قالت مجلة "تايم" الأمريكية إن نجاح الأكراد فى مواجهة تنظيم داعش الإرهابى، ربما شجع المدافعين عن الدولة الكردية فى أنحاء العراقوسورياوتركيا، وهو ما تسبب فى قلق لدى حكومة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، الذى يرى الشعب الكردى خطر أكبر من داعش. وتشير المجلة فى تقرير، الأربعاء، إلى أنه عندما توجهت القوات الكردية إلى خطوط المواجهة لمحاربة التنظيم الإرهابى، الذى يتمدد فى أنحاء سورياوالعراق، فإنهم وجدوا أنفسهم تحت هجوم شرس ليس من داعش وإنما من الطائرات التركية. والإنفصاليون الأكراد يشكلون قوة على الأرض فى مواجهة تنظيم داعش، الذى يعيث فى الأرض فسادا، داخل سورياوالعراق، لكنهم باتوا هدفا للغارات الجوية التركية، منذ مطلع الأسبوع، مع تصاعد نفوذهم وإعتماد الولاياتالمتحدة عليهم فى تحقيق نجاحات على الأرض، حيث طرد عناصر داعش من بعض المناطق. وأعلنت حكومة أردوغان، الأسبوع الماضى، إنضمامها للحملة الدولية، بقيادة الولاياتالمتحدة، ضد داعش، لكنها منذ ذلك الحين واصلت إستهداف القوات الكردية فى سورياوالعراق، فضلا عن إعتقال أكثر من 1000 شخص فى تركيا. ويشكل الأكراد أقلية عرقية تعيش فى أجزاء من سورياوالعراقوتركيا وإيران، وقد واجهوا الإضطهاد على مدى عقود، من تركيا التى قمعت الهوية الكردية وحظرت لغتهم وحتى إستخدام صدام حسين الأسلحة الكيميائية ضدهم، وسعى قادتهم والعديد من الفصائل المتمردة التى تمثلهم، إلى الحكم الذاتى فى إطار تأسيس دولة كردية مستقلة. ويقول حسام وزيرى، محلل سياسى يقيم فى أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، إن مكاسب الأكراد الأخيرة فى سوريا، على طول الحدود التركية، وتزايد شرعيتهم السياسية فى عيون الغرب، جعل الأكراد يشكلون التهديد الأكبر لتركيا من داعش، ويشير "إن خوف تركيا بدأ مع هزيمة الأكراد لداعش فى تل أبيض". وفى الأشهر الأخيرة الماضية، جذب الأكراد نظر الغرب بعد أن إستطاعت القوات الكردية إستعادة قرية كوبانى، التى تقع على الحدود السورية مع تركيا، كما توالت إنتصارتهم فيما بعد حيث سيطروا على مناطق رئيسية على طول الحدود، وتفرض القوات الشعبية الكردية فى سوريا، التابعة لحزب العمل الكردستانى، حكم شبه مستقل على مساحات متجاورة من المناطق الحدودية. وهذا النجاح البارز لأكراد سوريا، بدعم نظرائهم فى العراق، عزز المكانة الدولية لهم والثقة بالنفس. وينظر العالم إلى الأكراد بإعتبارهم القوى الأكثر فعالية فى المعركة ضد داعش على الأرض، فيما تواجه تركيا إتهامات بالتقاعش عن مواجهة داعش وتسهيل تسلل المقاتلين إلى سوريا عبر حدودها.
