قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن موجة من الهجمات اجتاحت أنحاء تركيا مؤخرا، حيث استهدفت قوات الأمن والقنصلية الأمريكية، وتسببت في مقتل ستة أشخاص، في تصعيد لأعمال العنف التي تهدد بزعزعة استقرار أنقرة، الحليف الأقرب للولايات المتحدة، ومحور الضربات الجوية ضد تنظيم داعش الإرهابي. وتضيف الصحيفة أنه إلى حد كبير يلقى باللوم على حزب العمال الكردستاني، في تصعيد أعمال العنف خلال الآنة الأخيرة، حيث تتهم الحكومة التركية الأكراد بدلا من داعش، خاصة فيما يتعلق بهجمات قوات الامن. وتوضح الصحيفة أن تركيا تقع بين حزب العمال الكردستاني المحظور، والمتشددين الماركسيين، وتنظيم داعش الإرهابي، بالإضافة إلى تدفق عدد كبير من اللاجئين السوريين والأجانب العابرين لأراضيها، وفي نفس الوقت تحاول الحكومة التركية تدريب المتمردين السوريين للقتال ضد الجيش. وترى الصحيفة الأمريكية أن العنف الداخلي المتزايد يعقد جهود الولاياتالمتحدة للتنسيق بشكل وثيق مع أنقرة لإضعاف تظيم داعش في سورياوالعراق، فقد وافقت تركيا مؤخرا على مواجهة داعش، ولكن في نفس الوقت تشن هجمات على حزب العمال الكردستاني، والتي هي أكثر كثافة مقارنة بداعش. وتشير الصحيفة الأمريكية إلى أن الهجوم على القنصلية يمثل تحديا لإستراتيجية الولاياتالمتحدة، خاصة فيما يتعلق بتمويل الأكراد لمواجهة داعش، ولكن على صناع السياسة الأمريكيين التميز بين حزب العمال الكردستاني والأكراد. وتلفت الصحيفة إلى أن كل هذا يحدث وسط الفراغ السياسي في العاصمة التركية أنقرة، حيث تكافح من أجل تشكيل حكومة جديدة. وقد انهارت الهدنة التي تم التوصل إليها بين الحزب وتركيا، حين قامت أنقرة بقصف قواعده شمالي العراق في نفس الوقت الذي كانت تقصف فيه أهدافا لتنظيم "داعش"، وذلك وسط حالة من التأهب القصوى الذي تعيشه تركيا، منذ إطلاق ما وصفته حكومة العدالة والتنمية ب"حرب متزامنة على الإرهاب" الشهر الماضي. وقد نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، "جون كيربي"، أن تكون الولاياتالمتحدة أقرت الضربات التركية شمالي العراق. وقدم حلف شمال الأطلسي "الناتو"- خلال اجتماع طارئ ثلاثاء الأسبوع الماضي دعما سياسيا لحملة تركيا على مسلحي تنظيم "داعش"، لكن أردوغان، أشار إلى أنه من "واجب" الحلف المشاركة على نحو أكثر تأثيرا. وكانت رئاسة الوزراء التركية قد أعلنت الأسبوع الماضي عن توقيف 1050 شخصا خلال الأسبوع الجاري، خلال الحملة الأمنية الواسعة ضد "المنظمات الإرهابية" في "داعش" وحزب العمال الكردستاني و"جبهة حزب التحرير الشعبي الثوري"، في 34 ولاية. وفي الخامس والعشرين من يوليو الماضي، أعلن حزب العمال الكردستاني انتهاء عملية السلام مع الحكومة التركية، عقب ما زعم أنها غارات تركية على مواقعه بالعراق.