قالت الشرطة الإسرائيلية، إنها فتحت تحقيقا في شريط فيديو، يظهر مستوطنين إسرائيليين، وهم يحتفلون بمقتل أفراد عائلة دوابشة الفلسطينية. وجاء قرار الشرطة، بعد أن بثت القناة الثانية في التلفاز الإسرائيلي، شريط فيديو يظهر مستوطنين، وهم يطعنون بسكاكين صورة الرضيع (علي دوابشة) "18 شهرا"، الذي قتل في الحادث، قبل مقتل والديه، لاحقا متأثريْن بجراحهما. وأقدم مستوطنون إسرائيليون، نهاية يوليو الماضي، على إحراق منزل لعائلة دوابشة، في قرية "دوما" جنوب مدينة نابلس، ما أسفر عن مقتل الرضيع "علي"، على الفور، فيما توفي والديه في وقت لاحق، بينما لا زال شقيقه البالغ من العمر (4 سنوات)، يتلقى العلاج في المشفى. وقالت لوبا السمري، المتحدثة بلسان الشرطة الإسرائيلية،فى تصريح مكتوب أن: " بعد نشر شريط تسجيل حفلة زفاف اثنين من نشطاء اليمين المتطرف، في إحدى صالات الأفراح في القدس قبل نحو أسبوعين، فتحت الشرطة تحقيقا قبل بضعة أيام حول الجرائم العديدة والخطيرة التي عرضت بأشرطة الفيديو لهذا الزفاف، الذي أطلق عليه مجازا حفل زفاف (الكراهية)". ولفتت إلى أن الشريط الذي تم بثه أمس الأربعاء، يُظهر قسم من الضيوف وهم يرفعون سكاكين وبنادق، ويطعنون فيها صورة الطفل علي دوابشة، ضحية جريمة القتل الإرهابية". وأضافت السمري: " تم نقل الشريط إلى مكتب المدعي العام للموافقة على فتح تحقيق بهذا الخصوص، وظهيرة أمس الاربعاء تمت المصادقة على فتح الشرطة الإسرائيلية ملف تحقيق في شبهات التحريض وغيرها من الجرائم ذات الصلة". وأثار الشريط ردود فعل عديدة داخل إسرائيل. فمن جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في تصريح صحفي: " إن الشريط الذي يظهر صورا مثير للصدمة يكشف عن الوجه الحقيقي لجماعة تهدّد أمن المجتمع والدولة". وبدوره قال النائب العربي في الكنيست (البرلمان) عن القائمة العربية المشتركة، مسعود غنايم : " الشريط يبرز بشكل واضح مدى وحشية وبشاعة اليمين في إسرائيل". وأضاف: " هؤلاء يثبتون بهذا الشريط أنهم مسؤولون عن إحراق عائلة دوابشة وانهم من قام بكل الإرهاب اليهودي المتطرف من حرق مساجد وكنائس وحقول زيتون، وأملاك واعتداءات على الفلسطينيين في الاراضي المحتلة وداخل إسرائيل". وتابع غنايم: " بعد هذا الشريط لا أعتقد أن هناك أي حجة لدى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في عدم القبض على هذا التنظيم الإرهابي اليهودي الذي استحل دماء العرب، ولم يتورع عن وضع السكين في صورة طفل بريء قاموا بإحراقه قبل ذلك بأشهر". وكانت الشرطة الإسرائيلية، قد اعتقلت الثلاثاء الماضي، 12 متظاهرًا من اليمين الإسرائيلي شمال إسرائيل والقدس، في مظاهرتين خرجتا للاحتجاج على ما أسموه "قسوة التحقيق مع متهمين بحرق أسرة دوابشة".