بدون خجل قال "سامح محرم " لجريدة الواقع .. انا متعافى من ادمان المخدرات منذ خمسة اعوام و 4 شهور و 16 يوم ، لقد غيرت حياتى ولم اكتفى بذلك بل زرعت الصحراء ، وازعم اننى املك شجاعة الاعتراف والاعتذار وهذه قصته الحقيقية التى لا يخجل منها .... سامح مهندس حاسب آلى ونجل مساعد وزير سابق، اتجه إلى طريق الإدمان وتنقل بين جميع أنواع المخدرات بداية من البانجو والحشيش والأقراص المخدرة حتى وصل إلى أقصاها وأغلاها، أدمن الهيروين، حتى أصبح متنفسه الذى يحيا به، تعرف على أصدقاء سهلوا له مهمته فى الحصول على المخدر بأسرع الطرق، حتى تبدلت ملامحه واكتسى وجهه بعلامات الإدمان، ليصبح سببا فى تعاسة أسرته، وتم نقله على الفور لأول مرة إلى أحد المستشفيات لعلاجه من مرضه، وفشلت المحاولة، حتى وصلت المحاولات إلى أكثر من خمس عشرة محاولة فاشلة كانت أخرها فى مستشفى قصر المعادى، وأثناء تواجده بها حاول حقن نفسه بحقنة مخدرات حصل عليها، ليخطىء فى حقنها ويغرسها فى شريانه بدلاً من وريده لتسبب له أزمة صحية نتج عنها دخوله فى غيبوبة وإصابته بشلل فى قدمه، فحاول الأطباء لمدة عام ونصف علاجه بكل الطرق حتى لا يتم بتر قدمه. فى ظل هذه الفترة أصبح صديقه الوحيد هو سريره الذى لا يفارقه ليل نهار، وبعد انقضاء فترة علاجه فى المستشفى تم نقله إلى منزله لتلقى جلسات العلاج الطبيعى، ومع أول محاولة ناجحة له للحركة ومغادرة سريره اتجه إلى بلكونة غرفته وأرسل أحد الأشخاص لشراء الهيروين ليستمر معه إصراره على الرجوع إلى طريق المخدرات رافضا كل محاولات العلاج، وخلال هذه الفترة تعرف على فتاة وجدها دواء لمرضه وسبيلاً لعافيته، قرر الارتباط بها فبادلته الحب، حتى تم زواجهما ولم يملك الشجاعة حينها لإخبارها بإدمانه ورحلته الفاشلة مع العلاج. صارحها بعد الزواج بحقيقة إدمانه، وخيرها بين استكمال طريقهما معاا أو تركه يواجه مأساته بمفرده، فقررت خوض التحدى، والمشاركة فى بطولة قررت أن تضع ملامحها بمساعدة زوجها. المرة الوحيدة ولم يكن الموت الوشيك الذي اقترب منه سامح وإصابته بعاهة نهاية الخسائر التي تكبدها جراء عدم جديته في العلاج، فقد انهارت علاقاته الاجتماعية بكل من حوله بعد يأس أسرته ووالديه من إقلاعه عن الإدمان؛ فقد قاطعوه تماما ومنعوا عنه دعمهم المادي والمعنوي، كما كادت زوجته أن تأخذ قرارها الأصعب وهو الانفصال. وأمام هذا المنحدر الخطير يقول سامح: "أحسست أنه جاء الوقت الذي يجب أن أقول فيه لا، وعزمت على أن أدخل المستشفى للعلاج، وكانت المرة الوحيدة من بين كل المرات التي كانت بداخلي رغبة حقيقية للعلاج، ووفقني الله بالفعل. حيث اقنعته زوجته بدخول أحد مراكز علاج الإدمان فاستجاب لها، وأمضى عاما آخر فى رحلة علاجه ليترك بعدها المركز ويستكمل علاجه فى منزله بعد أن حطمه الاكتئاب وعاش بين جدران شقته فى صمت موحش، بعد أن أنفق كل أمواله على العلاج الذى لم يسعفه، فقرر عدم الاستمرار فى الفشل ووضع نهاية لمسلسل إخفاقاته، فتبنى حلما وسعى لتحقيقه، اختار حلما صعبا بأن يبنى منتجعا لعلاج الإدمان فى الصحراء لمساعدة نفسه ومساعدة من هم على دربه من المدمنين، إلا أن افتقاده الموارد المالية جعلته لا يطمع فى تحقيق حلمه سريعا، بذل جهدا وأقنع والده بتمويل مشروعه، اختار مكانا فى الصحراء ورسم حلمه حتى تمكن من إنشائه والانتهاء منه على مساحة تبلغ 5 أفدنة، بسعة 40 سريرا تمكن فيها من زراعة 2450 شجرة مانجو، واستدعى فيه كبار الأطباء لإدارة المنتجع حتى أصبح من أكبر مراكز الإدمان فى الشرق الأوسط، وتنصب فيه منصبا إداريا حتى تم شفاؤه من إدمانه تاركا وراءه ذكرى شاب فاشل تمكن بإرادته من تحويل فشله إلى نجاح. يقول سامح بانه من شيم الكرام ....اننى ارفع راسى اليوم فخرا بما فعلت ..وما فعلته اثبت ان هناك مواطن مصرى معوق بشلل فى الساق اليمنى استطاع زراعة الصحراء وتحملت الروتين والسخافة الحكومية بصبر عجيب لان والدى رفض ان يتوسط لى ووجهة نظرة ان من سيتوسط لى عندهم سيطلبو واسطة لدية وهو يرفض الواسطة ببساطة كدة رحت احارب لوحدى والارض تابعة لجمعية المهندسين الزراعيين وتم شراءها بالتقسيط رمال صفراء وفى قلب الصحراء حوالى 6 كيلو لقد جمعت مئات الاحجار التى القيت على جزافا وبنيت المنتجع من هذة الحجارة يوم بعد يوم وشقاء فى سبيل هدف نبيل وجهاد من اجل عدم الوقوع مرة اخرى فى فخ المخدرات تحقق الحلم وعلى فكرة ما زلت احلم وادعوكم للعمل الجاد الابداعى فى صحراء مصر كنز ادعوكم لأستخراجة ..ان اللة لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ...ما اسهل الفشل والقاء اللوم على شماعة الظروف و الروتين والفساد الحكومة و عدم وجود راس مال.. والخ ( الارادة ) ....ابدأ بنفسك