بقلم : الشاعر محمد خير الوادى صاح أحد الفتية في الميدان هل سقط حصان أجاب الشارع ليس الآن لن يركع أحد منكم بعد اليوم لتماثيل الطغيان لن يخشى أحد منكم بعد اليوم أزلام السلطان هذي أشلائي لو سقطت لا ترتعشوا لمّوها وانطلقوا سيلاً كالطوفان لن أرضى أن أبقى طفلاً في زمن أصبح عشق الأرض وصون العرض خذلان من أفعال زمان زحف الجند .. على الأرض على الجدران على الأسطح كالديدان نشروا الرعب على الورد على الأشجار على الأغصان صرخ الطفل .. بوجه الموت ارحل ماعاد يُفيد بقاؤك أدميت بنا روح الثقلان لن نلعب بعد اليوم تركنا كل ملاعبنا لجيشك يرتع كالجرذان ... لن يبقى منا أطفال بعد الآن كبرنا كثيراً وتعلمنا كيف ينبت من رحم الأرض الشجعان انهمر الموت على فجأ ه في غير أوان سقط حصان سقط حصان آخر امتلأ الميدان بمن سقطوا أقسم كل الصبية أن لا يكبر أحد فالموت قريب لم يترك وقتاً للأحلام ولا الطبشور ولا النسيان انهمر المطر غزيراً نبتت ورده من صخر صوان وهناك نبتت أخرى من بين دخان جاء العيد على أيدي الصبيان ولم تتوقف عجلات الموت عن الدوران قُتل الحب احترقت أشجار مات شيوخ اغتصبت نسوه ولم يأ به ذاك الشيطان والوطن ذات الوطن ماغيّر يوماً اسما ً أو رسما ً أو عنوان قتل فينا الخوف وأحيا الانسان سقط حصان تلو حصان نبت الورد في كل مكان ولم يفهم ذاك الحيوان بأن الموت يُنبت ورداً في غير أوان وأن الله يقول الظالم منسّيٌ والشعب سيبقى قد عرف العزة كالسيل لن يتوقف بعد اليوم عن الجريان