بقلم أماني بدوي وقال سبحانه وتعالى( بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره) إن الضمير الشيء الوحيد الذي لا ينام هل تمتلك الإرادة لكي تفعل ما تريد؟ قال شكسبير ... حينما توجد الإرادة تتفتح الأبواب وتنشق الطرق وقال أيضا ... ذوى الإرادة لا يعرفون المستحيل فما هى الإرادة إذا؟ الإرادة هى المتحكمة فى كفة الميزان بين النفس والضمير .. والضمير ها هنا يلعب دور الخير امام النفس المتوثبة وراء شهواتها وملذاتها بجموح شديد ودائما ما تلعب النفس على قتل هذا الضمير حتى لا تسمع صوته عندما يلومها على فعل الأخطاء .. ويالا ضياع هذا المسكين في عصر توحشت فيه النفوس وتكالبت على الشهوات بلا رادع من أصحابها أو محاولة السيطرة على اندفاعها الشديد والآن حان وقت الجلوس مع النفس وشد اللجام اخلع نفسك من داخلك .... وأجلسها أمامك.. ولا تتعجب حينما تجدها تتركك وتمضى محاولة جذبك إلى أشياء لا تحب فعلها ومع ذلك تفعلها وترجع لتندم عليها..... فتلك هي حيلتها للهروب من المواجهة .. فهي لا تريد الجلوس معك اجذبها بقوة بل واخبرها انك تفهمها جيدا وانك لن تستمع إليها الآن بل أنت من سيتحدث في تلك الجلسة ويأمر وينهى ... هل تستطيع إن تفعل ذلك؟ ان استطعت .. فقد قطعت شوطا صعبا جدا للوصول إلى أغوار نفسك والتخلص من عيوبك وطباعك السيئة الى الأبد وبلا رجعة فإن الضمير لا يحول أبد دون ارتكاب الخطيئة ، ولكنه يمنع من التمتع بها بين الفعل والتمتع بالفعل شعره ... هنا يكون الضمير كثيرا نجد أناس يقاتلون ويذنبون .... ولكن أتسأل هل نامت ضمائرهم إننا دائما نلبس قناعا , لايكون هو ذاته باستمرار بل يتغير وفق الأدوار المقررة لنا في هذه الحياة قناع المعلم , قناع البطل , قناع المثقف , قناع الأخ الرؤوف , ولكن أي قناع نضع أو أي قناع يبقى لنا عندما نبقى في عزلة عندما نعتقد أن لا أحد لايرانا ولا يراقبنا ,ولا يسألنا , ولا يتوسل إلينا ,ولا يهددنا ولا يهاجمنا لعل الطبيعة القدسية لتلك اللحظة تعود إلى إننا أمام ضمير مستيقظ لايهدأ . ..