نشاط مكثف للمعارض الفنية

قاعة «مشربية» تقدم ترنيمات موسيقية.. وعادل ثابت يعود بمعرض تشكيلى مبهر

تشهد القاهرة نشاطًا تشكيليًا مكثفًا يعود بعد غياب سنوات، كان الشارع المصري قد هجر المعارض إبان ثورتي 25 يناير و30 يونيو، وافتقاد عنصر الأمن.. اليوم تكاد معظم الجاليرهات الفنية والأتيليهات أن تكون مضاءة تقريبًا.. في قاعة المشربية بالدقي افتتح د. سعيد عميرة أستاذ الفنون بكلية الفنون التطبيقية معرض الفنانة الدكتورة نادية التطاوي ويضم 52 لوحة بعنوان «ترنيمات موسيقية».
تدور أفكار اللوحات حول عالم الموسيقيين وعازفي الآلات المتنوعة، جو لا يخلو من الرومانسية والتجوال في أحلام صانعي الموسيقي وأسرارهم وخفايا الاستعداد للحفلات، تألقت لوحات موسيقي العزف علي آلة العود، حيث نطقت هذه اللوحات وتصاعدت حدة منطقها برغم دفء الألوان وهدوئها بعيدًا عن الصخب والألوان المشتعلة.
الفنان التشكيلي الكبير عادل ثابت، يقيم معرضه التشكيلي بعنوان: «هنا القاهرة 2» بقاعة «الباب» بدار الأوبرا المصرية، اللوحات شديدة التميز والعمق برغم بساطتها، لوحات تنشر التفاؤل في النفوس لما تحمله من أفكار حياتية معاشة أبطالها عازف الربابة وبائع الترمس ولاعب الطاولة ولوحات عن المرأة المصرية.. عادل ثابت يهتم بحياة البسطاء في لوحات يؤرخ للطبيعة المصرية والشارع الشعبي بكل ما يحمل من حياة تتوالد.. وترفض الانكسار والموت والعودة إلي الوراء، ألوان اللوحات زاهية تدعو للبهجة.. شأن معارض الفنان الكبير عادل ثابت الذي يستخرج لوحاته من طين الأرض وبراءة المصري وتقاليده المتوارثة.
قاعة بيكاسو بالزمالك.. تقيم معرضاً للفنانة أمينة سالم، يضم 48 لوحة بعنوان «حواء»، هو تأريخ لشخصية المرأة المصرية سواء التي وصلت إلي أعلي المناصب أو ضمتها خانة الشهرة أو تلك التي تكافح من أجل أبنائها في العمل أو في المنزل، المعرض مميز في فكرته، خاصة أنه يستوحي من المجتمع المصري أحد أحد عناصر خلوده وحياته.. الفنانة أمينة سالم تهتم في أعمالها بدقة الملامح وتشخيص عضلات الوجه مع مراعاة أن تتناسب المواقف المختلفة والشخصيات مع الألوان سواء كانت ألواناً كلاسيكية معتادة أو مستحدثة، وبعض خلفيات لوحاتها زينتها بالحروف والخطوط العربية.
افتتح وزير الثقافة حلمي النمنم وحسام الدين إمام محافظ الدقهلية، ود. حمدي أبوالمعاطي رئيس قطاع الفنون التشكيلية متحف المنصورة الذي يعود للنور بعد غياب خمس سنوات، وهو أحد أهم المتاحف المصرية، خاصة أنه يمثل جانباً مضيئاً من تاريخنا المصري المشرف، حين انتصر المصريون علي الصليبيين، وتم أسر ملك فرنسا لويس التاسع في دار ابن لقمان، المتحف تم تصميمه بذكاء لكي تظهر فيه روح الانتصارات والوعي المصري ونبض الشعب الحي دوماً.. حين هب في مواجهة محتل حاول التستر بالدين المسيحي ليحتل وطننا.. وقد ضم المتحف لوحات مجموعة من الفنانين التشكيليين من أبناء محافظة الدقهلية.
عام علي رحيل فنان الكاريكاتير طوغان:
تمر هذه الأيام الذكري الأولي لرحيل فنان الكاريكاتير الكبير أحمد طوغان «20/12/1926-12/11/2014» وهو أحد رموز الكاريكاتير المصري، يشكل مع رفاقه زهدي ورخا وصاروخان وصلاح جاهين ومصطفي حسين، كوكبة من جيل أسست التطور الحقيقي للكاريكاتير، وكانت مادتهم الأساسية هي النقد السياسي اللاذع.
«طوغان» نشأ في أسيوط وتعلم في مدرسة الأقباط في ديروط، وأول من اكتشف موهبته الفنية أستاذه وليم جرجس، الذي تنبأ له بتألق في مجال الكاريكاتير.
«طوغان» أصدر 15 كتاباً تضم أهم أعماله مثل «قضايا الشعب» و«الريح العفراء لأدب الرحلات» و«مع الناس» و«كاريكاتير طوغان السياسي» و«كاريكاتير طوغان الاجتماعي» و«يوميات رسام كاريكاتير» وغيرها، وصدر قبل رحيله بأيام كتاب عن الدار المصرية اللبنانية بعنوان «أحمد طوغان فنان صنعته الأيام»، ويقع في 440 صفحة من القطع الكبير، هو عبارة عن سيرة ذاتية، وأهداه إلي أحفاده.