بقلم – اد/ محمد نبيه الغريب منذ 27 دقيقة 12 ثانية أعتقد أنه قد آن الأوان إن لم يكن قد تأخر لرحيل حكومة شرف..! فقد مضت فترة ستة شهور علي توليه مسئولية رئاسة مجلس وزراء مصر لكن حكومته فشلت فشلا ذريعا في أن تقدم أوتحقق ما نادت به الثورة. فلم تستطيع حكومات شرف حتي الآن تنفيذ حركة تطهير في جميع أجهزة الدولة وكافة الهيئات والمؤسسات الحكومية من قيادات الحزب الوطني المنحل. ولم تقم الحكومة حتي الآن باصدار قانون الغدر لإستبعاد من أفسدوا الحياة السياسية بسبب انتمائهم للحزب الوطني بدءا من لجنة السياسات وانتهاء بالأمانة العامة للحزب بالمحافظات، ووجود شبهات بالفساد المالي أو الإداري. ولم تستطيع حكومة شرف تحقيق الأمان للمواطن، كما فشلت فشلا ذريعا في عودة الإنضباط للشارع المصري وسيظل هذا الوضع قائما طالما أن الشرطة لم تستطيع استرجاع هيبتها ومكانتها المجتمعية. وتأخرت حكومة شرف كثيرا في تحقيق مبدأ العدالة الإجتماعية، ولم يتم حتي الآن تحديد الحد الأقصي ولا الحد الأدني لمرتبات العاملين بالحكومة..وكأن الحكومة مغيبة عن اولي رغبات المواطنين وأهم مطالب الثوار.. ولم تكترث الحكومة لمطالب الثوار الخاصة بالهيئات القضائية، وتركت الباب مفتوح علي مصراعية- بنفس القواعد والنظم التي كانت سائدة أيام مبارك عند تعيين أعضاء الهيئات القضائية، ولقد تعرضت أجهزة الإعلام لتلك القضية مرارا وتكرارا.. كما وأننا إذا كنا من المؤيدين والمتحمسين لإستقلالية القضاء، إلا أن تعيين أعضاء الهيئات القضائية شىء واستقلالية القضاء شىء آخر ولابد من تغيير معايير التعيين ووضع معايير جديدة شفافة وعادلة لإختيار أفضل العناصر بعيدا عن المصالح والأهواء الشخصية لتحقيق العدالة وتكافؤ الفرص بين جميع المتقدمين وخاصة أن الثورة قد قامت لإلغاء مبدأ التوريث..! وفشلت حكومة شرف في الحصول علي اجماع عربي لتعيين الدكتور/ مصطفي الفقي أمينا عاما لجامعة الدول العربية ونجحت قطر في فرض ارادتها وضحت حكومة شرف بمنصب وزير الخارجية من أجل المحافظة علي المنصب لمصر..! كما فشلت حكومة شرف في أول اختبار حقيقي لها أمام التصلت والجبروت الإسرائيلي ولقد نجحت السياسة الخارجية لتركيا في كشف عورات السياسية الخارجية للحكومة المصرية. وفشلت حكومة شرف فشلا ذريعا في حماية السفارة الإسرائيلية وفي حماية وزارة الداخلية ولم تنجح الحكومة في أن تفرق بين الصرامة والتسيب كما لم تفرق في المعاملة بين الثوار والبلطجية..؟! والعجيب في الأمر أن الدكتور/ شرف ومن أحاطوا به يوم تولي مسئولية الوزارة قد تغيبوا جميعا عن مسرح العمليات في الأمس القريب..!؟ لذلك فأني أقترح علي دولة رئيس الوزراء وصحبته الكريمة إستمرار الغياب عن ساحة الثوار ومن الأكيد أن مصر الثورة غنية برجالها ونسائها... استاذ التوليد وأمراض النساء بكلية الطب جامعة طنطا