بعد رحلة تطوير استمرت لأكثر من 4 سنوات ساهم فى إطالة فترتها أحداث الثورة، تم افتتاح فندق النيل والذى حمل علامة ريتز كارلتون العالمية كأول فندق فى مصر. شهد حفل الافتتاح عددًا كبيرًا من الوزراء، والذى كان على درجة من الفخامة والروعة التى توازى قدر فندق النيل الذى يعد علامة من علامات الفنادق فى مصر، تم خلال الحفل الإعلان عن التكلفة النهائية لعملية التطوير وكما أشار إيهاب الكردانى، رئيس شركة مصر للفنادق مالكة الفندق، فإن التكلفة النهائية سجلت 940 مليون جنيه متوقعاً استرداد تلك التكلفة خلال 7 سنوات كحد أقصى ومؤكداً أن دخول ريتز كارلتون إلى مصر يجعل من فندق النيل واحداً من أفخم فنادق الشرق الأوسط. أشرف سالمان، وزير الاستثمار، أشار إلى أن افتتاح الفندق إشارة إلى العالم بأن السلاسل الدولية ذات السمعة العالمية مؤمنة بمصر وبقدرتها وبأنها بلد حضارة وتقدم وسوف تظل بلد الأمن والأمان. وأكد أن تطوير الفندق هو استثمار فى أصل من أصول الدولة عاد إلى الحياة بقوة، متوقعاً أن يصل العائد على الاستثمار فى الفندق وتطويره لأكثر من 25%. ومن جانبه أكد هشام زعزوع، وزير السياحة، أن افتتاح الفندق الملاصق لميدان التحرير الذى شهد ثورة يناير 2011 هو رسالة واضحة بأن مصر تنتقل من مرحلة إلى أخرى. ومن جانبها، أكدت ميرفت حطبة، رئيس الشركة القابضة للسياحة والفنادق والسينما، أن تطوير الفندق تم فى وقت من أصعب الأوقات التى مرت على مصر، ولكن كانت هناك إرادة بأن يتم استكمال المشروع كما تم إنهاء تطوير 5 فنادق تابعة للقابضة خلال تلك الفترة، وأكدت «حطبة» أن مصر للفنادق حصلت من أسبوع على 12 مليون دولار من شركة الإدارة وهى منحة دخول أول نزيل للفندق، كما كان مقرراً وقتها وفقاً للعقد. وقال رادك قيس، المدير العام فى شركة فنادق الريتز-كارلتون: إن هذا الفندق يعكس روعة تاريخ القاهرة الغنيّ ويحترمها كما يحترم مستقبلها الواعد. إنه شاهد مهمّ على تحوّل القاهرة إلى عاصمة سياحية واقتصادية وهو يجسّد سحر العالم القديم وجماله. فقد استضاف منذ إنشائه عدداً من العظماء نذكر منهم نلسون روكفلر وفرانك سيناترا. وأضاف: اليوم، نستهلّ فصلاً جديداً ونفتح الأبواب أمام عصر جديد من الخدمة الممتازة والمرافق المتطورة. يذكر أن فندق النيل المملوك لشركة مصر للفنادق سجل أعلى تكلفة تطوير فى فنادق مصر منذ بدء إنشائها وإجراء عمليات تطوير لها، وقد ساهم ارتفاع الدولار وأحداث الثورة فى زيادة التكلفة مما دفع بعض الحضور لحفل الافتتاح إلى القول بأن إنهاء الفندق فى هذا التوقيت قد أنقذه من ارتفاع جديد فى التكفلة بعد الزيادات المتتالية فى الدولار. وقصة فندق النيل تعود إلى عام 1959، حيث قام الرئيس جمال عبدالناصر بافتتاح الفندق فى موقعه المتميز المركزى فى قلب القاهرة والمطل على نهر النيل بالقرب من المواقع التاريخية والتجارية ومناطق التسوق، وكان يتردد عليه نجوم السينما العالمية والقادة السياسيون. ومن زار الفندق من قبل يكتشف احتفاء خاصاً من الفندق بصور لأشهر الفنانين المصريين والعالميين الذين اعتادوا زيارة الفندق الشهير فى قلب القاهرة وبصفة خاصة شرفته المطلة على نهر النيل فى موقع متميز خلاب. ظل فندق النيل معروفاً لدى الجميع باسم النيل هيلتون نسبة إلى شركة الإدارة العالمية هيلتون التى كانت قد حصلت على حق إدارة الفندق لفترة قاربت نصف قرن وفى عام 2007 بدأ التفكير فى تطوير فندق النيل وتم طرح مناقصة لتطويره فازت بها مجموعة ريتز كارلتون العالمية لإدارة الفنادق بعد انتهاء عقد هيلتون، وتم توقيع عقد التطوير فى عام 2008 بين شركة مصر للفنادق وريتز كارلتون العالمية. وكانت التكلفة التقديرية لتطوير الفندق وفقاً لما أعلن وقت توقيع العقد 700 مليون جنيه وحتى تتمكن شركة مصر للفنادق من الوفاء بتكلفة التطوير قامت باقتراض 350 مليون جنيه من البنوك المصرية زادت مع ارتفاع التكلفة إلى 500 ملوين جنيه فى الوقت الذى أدت أعمال التطوير إلى انخفاض ايرادات الشركة نتيجة غلق الفندق الذى يعد أهم الفنادق المملوكة للشركة ومصدر الدخل الرئيسى لها الأمر الذى تسبب فى خسائر خلال السنوات السابقة لشركة مصر للفنادق. والعائد المتوقع من عمليات التطوير وعقد الإدارة الممتد إلى 20 عاماً هو أن تحصل شركة مصر للفنادق بموجبه على 29 مليون دولار سنوياً مقابل العقد تبدأ من تاريخ افتتاح الفندق للعمل. وبدأ الفندق نشاطه بعد تطوير وتحديث كامل وإضافة قاعة مؤتمرات على أحدث تقنيات وكذلك توفير جراج لانتظار سيارات تحت الأرض بطاقة 280 سيارة ويتكون الفندق من 13 طابقاً تشمل 327 غرفة شاملة و52 جناحاً بمستوياتها المختلفة التنفيذية والملكية والمجهزة بالكامل بأحدث التجهيزات العالمية. وتشمل العمليات، تطوير قاعة ألف ليلة وليلة التاريخية و7 قاعات أخرى للاجتماعات، وإنشاء مطعم وتراس يطل على النيل من الجهة الأمامية للفندق بطاقة 200 فرد، وإنشاء أرقى المطاعم المخصصة لخدمة النزلاء والزوار، وإنشاء نادى صحى عالمى، بالإضافة إلى تطوير منطقة الكبائن بحمام السباحة، وإحلال وتجديد كافة تجهيزات وأنظمة تشغيل الفندق من المطابخ والمغاسل والغلايات وأنظمة التكييف والمصاعد وخدمات أنظمة التليفونات والإنذار ومكافحة الحريق وتأمين الفندق وذلك طبقاً لأعلى المقاييس والمواصفات العالمية.