أقيم أمس في السابعة مساءً مؤتمراً جماهيرياً تحت عنوان " اليسار ومستقبل مصر" بقصر الثقافة بالمنصورة, بحضور أحمد بهاء شعبان "حزب مصر الاشتراكي", والسيد شعبان "الشيوعي المصري" , والمهندس أحمد الزيني "حزب التجمع", والدكتورة كريمة الحفناوي " ممثلة عن الاشتراكي المصري" وخالد عبد الحميد عضو الأمانة العامة للتحالف الشعبي و" نصر عبد الرحمن" المنسق الإعلامي لحزب العمال الديمقراطي تحت التأسيس بالدقهلية, ورامي صبري من شباب ميدان التحرير . وصرحت الدكتورة كريمة الحفناوي أثناء المؤتمر بأنها ترى أنه لا توجد إرادة سياسية للقضاء على الانفلات الأمني في الشارع المصري، مضيفةً أننا نحترم الجيش المصري الذي لم يطلق الرصاص على المتظاهرين, ومع ذلك فلدينا الحق في انتقاد المجلس العسكري لأن عليه أن يحمي مطالب وأهداف الثورة ويعمل على تحقيقها, لأن شعب مصر الذي خرج من القمقم لن يعود إليه ثانيةً, لأنه شعب بقوة 40 سنة من القهر والذل واللاكرامة، على حد تعبيرها . وأضافت أننا لن نقبل بعد الدماء التي قدمت في ميدان التحرير وكل ميادين مصر أن يتعامى النظام ويفرط في كرامتنا، مشيرةً إلى أن المطالب الفئوية التي يتحدث عنها البعض هي أحد أسباب الثورة ومطالبها, حيث إن شعار الثورة كان " عيش, حرية, عدالة اجتماعية", وعندما يطلب العمال والموظفون التثبيت ورفع الأجور فهو حقهم لأن الجميع يريد أن يعيش ويأكل ويشرب ويلبس ويسكن، مطالبةً المجلس الأعلى العسكري بصفته المسئول والخيوط في يده أن تتم إعادة هيكلة الأجور بشكل عادل وتوفير الرقابة على الصناديق الخاصة التي كانت بلا ضابط أو رابط . وأعلنت أنه ماتم شىء من مطالب الثورة دون ضغط, فإقالة أحمد شفيق تمت بمليونية 4 مارس, وتم البدء في المحاكمات بمليونية 8 يوليو, وأنهم لا يتحركون إلا بالضغط الشعبي, هذه حقيقة . وأشارت إلى أن أمريكا تريد حماية مبارك من أجل حماية مصالحها, وإسرائيل من أجل حماية أمنها, ودول الخليج وعلى رأسها السعودية يريدون أن يحافظوا على عروشهم, ووجهت نداءً للمملكة العربية السعودية بقولها ( نقول للسعودية كفاية بقى ولا تتدخلي في شئون مصر والثورات العربية، وهذا النداء موجه إلى كل من لديه سفارة إسرائيلية أو قاعدة أمريكية ) . ووجهت عتاباً إلى كل حزب أو جماعة تفضل مصلحتها في هذه اللحظة على مصلحة الوطن, سواء كانت إسلامية أو ليبرالية أو يسارية من أجل مكاسب انتخابية ومقاعد في البرلمان . لافتة إلى أن الانتخابات القادمة ستكون مناخاً مناسباً للبلطجة والانفلات والمجازر في ظل الانفلات الأمني الحالي . مؤكدة أن غضبة الشعب المصري أمام السفارة الإسرائيلية حق لهم لأننا غاضبون من إسرائيل وسفيرها ولاعودة لهم, ويجب إيقاف تصدير الغاز لأننا أولى به, ومع ذلك فهي ضد التخريب والاعتداء على المنشآت لأنها أقيمت من أقواتنا ودمائنا . واعترضت على ما حدث من إحراق وتدمير لبعض المنشآت متعجبة من عدم حماية المجلس العسكري لها على الرغم من وجود وثائق وأدلة هامة بها . مضيفةً أننا مازلنا نعيش في تعتيم ولا شفافية بدليل إغلاق مقر قناة الجزيرة مباشر . وأضافت أن أجمل شعار سمعته " يا نجيب حقهم يا نموت زيهم", وقالت ( بينا وبين أي حد يقتل أبناءنا دم وتار ) . وصرح المهندس "أحمد الزيني" أن اليسار عندما دخل في تجربة انتخابية اكتشفوا أنهم ضعفاء جداً على الرغم من وجود إمكانات مادية مفتوحة لهم كيسار لو أرادوا العمل كجبهة واحدة, ولكن الأزمة ليست أزمة اليسار وحدهم بل هي أزمة الطليعة والنخبة في مصر .
وقال إن النخبة اليسارية لابد وأن تتواضع وتحاول قراءة المشكلة السياسية وتبحث عن كيفية التواصل مع الناس في وقت الأزمة, ودعا إلى عمل تحالف يكون اليسار فيه النواة, مع انضمام جبهات أخرى ديمقراطية إليه لنواجه دعاة الدولة الدينية .
وأعلن أن الثورة عقلها يسار وجسدها متشتت بين كل التيارات, وأن ( الشعب المصري هو الحل ) و ( الشعب يريد) , هذا عنوان وليس شعارا، ومعناها أن الشعب ضامن لهذه الثورة, حقيقي أن الشعب يريد خبز وحرية وعدالة اجتماعية, والحرية تبدأ من حرية الفكر والاعتقاد وتصل إلى حرية العمل, والحركات الاحتجاجية ليست احتجاجاً بقدر ما هي تعبير عن انتشار الثورة في جميع الأوساط والفئات الاجتماعية.
وصرح " السيد شعبان " أن اليسار هو من صنع الثورة واليمين هو من نزعها, فمنذ وفاة الزعيم جمال عبد الناصر وبدأت الكارثة والانفتاح سداح مداح, وبدلاً من أن نصدر الحضارة والرقي استوردنا البداوة باستيراد الثقافة الوهابية.
وأكد على ضرورة تحقيق التعددية والديمقراطية بدون مرجعية دينية للأحزاب.
ودعا " أحمد بهاء الدين شعبان " اليسار إلى أن يتوحدوا ويكونوا جبهة اشتراكية واحدة للدفاع عن الثورة وتحقيق أهدافها فهذه الثورة في جوهرها ثورة يسارية, ثم يلعبون دوراً لبناء جبهة ديمقراطية .
وأعلن " خالد عبد الحميد " أن الثورة لن تأتي مرةً أخرى من ميدان التحرير بل ستأتي من الطبقات المهمشة المطحونة وسيقودها العمال .
وأضاف " نصر عبد الرحمن " أنه لابد من تكوين قطب جديد لليسار المصري ينطلق من الاهتمام بمشاكل العمال والفلاحين والصيادين, والمهمشين . ويرى " رامي صبري " أنه بعد 8 أشهر من الثورة لا يرى أننا وصلنا لحرية وعدالة اجتماعية , ويجب أن نكمل لنحصل عليهما, فالعدالة الاجتماعية ليست فقط حد أقصى وأدنى للأجور وإنما توفير حياة كريمة, وأن يكون لي حق وليست صدقة أو إحسان . □