قد يبدو أن الرئيس رجب طيب أردوغان يشارك في الحرب ضد الإرهابيين "داعش"، فقط للوهلة الأولى. وكتب المؤرخ البريطاني، مايكل برلي في صحيفة "ديلي ميل" : "في الواقع، تركيا تقوم بشن غارات جوية على الجيش الذي يقاتل تنظيم "داعش" بصدق- الجيش الكردي في سوريا. ولو أنه لم يكن هناك إعاقات وهجمات من القوات الجوية التركية يتعرض لها الجيش الكردي لدمر "داعش" بشكل أسرع". وتابع: "بالرغم من أن تركيا عضو في حلف شمال الأطلسي والتحالف الدولي، الذي يحارب "داعش"، فإن أردوغان يفعل كل ما هو ممكن لإضعاف القوى التي تحارب "داعش" بصدق". وأشار برلي إلى أن أردوغان يعتبر أن الأكراد يشكلون خطر أكبر على تركيا مما يشكله "داعش"، نظرا لرغبتهم في إنشاء دولة خاصة بهم. وأن الأكراد في تركيا يشكلون نحو خمس السكان. وقال: "بالإضافة إلى ذلك أردوغان لا يعجبه الرئيس السوري، بشار الأسد، الذي سيقوى بضعف "داعش" ، كما أنه يسهل إرسال المقاتلين الأجانب إلى سوريا. ويلفت المؤرخ الانتباه إلى أن أدوغان حين كان محافظا لإسطنبول في عام 1997، حكم عليه بالسجن بسبب علاقته بالمتشددين، وعندما أصبح رئيس وزراء في عام 2012 "انتقم" فأرسل 324 ضابطا إلى السجن. ووفقا لبرلي: "الأمر الذي يقلق هو أن الكثيرين من الشباب الأتراك، بما في ذلك من حزب أردوغان، يتعاطفون أكثر وأكثر مع "داعش". فعلى سبيل المثال، بعد الهجمات الإرهابية في باريس، قام المشجعون في مباراة لكرة القدم بين تركيا واليونان بقطع دقيقة الصمت، هاتفين "الله أكبر"، كما أن حوالي 7% من الأتراك لا يعتبرون تنظيم "داعش" إرهابي وأكثر من 15% يقولون إن "داعش" لا يشكل خطر على تركيا". ويخلص برلي: "لذلك فلاديمير بوتين كان على حق حين اتهم أردوغان بالازدواجية في محاربة الإرهاب. وربما يرغب أردوغان في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، ولكنه سيبقى مجرد صديقا للغرب طالما لديه مصالح معه".