رجحت صحيفة "كرستيان ساينس مونيتور" أن تتخذ قيادة مصر الجديدة نهجا مختلفا عن النظام السابق فيما يخص مشاكل حوض النيل، حيث تميل القيادة الجديدة لتقاسم الموارد المائية، والتعاون مع إثيوبيا التي كان ينظر إليها نظام مبارك على أنها العدو الذي يهدد أمن البلاد المائي. وقالت الصحيفة إن القيادة الجديدة لمصر أكثر ميلا إلى تقاسم الموارد المائية مع إثيوبيا، فقد أوشكت القاهرة وأديس أبابا على أن يكونا على خلاف بشأن استخدام الموارد المائية المشتركة، ولكن القيادة المصرية الجديد يبدو وكأنها تفضل التعاون، إذا يبدو أن رحيل مبارك جنب مصر حر مائية، بحسب الصحيفة. وأضافت السبت الماضي اجتمع رئيس الوزراء الإثيوبي ملس زيناوي ورئيس الوزراء المصري د.عصام شرف في القاهرة لمناقشة مقترح إثيوبيا ببناء "سد النهضة الكبرى"، والذي سوف يستخدم بعض الماء من نهر النيل الأزرق لتوليد الطاقة الكهرومائية، ويبدو أن مشروع السد عندما أعلن في مارس الماضي أدى إلى إشعال توترات طويلة الأمد بين مصر وأثيوبيا بشأن استخدام النيل، الأمر الذي جعل مصر تتوقع مستقبل قاتم بشأن المياه. وفي 2010 وقعت إثيوبيا وعددا من دول المنبع معاهدة للحد من حصة مصر من نهر النيل، وقد عارضت مصر والسودان المعاهدة ودعوا للحفاظ على الوضع الراهن، واعتبارا من ربيع هذا العام بدا وكأنه صراع يصعب تجاوزه، إلا أن اجتماع السبت في القاهرة على ما يبدو أذاب جبل الجليد الذي كان بين البلدين، حينما اتفقا الطرفان على بعض الخطوات لفك الوضع الراهن. وقال زيناوي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء المصري عصام شرف :" لقد اتفقنا على تشكيل لجنة ثلاثية من خبراء تقنيين لاستعراض الآثار المترتبة على السد الذي يجري بناؤه في إثيوبيا.. وسيشارك في اللجنة خبراء من السودان"، مضيفا "لقد اتفقنا على مواصلة العمل على أساس حل يرضي جميع الأطراف". وأوضحت الصحيفة إن تغيير موقف مصر يرجع إلى تغيير النظام، فقد كان الرئيس السابق متشدد نسبيا حول قضايا النيل، ولكن الحكومة الجديدة ليس لديها شهية لموقف قوي بشأن هذه القضية.