بقلم محمد الاسواني استوقفني في المقال اليومى للدكتور رياض الأمير هذا العنوان الذى يحمل في طياته الكثير من المخاوف لدى قطاع كبير من جمهور الشارع العربي حول مستقبل تشوبه الضبابية ! حيث الشعور العام الذى يدعو لليأس بسبب التباطؤ الغير محمود نحو تغير منشود وفي ظل حشود كبيرة من تيار الإسلام السياسي اللذين لم نسمع عنهم سوى كل ما هو سيئ عبر رسالة إعلامية موجهة من الأنظمة القمعية ومازالت الشعوب العربية غير متأكدة من ذالك الشحن وما بقي في الأذهان من معلومات تفيد بأن هؤلاء لا يرغبون إلا في الإنغلاق حيث التشدد وتقيد حرية الأخرين والرجوع بنا إلى عصور غابرة غارقة في الجهل ! فهل هذا صحيح ؟وكل هذا ما ستجيب عليه الأيام القادمة ما إذا تمكنوا هؤلاء ( السلفيون ) من الوصول إلى الحكم وماذا سيكون حال الأوطان حينها ؟! !!! وقد أشار كاتب المقال الذى عنوانه أعلى الصفحة بالتجربة العراقية ما بعد صدام على كونها فتحت علينا ( سجن أكثر ظلمة ويقف على بابها سجانين من الجماعات "الإسلامية " المتطرفة ) هذا حسب قول رياض الأمير الكاتب الصحفى وهكذا نجد تلك المخاوف من بعض النخب وحتى من عامة الناس على مختلف مشاربهم ونحن كمراقبين يجب أن نحلل مثل تلك الضغوط النفسية الناتجة عن حملة دعائية ضد شريحة مجتمعية لا تنتهج ما هو مخالف للتقاليد وألأعراف سوى ثياب تشبه أحيانا الزى الأفغاني أو الباكستاني أو ما يشبه شيوخ الوهابية ما إذا صح تلك التسمية ولم يثبت عن تلك الجماعات أنها شاركت في حروب أفغانستان أو في تنظيمات جهادية بل على العكس من ذالك فهم كانوا دائما في كنف المفاهيم التى تدعو إلى عدم مخالفة ولى الأمر وإن كان مثل صدام حسين أو حسنى مبارك ومع كل ذالك مازالت الدعوى مفتوحة أمام الرأى العام التى تتهم الجماعات السلفية بعدم قبولها بالأخر أى المخالف لفكرهم ., وأنا أتساءل هل يا ترى ذالك الأخر وإن كان يساريا أو صاحب أيدلوجيات تخدم شعوب أخرى أو عقائد غير الإسلام هل من الممكن القول بأنه قادرة على القبول الفعلى وغير الشكلى بالأخر ؟!! وبمعنى أدق هل المشكلة هى عالمية تخص الإنسان حيث مزاجه النفسى المحكوم بشهوات متعددة منها الإحتكار والتسلط والإستكبار وغير ذالك الكثير ؟ أم إنها فقط مشكلة محلية تخص شعوب المنطقة العربية ؟! وفى ظل هاجس الخوف سنظل نكتوى بنار الشكوك التى لا تبنى بل تهدم جسور الأمل , ونعيد السؤال مرة أخرى إلى متى سنظل رهينة وهم الخوف من الأخر؟ وإن كانت الهموم المتراكمة بسبب قلة الرفاهية وإن شئت فقل الفقر في مصادر المأكل والمشرب و الفكر الذى أنقطع عن منابع العلوم الراسخة مما جعلنا رهائن لدى كلمات متناثرة هنا وهناك و مجهولة المصدر وغير إننا نشتم فيها رائحة الكراهية والبغضاء و ضف من سطور التحريض أو التعبيرات الغير رشيدة التى تجعلنا على يقين بأن غايتها هى إحداث الفتن ولا تنم عن رغبة صادقة في الإصلاح ولذا أدعو د. رياض الأمير وغيره بأن يتبنوا مشروع قد أسميناه ( درء الشبهات ) وندعو إليه أصحاب المصلحة من المتنافرين أو المتصارعين ولتكن المواجهة المباشرة التى نقصد منها المصارحة ومن ثم تأتى المصالحة , فلنأتى بهؤلاء السلفيين ورموزهم و ما إذا هم حقا كيان لهم وجود على الساحة ولنجعل بين الجميع حكما و ليخضعون لحكمه ومن بعد تحسم الأمور ولنضع جميع المخاوف في بوتقة النسيان وهكذا نؤسس للبنيان يجعل للإنسانية جسد واحد وعليها تصنع معاهدة إسمها معاهدة الشعوب الحرة التى لا يظلم فيها إنسان إلا من ظلم نفسه في ظل قانون أو شرعية يرضى عنها الجميع وبهذ نستبشر بالربيع العربي الذى ضحى من أجله خير أبناء الأمة وبهذا نغلب التفاؤول على ذالك الشعور الجامح بالتخوين تارة أو عقدة المؤامرة داخل المزاج العام تارة أخرى وبذالك نهزم سوء الظن الغالب ولنا أن نحلم بالإنفراجة في العقلية العربية التى نسعى بها بأن تكون نموذج يحتذى به بين أبناء الأمم فنحن قادرون على العطاء للإنسانية ولنبدأ الأن لصناعة المستقبل الزاهر .