتكاك فى المسير من شدة الزحام ... منصة الاخوان المسلمين بها العديد من السماعات والميكروفات ( الهورن ) باعداد كبيرة ومتجهة فى جميع اتجاهات الميدان والاصوات قوية وشديدة وواضحة ... وعلى كل عمود انارة من اعمدة صينية الميدان ميكروفون ( هورن ) يذيع تلاوة قرآن كريم فى صوت عال مشوش بعض الشئ ... وعلى منصة الثورة مستمرة مجموعة من السماعات تصدر صفيرا واصوات مسطحة ومتقطعة يسمعها الناس بصعوبة وجهاد ... الى جانب مجموعة اخرى من المنصات منها منصة كاذبون التى تعرض افلام الفيديو وحوالى ثلاثة منصات اخرى اصغر ... هذا الى جانب المسيرات المتجهة من الميدان الى ماسبيرو ذهابا وعودة والمسيرات المتجهة من الميدان الى دار الاوبرا ذهابا وعودة ... ومسيرة قسم الثوار على كوبرى قصر النيل ارض دماء العيديد من الشهداء والمصابين والجميل فى المسالة توحد الهتافات فكل الهتافات والخطابات تطالب بحتمية رحيل المجلس العسكرى الى ثكنات الجيش .. وفورا .. ومحاكماته والقصاص لدماء شهداء بعد 11 فبراير 2011 ومصابى هذه الفترة ... ومطالبات بالافراج الفورى عن كل سجناء الاحكام العسكرية الباطلة ... والمحاكمة السياسية لمبارك واعوانه والغاء قانون الطوارئ دون قيد أو شرط وليس حالة الطوارئ التى اعلن عنها المشير ... وبدون شرط البلطجة لانه يوجد قانون خاص بالبلطجة مغلظ العقوبات .. تعلوا الهتافات فى كل جانب .. وسط الزحام الشديد وجدت مسيرة لدعم الثورة السورية تحمل علما سوريا ضخما ... واعلام يمنية واعلام ليبية للدلالة على الوحدة الثورية العربية وبعض الاعلام الفلسطينية ... الا ان اصوات منصة الاخوان المسلمين بخطاباتهم الساخنة ووعودهم بعدم التخلى مطلقا عن القصاص لدماء الشهداء ومصابى الثورة وحتمية اسقاط حكم العسكر .. كانت المسيطرة على الميدان والمتداخلة مع اصوات المنصات الاخرى ومع اصوات تلاوة القران الكريم ... فى تداخل اقل ما يقال عنه هو وصف الشوشرة ... رغم اتجاهات ميكروفونات القران الكريم عكس منصة الاخوان الا انها كانت مسلطة على المنصات الاخرى ... فلم اتمكن مثلا من السماع الواضح لخطاب الرجل الاخلاقى مرشح الرئاسة المحتمل ( الاستاذ / حمدين صباحى ) لتسليط ميكروفون ( هورن ) القران الكريم فى وجهه وهو يتحدث .. ووقعت فى حيرة ... هل استمع للقران وانصت له .. ام استمع للخطاب الثورى ...؟؟؟ !!!!... وفى الحقيقة جاهدت كى استمع للرجل المحترم حمدين صباحى وسعدت جدا به لانه يتحدث فى خطابه كمصرى ثائر وليس كمرشح انتخابى .. وطالب مجلس الشعب بتفعيل شرعيته راصدا ان مطالب الثورة الماخوذة من شعارها ( عيش - حرية - عدالة اجتماعية ) لم تتحقق حتى الان ... كل هذا الاستماع المجهد وانا اتخبط بين الثوار من شدة الزحام الى ان وجدت زاوية خلف منصة الثورة مستمرة .. وتجلت لى رحمة الله فى وجود كرسى فجلست عليه فورا ... وجاء مجلسى الى جوار احد الاخوان المسلمين الذى يحاول بعصبية مستفزة اقناع الجميع بان الاخوان هم اصحاب الثورة واول من بدأوها ولولاهم ماكانت ثورة 25 يناير وهم اصحاب هذه البلد الحقيقيين .. مما استفز واغضب البعض ... باختصار انتهت حنجوريته العصبية بطرده من الميدان ... وبعد صلاة العشاء تحولت منصة الاخوان فجاة بعد الخطاب السياسى المخلص جدا والعاقل والجدير بالاحترام الى خطب لصلاة الجمعة وخطب دينية بحتة .. تنتهى بدعاء بصلاح الاحوال واللهم ولى من يصلح ... كانت كل لافتات الميدان جديرة بكل احترام ومتوافقة مع الخطاب السياسى .. وعند اقتراب الساعة التاسعة مساءا بدات الفعاليات الغنائية الثورية على منصة الثورة رغم رداءة الصوت الشديدة والمختلطة باصوات القران الكريم. وعند عودتى للخروج من الميدان وجدت فى ميدان طلعت حرب تظاهرة غنائية عظيمة لفنان الثورة الملحن والمطرب احمد اسماعيل .. وقصيدة للشاعر الشرقاوى ( محمد الشاعر ) بعنوان ( ابو فصادة ) وهى حوار وتعليقات ساخرة كاشفة لقذارة النظام البائد وعصاباته وفلوله . وعاشت ثورة مصر .. القاهرة فى 25 يناير 2011 - التاسعة والنصف مساء