بقلم – عماد أبوزيد منذ 9 دقيقة 2 ثانية بداية فليسمح لى الاستاذ عمرو الشوبكى أن اقتبس فقرة من مقالة بالمصرى اليوم عن زيارة رئيس الوزراء التركى للمنطقة والتى يقول فيها "إن نجاح تركيا في الداخل هو الذي جعلها ظاهرة غير صوتية مثل كل النظم العربية الفاشلة (معتدلة وممانعة) وجعلها أيضا قادرة على التفاعل النقدي مع المنظومة العالمية، فعضويتها في حلف الناتو وقيامها ببناء حائط مضاد للصواريخ على أراضيها، كجزء من المنظومة الدفاعية لحلف الأطلنطي، لم يحل دون قيامها بطرد السفير الإسرائيلي ومواجهة السياسات العدوانية الإسرائيلية" أنتهى. فالسلطان العثمانى يسعى بالمنطقة العربية لتحقيق طموحات بلاده بأن تصبح قوة سياسية كبرى في العالم الإسلامي من خلال جولة في مصر وتونس وليبيا هذا الأسبوع وهي الدول الثلات التي شهدت ثورات شعبية أعادت تشكيل المنطقة وجولة أردوجان في دول الربيع العربي في ظل تصاعد التوتر مع إسرائيل بسبب مقتل تسعة من النشطاء الأتراك في العام الماضي في مواجهة عززت المساندة لأنقرة في مناطق واسعة في شمال أفريقيا والشرق الأوسط, تراقبها إسرائيل وواشنطن عن كثب هذه الزيارة لمصر بصفة خاصة وهي الأولى لزعيم تركي خلال 15 عاماً، وقد تابعت الولاياتالمتحدة بانزعاج تدهور العلاقات بين تركيا وإسرائيل وبين إسرائيل ومصر وتنظر اسرائيل بعين الريبة الى دلائل هذا التحالف الوثيق بين مصر وتركيا في الوقت الذي تنتهج فيه أنقرة موقفا ينم عن صدام أكبر تجاه اسرائيل. فتشكيل اكبر دولتين اسلاميتين في الشرق الاوسط تحالفاً استراتيجياً ضد اسرائيل سيقلب موازين القوى في المنطقة، وسيزيد من عزلة الاخيرة دولياً واقليمياً. وربما ينهي تفوقها العسكري ايضاً. فتركيا تملك قوة عسكرية تساوي نظيراتها في بريطانيا وفرنسا والمانيا مجتمعة، كما ان تعداد سكان البلدين الحليفين الجديدين، اي مصر وتركيا يصل الى مئتي مليون نسمة تقريباً بالمقارنة مع ستة ملايين تعداد اسرائيل خمسهم من العرب.والاهم من ذلك ان هذه القوة العسكرية البشرية المزدوجة مدعومة باقتصاد تركي قوي يحتل المكانة السادسة اوروبياً والسابعة عشرة عالمياً مع القوة البشرية التى يمتلكها الحليفين ستجعل اسرائيل تفكر الف مرة قبل والاقدام على أى خطوة من شأنها الاضرار بمصالح هذا المارد الجديد بالمنطقة واعتقد انهم يعرفون التاريخ جيدا
وتراقبها ايضا دول عربية عانت مخاض الانتفاضات الشعبية النمو الإقتصادي في تركيا الدولة الديمقراطية العلمانية ونفوذها بمزيد من الإعجاب. وفي ظل حزب العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية وقد دعمت تركيا الروابط السياسية والتجارية مع المنطقة التي حكمتها طويلا أبان حقبة الدولة العثمانية ومع ذلك قد ارغمت الثورات العربية تركيا على اعادة النظر في سياستها الخارجية لا سيما في سوريا حيث تحدى حليفها السابق الرئيس بشار الأسد دعوات أنقرة لإنهاء القمع الدموي للمحتجين وفي ليبيا حيث كانت لتركيا استثمارات بمليارات الدولارات قبل الاطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافى وبعد ترددها في التخلي عن صديقها السابق ومساندة عمليات حلف الأطلسي تسعى تركيا لدور قيادي في جهود إعادة بناء ليبيا وتتطلع للفوز بعقود بمليارات الدولارات وسيكون أردوجان أول رئيس حكومة يزور ليبيا منذ دخول المعارضة التي قاتلت لإنهاء حكم معمر القذافي القائم منذ 42 عاماً العاصمة طرابلس, وكان من المفترض قيام اردوجان بزيارة قطاع غزة المحاصر لولا أن المصريون قد نجحوا بدهاء في منع الزيارة، فقد أوضحوا للاتراك بأدب ان زيارة كهذه قد تنشيء مشكلات امنية صعبة وغير جيدة لهم وللمنطقة فهي ستغضب السلطة الفلسطينية، وتغضب اسرائيل، وتقوي الاخوان المسلمين، وتهيّج مجلس النواب الامريكي وتثير عصبية وزارة الخارجية الامريكية والامريكيون الذين لا يهمهم أن تتقارب اثنتان من دعائم سياستهم في الشرق الاوسط تركيا ومصر بعضهما من بعض، لكن ليس على حساب الدعامة الثالثة الاسرائيلية. والشعب المصرى يرحب بزيارة السلطان العثماني لارض الكنانة ليشد على يدها، ويعزز موقفها، ويشد من ازرها في مواجهة العربدة الاسرائيلية والنكوص العربي, ان اردوجان رجل دولة يحسب خطواته جيداً، ويعرف متى يتحرك واين ومن اجل ماذا وعلينا أن نستلهم وليس عيبا أن ننقل الخبرة التركية في البناء الداخلي أولاً ونحن ندير صراعنا مع إسرائيل، فتركيا امتلكت الجرأة في اتخاذ قرار حقيقي فى طرد السفير، مما جنب الشعب التركى مخاطر تداعيات إقتحام السفارة الاسرائيلة فى بلادهم ويلقوا باوراقها في الشارع كما حدث معنا نحن المصريين وذلك لسبب بسيط أن السلطان العثمانى قال "ان الدم التركى اغلى بكثير من علاقاتنا مع إسرائيل" هذه الكلمة التى لو سمعها الشعب المصرى عندما قتلت إسرائيل ابنائنا على الحدود فى الشهر الماضى وعبر عنها المجلس العسكرى بطرد السفير اليهودى من القاهرة مستندا الى الارادة الشعبية التى جاءت به لوفرنا على انفسنا الكثير من المشكلات داخليا وخارجيا . واختتم "الشعب المصرى يرحب بالسلطان العثمانى"