بقلم مصطفى الغزاوي أعلنت تجمعات شبابية إطلاق مليونية يوم الجمعة تحت اسم شرف الحرائر تنديدا باعتداء قوات الجيش على المصريات في ميدان التحرير وشهدت مصر مظاهرات نسائية تحت ذات المعنى واحتقن الموقف بين طلاب جامعة عين شمس وقوات الشرطة العسكرية التي تحول بينهم وبين الوصول إلى وزارة الدفاع أول الوصايا السماوية "لا تكذب" والكاذب يسقط قيمة ذاته قبل أن يسقط في أعين غيره الفرسان في الجيش المصري هم أصحاب البيريهات الخضراء. وللفرسان أخلاق النبلاء. سواء كانوا على صهوة الخيل أو كانوا داخل دبابة مقاتلة. ولن أستشهد بأسماء مثل حسين الشافعي أو خالد محيي الدين وغيرهما المئات. ولكنني أستشهد باسم رجل يعلمه فرسان الجيش المصري فارسا نبيلا دفع ثمن صدقه وصراحته أن تم استبعاده من قيادة فرقة مدرعة عسكرية لمنصب الملحق العسكري بتركيا قبل حرب 1973 بعدما واجه السادات بضرورة اتخاذ قرار العمليات أو يخلع رتبته ويلقيها على الأرض وهو اللواء "عادل سوكة". فقد ضرب مثلا جليا لمعنى أخلاق الفرسان طوال خدمته. وكانت النهاية أن أبعده السادات ليعود بتكليف عسكري لتقييم الأوضاع بعد انتهاء العمليات العسكرية وقد يرى البعض أن تصرف "عادل سوكة" انفعال. ولكنه انفعال الفارس في مواجهة تسويف القرار السياسي لإطلاق العمليات العسكرية لتحرير الأرض. هكذا يكون الفارس النبيل ويبدو اليوم أن الفارق جوهري. فالبيريه الأخضر وضع فوق رؤوس حان قطافها. فانتحرت انفعالا وأخلاقا أن ينفعل جنرال في الجيش المصري لأن أحدا قاطعه في مؤتمر صحفي. يعني أن التوافق العقلي العصبي مفقود. وأنه أمر خطير جدا" على الصحة النفسية لصاحب البيريه الأخضر ويحرمه من نبل أخلاق الفرسان وغير الانفعال لن أقول الكذب. ولكن حالة الدفاع العاجز عن النفس بادعاء أن الصور المتعددة لأفعال جنود وجيش مصر ليست صورا من مصر! ولم يكلف خاطره بتحري الدقة. أو سيادته في واد والواقع يتحرك من حوله دون أن ينبهه أحد أو أن هناك من يحول بينه وتقارير أمنية هي بطبيعتها لا تملك سوى أن تسرد الحقيقة دون تزييف وإلا فإن المصيبة أعظم إن جرى تزييف التقارير أيضا لم نعد في حاجة إلى تحديد أعداد الشهداء أو أن "المصرية" التي جرى سحلها فوق الأرض وتعرى جسدها هي أشرف من الانفعالات أو الكذب. ولكننا في حاجة إلى وقفة مع النفس إن أول " الحرائر" التي يجب الانتباه إليها هي مصر ولم يعد الأمر مجرد سلطة مدنية أو حكومة انتقالية. ولكن الأمر الآن يتمثل قطعيا في عنصرين جوهريين بالإضافة إلى ذلك العنصر الأول هو الحفاظ على زخم التظاهر والاعتصام حتى الاسترداد الكامل للثورة وتوليه أمرها وبإرادتها لرجال ينتمون إلى الثورة والشعب وأن يكون الشباب المصري قادرا" على الحفاظ على قدرته هذه في المواجهة وفي ذات الوقت قادرا" على وضع تصور لمصر التي يريدها والمهام الواجبة لتحقيق استراتيجية الثورة في " الخبز الحرية – العدالة الاجتماعية والثاني يتمثل في ضرورة بناء جيش مصري بعقيدة قتالية واضحة وفق خبرة ما تحقق بعد 1967 وكان سببا رئيسا لإدارة أول حرب احترافية في مواجهة إسرائيل كادت أن تؤدي بالكيان الصهيوني ذاته إلى حد أن " جولدا مائير " رئيسة الوزراء في ذلك الحين رفعت حالة الاستعداد للضربة الذرية، البناء يبدأ من نقطة التطهير. وما أحوجنا إلى تطهير الجيش المصري من الانفعال والكذب وفقدان الإحساس بالشعب الذي أخرجه ليحميه وفقدانه الإحساس بالوقت الذي يهدره. فهذا معناه أن الجنرال "الوقت" الخدمة قد غاب عن المجلس العسكري السقوط المتوالي لأدوات اختلقها المجلس العسكري يؤكد عجز المجلس عن قراءة الواقع المصري. وهذا مؤشر على أن الصدام بين المجتمع وبين المجلس لم ينقض بعد لقد تكونت تضاريس جديدة في الحياة السياسية المصرية. وكلها خروج عن الاحتياج الحقيقي لمصر الثورة. ويفتح الباب أمام ألوان جديدة من الصراع تتطلب رؤية وترجمتها إلى الأمام وهو يؤكد أن المهام تتعاظم ويتبقى السؤال ما هي المهمة الرئيسة التي يتحقق إنجازها اقترابا" موضوعيا" من بداية تحقيق استراتيجية الثورة في "الخبز - الحرية - العدالة الاجتماعية مهمتان تتطلبان التصرف بالسرعة الواجبة والوضوح والدقة الواجبان أيضا واجه الشعب في كل الثورات الشعبية جيوش أنظمة سابقة. كانت قياداتها منتمية إلى النظام الذي تثور عليه الشعوب. واستطاعت الشعوب في النهاية تحقيق النصر لو كان بينهم الآن الفارس اللواء "عادل سوكة" لكانت قولته لهم "إما أن تكونوا مع الشعب وثورته وتحققوا أهدافها أو لأنزعن عن أكتافكم رتبكم وألقي بكم على الأرض ليست فقط جمعة الحرائر. وليس الكذب والادعاء والانفعال وإهدار الزمن وسؤال أخير إلى المستشار عبد المجيد محمود النائب العام المصري. متى ستتحرك بصحبة جمعيات الحقوق المدنية إلى مجلس الشعب لتكشف عن غرف التعذيب أسفل المجلس؟