أحرقتموها يادراويش الفضائيات ! بقلم :د.أميرة أبو الفتوح منذ 20 دقيقة 18 ثانية لا أستطيع أن أعفى السادة دراويش الفضائيات المسماة «النخب» من مسئولية ماحدث يوم الجمعة الدامى، فسيادتهم وقود كل الحرائق المشتعلة منذ نجاح الثورة المصرية والتى صنعها الشعب المصرى كله وحماها جيشها العظيم بإرادة إلهية وليست ثورة تلك النخب التى تحاول اختطافها فى الفضائيات واحتكار الحديث باسمها والتخفى وراء شعارات براقة لإثارة مشاعر الجماهير وتحريضهم على الشرطة تارة وعلى المجلس العسكرى تارة أخرى، هؤلاء الدراويش المقيمون داخل أروقة واستديوهات مدينة الإنتاج الإعلامى يريدون فرض أجندتهم الخاصة والتى تحمل أفكارهم وسياسات بعينها يريدون فرضها على الشعب المصرى بدعوى أنهم يمثلون الثورة وحُماتها ويصنعون لأنفسهم زعامات وهمية من خلال الفضائيات حتى إن أحدهم قال فى مظاهرة الجمعة المخزية المسماة تصحيح المسار والتى كانت فى حقيقة الأمر إنحراف المسار «هنا فى الميدان تجتمع الجمعية المصرية وهى الجهة الشرعية الوحيدة فى البلد التى تتخذ القرارات» وبعد أن أثبت حضوره بالتصوير أمام كاميرات الفضائيات جرى إلى مدينة الإنتاج الإعلامى ليطوف على استديوهاتها تاركاً الجماهير التى جمعها فى الميدان وهو أحد المسئولين عنهم وأحد الداعين لهذه المظاهرة التى لم يزد عدد المشاركين فيها على 20 ألف متظاهر ومع ذلك حدثت تلك الحوادث المؤسفة وإذا ماقارناها بجمعة الإسلاميين يوم 29/7 والتى وصل عدد المشاركين فيها لحوالى مليونى متظاهر ومع ذلك لم تحدث ضربة كف واحدة ورأينا الانضباط والالتزام بأصول التظاهر السلمى ولكن فى مظاهرة الجمعة الماضية غاب عنها منظموها وتركت بلا ضوابط فكان الانحراف الذى رأيناه واتجاه البعض إلى وزارة الداخلية فى مشهد مخزى وبذئ من مجموعة الألتراس التى لجأت لاستفزاز الضباط والعساكر بحركات ساقطة ومشينة وسبهم بألفاظ قذرة ودنيئة يعاقب عليها قانون الجنايات أمام عقر دارهم وفوتت عليهم الشرطة الفرصة ولم تحتك بهم ولم تصطدم معهم وتحدث المواجهة التى أرادوها وخطط لها محركوهم!! أتفهم أوامر وزير الداخلية اللواء منصور العيسوى بضبط النفس فى هذه الحالة ولكننى لا أتفهم إطلاقاً ضبط النفس وبعض هؤلاء الصبية الصيع كما رأيناهم على شاشات التلفزة يخلعون اسم وزارة الداخلية وشعارها فلقد شعرت فى هذه اللحظة بأن قلبى قد انتزع من بين ضلوعى،إنها رمز لهيبة الدولة والتى بدأت أركانها فى التفكك والسقوط !!فبالله عليكم كيف لاتتصدى لهم الشرطة وهم يعتلون جدرانها ويقفون على أسوارها ويكتبون علي حوائطها الشتائم وخاصة أن القانون يعطيهم الحق باستعمال القوة ولكنهم تخلوا عن هذا الحق بحجة ضبط النفس ! هناك فرق بين ضبط النفس والضعف بصراحة شديدة فهذا المشهد يدل على ضعف وليس على حكمة أو كياسة ومن هنا كانت المصيبة والتى زادت من فداحتها ووطأتها ماحدث بعد ذلك من محاولة اقتحام مديرية أمن الجيزة وحرق سيارات الأمن المركزى ! ما الذى يحدث فى مصر الآن ياسادة ،الوطن فى خطر والكل يتفرج ويبدو أن البعض يتلذذ أن يراه على هذه الحالة !! نحن حينما قمنا بالثورة أردنا إسقاط النظام ولم نرد أن نسقط الدولة ولكن مايحدث الآن من البعض الذين تسلقوا على الثورة وأصبحوا يحتكرون الكلام باسمها هو محاولة لإسقاط الدولة وتفكيكها هؤلاء لايريدون أن تستقر الأوضاع فى البلد أبداً ،فكلما هدأت الأمور وبدأت الشرطة تسترجع عافيتها وتنزل إلى الشارع وتؤدى واجبها نرى من لايعجبه ذلك ويعيدها إلى المربع الأول مرة أخرى ، ثمة أياد خبيثة تلعب فى الخفاء لضرب هذا الوطن واستقراره ومن السذاجة السياسية أو من قصر النظر السياسى ألا ندرك أن هناك الكثير من الدول العربية والغربية قد تضررت من ثورتنا وتحاول إجهاضها حتى لاتصل لبلدانهم المستبدة القامعة لشعوبها والغارقة فى فساد الأسر الملكية الحاكمة أوشرائها لتحويل مسارها لخدمة مشروعها التفتيتى فى المنطقة لذلك يهمها أن تبقى البلاد فى حالة فوضى دائمة إلى أن ترتب أوراقها فى المنطقة يقابلها فى الداخل العديد من الشخصيات السياسية التى تعيش زعامات وهمية من خلال الفضائيات وتعلم علم اليقين أنها لن تنجح فى الانتخابات القادمة لأن ليس لها أرضية فى الشارع ولاجماهيرية ولايحزنون وأن كل مجادلاتهم بالدستور أولاً والمواد فوق الدستورية وقانون الانتخابات الخ ماهو إلا للهروب من الإستحقاق الانتخابى وتأجيل الانتخابات ليظل الفراغ قائماً ولتظل زعامتهم قائمة فى الفضائيات ومع تلك المظاهرات التى يدعون إليها كل جمعة أنهم ينظرون لمصالح ذاتية ضيقة ولا ينظرون لمصلحة البلاد العليا التى تتعرض للمؤامرات من كل حدب وصوب فجميع حدودنا فى خطر الحدود الشرقية مع الكيان الصهيونى والذى يتربص بنا ويحلم بالعودة لاحتلال سيناء ومشاكل أهلنا هناك والقلاقل التى تحدث فيها تنذر بعواقب وخيمة والحدود الغربية مع ليبيا وعمليات تهريب السلاح والحدود الجنوبية مع السودان بعد انقسام السودان وارتماء دولة الجنوب فى أحضان الكيان الإسرائيلى وعمل سفارة لها فى القدس ومشكلة مياه النيل ومشكلة أهل النوبة التى يحركهم زعماؤهم من واشنطن ! الوطن فى خطر ياسادة أفيقوا واعوا حجم المؤامرة التى نتعرض لها ، مصر التى وحدها مينا مهددة بالانقسام فى ظل مشروع كبير لتقسيم دول المنطقة إلى دويلات دينية وعرقية وإثنية تكون للدولة العبرية اليد الطولى فيها وتنشغل تلك الكيانات الهزلية فى الحروب فيما بينها وتتناسى صراعها التاريخى مع الكيان الصهيونى هذا هو مشروعهم القديم الجديد منذ كيسنجر حتى الآن ولكننا بعون الله سنفشله كما أفشلناه فى السابق بتكاتفنا ووعينا والنهوض ببلدنا من جديد بالعلم والعمل وليس بالمليونيات والمجادلات العقيمة والمزايدات على بعضنا البعض فى الفضائيات والتى تأخذنا للوراء أرجوكم اعملوا على إنهاء تلك الفترة الانتقالية بأسرع وقت ممكن حتى تعود للدولة مؤساساتها وأركانها وإلا فسندخل فى نفق مظلم لا نعلم منتهاه! اللهم هل بلغت اللهم فاشهد. [email protected]