بدت الصحف الفرنسية الصادرة صباح اليوم الأحد في موقف موحد من الدعوة لرد حازم على الهجمات التي استهدفت باريس يوم الجمعة، وبرزت بين الافتتاحيات دعوات لتوخي الحذر من ربط الهجمات بقضية اللاجئين أو التأثير على الوحدة الفرنسية بداعي محاربة "الإرهاب". قالت صحيفة (لوموند) إن "فرنسا في حرب ضد إرهاب شمولي، أعمى، قاتل على نحو رهيب". وتساءلت في الافتتاحية التي كتبها مديرها جيروم فينوجليو عن قدرة ضبط الوضع الأمني في البلاد وفاعلية خطط مواجهة "الإرهاب" المتبعة حتى الآن. وحذرت الصحيفة، في مقال آخر، من ربط هجمات باريس بأزمة اللاجئين، ولفتت لتصريحات مسئولين وسياسيين في بولونيا وألمانيا والمجر والتشيك واليونان، أكدوا فيها ضرورة إعادة النظر في التعامل مع قضية اللاجئين ووضع حد لفتح الحدود أمامهم. وطرحت في موضع آخر تساؤلا عن سر استهداف "الجهاديين" لفرنسا تحديدا، وقدمت عددا من العوامل لتفسير هذا الانجذاب ومن بينها مشاركة فرنسا في الحرب على تنظيم الدولة "داعش"، واستغلال المسلحين لسياسة فرنسا العلمانية، والوضع الاجتماعي للمهمشين بالضواحي لخلق مبررات انتقامية وشن الهجمات. من جانبها، تساءلت صحيفة ليبيراسيون عن فشل أجهزة الأمن في رصد تحركات بعض "الجهاديين" الذين ثبت تورطهم في هجمات سابقة، ودورهم في هجمات باريس الأخيرة. وقالت إن هجمات باريس تفضي إلى "خلاصة تفرض نفسها بواقعيتها المريرة: على الفرنسيين من الآن فصاعدا العيش مع الإرهاب". ورصدت الصحيفة اليسارية ما وصفته استثمارا من اليمين واليمين المتطرف للأحداث الحالية، ونقلت تصريحات لسياسيين متطرفين بينها تصريح لنادين مورانو من حزب الجمهوريين والتي اختارت الخلط بين المهاجرين المسلمين و"الإرهابيين" ودعت لوقف تدفق المهاجرين الذين اعتبرتهم "جيشا من الشباب" بينما دعا أمين عام حزب الجمهوريين لوران واكيز إلى حشد أربعة آلاف شخص مشتبه فيه ب"الإرهاب" في مراكز خاصة. وفي افتتاحية لوفيجارو، أكد مدير التحرير أليكسيس بريزي أن حرب فرنسا على "الإرهاب" بدأت لتوها، وتساءل إن كانت الإجراءات المتخذة لمواجهة الظاهرة كافية، واستغرب عدم اعتقال المحرضين الذين يواصلون حث الشباب على استهداف الديمقراطية الفرنسية والمسيحيين واليهود، كما انتقد موقف فرنسا التي تحارب تنظيم داعش وترفض مساندة روسيا في ذلك بسبب موقف موسكو من الرئيس السوري بشار الأسد. وكتب بريزي "ضد الوحشية ليس هناك إلا مبدأ واحد: إنه القوة، وضد الهمجية ليس هناك إلا قانون واحد: إنه الفعالية". وكان القاسم المشترك بين كل الصحف الدعوة إلى الوحدة الوطنية، وهو ما لخصته "لو جورنال دو ديمانش" على صدر صفحتها الأولى بعنوان "الجمهورية في مواجهة الهمجية".