ارتبطت ذكري المولد النبوي الشريف في وجدان جميع الأطفال المصريين بحلوى وعروس المولد علي مر العصور، وبرغم تطور هذة الصناعة عبر السنين، وادخال العديد التطورات في شكلها والمادة المصنعة منها إلا إن لازالت العروسة التقليدية المصنوعة من السكر بلونها الأبيض، وورقها المزركش راسخة في ذاكرة الكثيرين، لذا قامت "بوابة الوفد" بجولة للتعرف على ذكريات الطفولة خلال الاحتفال بالمولد النبوي الشريف.. .... "سرد السيرة النبوية" هكذا بدأت حديثها معنا، نهى سالم، 33 سنة، وقالت:" كان الأحتفال بالمولد النبوي الشريف من أهم المناسبات الدينية التي تجتمع عليها العائلة بالكامل، وكان بجانب تقديم الأطعمة المميزة لهذا اليوم وحلوى المولد، كان جدي رحمه الله شديد الحرص على شراء العروسة الحلاوة لي والحصان لأخي الأصغر، ويقوم بسرد السيرة النبوية لنا بطريقة تتناسب مع اعمارنا الصغيرة"، لافته:" أغلب المعلومات التي اعرفها عن السيرة النبوية، قد تعرفت عليها خلال جلسات الحكي مع جدي"، وتؤكد:" تعد مناسبة الأحتفال بالمولد النبوي الشريف فرصة ذهبية لتعريف الأطفال بسيرة سيدنا محمد "ص" واخلاقة السمحة، إضافة إلى إن المعلومات التي يتعرف عليها الأطفال في هذا السن الصغيرة تنغرس في الذاكرة ولا تمحى برغم مرور الكثير من السنين". واضاف ياسين عبد المقصود، 36 عام، عن ذكرياته مع الاحتفالات بالمولد النبوى قائلا: "أكثر ما يتعلق بذاكرتى عن الاحتفال بالمولد، حرص والدي على شراء العرائس والحصان لي ولأخوتي، وكنا نلعب، ونحتفظ بها، وعند تعرضها للكسر نقوم بأكلها". وتابعت راندا محمد، قائلة:" عروس المولد كانت هي الرمز الرسمي للاحتفال بالمولد النبوي الشريف، فبمجرد ظهور الشوادر التي تقوم ببيع الحلوى وعرائس المولد كفيلة بإحداث حالة من البهجة والفرحة في البيوت المصرية"، وتضيف:" وكان والدي يقوم باحضار عروس المولد والحصان لي ولأخواتي، وبعد انتهاء الأحتفال تقوم والدتي بتجميع العرائس وتصنع منها "المهلبية" كنوع جديد ينضم لقائمة حلوى المولد إضافة لأنواعها المعروفة كالسمسمية والحمصية". وقالت انجي محمد:" كان المولد النبوي الشريف، من الأيام المميزة في كل بيت وأسرة مصرية، فكانت تعد الولائم ويتبادل الأهل الزيارات العائلية، ففرحته كانت مميزة ولها طابع خاص"، وتضيف :" كان بمجرد الانتهاء من الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، تقوم جدتي بتجميع العرائس المصنوعة من السكر، وتنزع منها الورق الملون المستخدم في تزينها، ثم تقوم بتذويب العرائس في الماء لليوم التالي لتصنع منها أحد الأطباق المصرية الأصيلة وهو "البسيسة" كنوع أخر من الأحتفال بالمولد النبوي الشريف.