يشارك الرئيس عبد الفتاح السيسى بعد ساعات في قمة منتدى (الهند- إفريقيا)، والتى تهدف لتنمية وتطوير العلاقات بين الجانبين، وتعزيز للعلاقات مع نيودلهي. وعن العلاقات الإفريقية_الهندية، قال راجيف باهيتا أن شعبا إفريقيا والهند يمثلان ثلث سكان العالم، وقد تعارف هذان الشعبان إلى بعضها البعض منذ عصور قديمة، وخلال عصر الاستعمار وقع الشعبان فريسة للاستغلال والظلم، ومن ثم فقد إرتبطا معاً بمشاعر التعاطف المتبادلة وكان لهما هدف واحد مشترك، ألا وهو التحرر من الهيمنة والتمييز، وفي العصر الحديث يكافح الشعبان معاً من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية-الاجتماعية وإرساء نظام عالمي عادل. وأضاف باهيتا: "مع ذلك، فإن العلاقة التي تربط بين هذين الشعبين تتسم بنقص الوعي وبها العديد من الثغرات التي تحتاج إلى علاج". وتابع باهيتا: "هناك ثلاثة أضلاع للعلاقة التي تربط بين الهند وإفريقيا ألا وهي العلاقات بين الحكومات وعلاقات العمل والعلاقات الشعبية، ويعد الضلع الثالث في هذه الثلاثية فريداً من حيث أوجه عديدة، حيث تعود العلاقات الشعبية بين الجانبين إلى عصور ما قبل التاريخ، وهناك فرصة كبيرة أمام هذه العلاقات للنمو في المستقبل". وواصل باهيتا قائلا: "في ظل العولمة، يمثل السياح الأجانب سفراء مؤقتين لبلادهم، كما يوفرون مصدراً مهماً لزيادة الدخل ينبغي أن يكون تنشيط السياحة أحد أهم الأولويات بالنسبة للصناعة والحكومات". وتابع: "تشهد أعداد السائحين الهنود الذين يتوجهون إلى الدول الإفريقية – موريشيوس، جنوب إفريقيا، دول شرق إفريقيا – زيادة بمعدلات بطيئة ولكن مضطردة، الهند أيضاً مؤهلة لاستقبال أعداد أكبر من السائحين الأفارقة". وأوضح: "من القيود الكبرى على تطوير علاقات أوثق غياب المصادر المباشرة للمعلومات لدى كل من الجانبين عن الجانب الآخر وعدم كفاية التغطية الإعلامية، وفي كل من إفريقيا والهند، يفشل الإعلام في أن يلعب الدور اللائق به، ومن ثم، يعرف الهنود والأفارقة عن بعضهما البعض من المصادر الغربية بشكل أساسي يجب أن يتغير ذلك إننا بحاجة إلى معرفة بعضنا البعض بشكل مباشر، وليس من خلال عدسات طرف ثالث". وأضاف باهيتا: "يقال إن وسائل الإعلام لا تضع ممثليها في العواصم الإفريقية ونيودلهي لأن هذا الأمر غير قابل للتطبيق من الناحية المالية، يجب إعادة دراسة هذه المسألة وبناءً على معرفته بالمخاطر العالية المرتبطة بإفريقيا، ينبغي على الجانب الهندي أن يتخذ إجراءات فاعلة لتصحيح هذا الوضع الشاذ، كما يجب الاستفادة من التكنولوجيا على النحو الأمثل". وأشار باهيتا إلى أنه "ليس هناك ما يمنع مؤسساتنا الإعلامية المرموقة من تأسيس شبكة من المراسلين المحليين والمراسلين الذين يعملون بدوام جزئي لتقديم تقارير إخبارية على نحو منتظم للجمهور الهندي، ويمكن للجانب الإفريقي أن يقوم بالشيء نفسه". ومن منطلق خبرته بإفريقيا،قال راجيف إن هناك اقتراحان يمكن دراستهما: يمكن للبعثات الدبلوماسية الإفريقية في دلهي أن تجمع أصدقاء إفريقيا لتأسيس مؤسسة صداقة إفريقية-هندية والتعاون معها من أجل تعزيز العلاقات الشعبية، وهناك مسئولية خاصة تقع عاتق مفكرينا، باعتبارهم قادة الفكر، ألا وهي توليد الأفكار الجديدة والحث على تنفيذها ويجب خلق تعاون وثيق عن طريق تأسيس شبكة مفكري الهند-إفريقيا ومن خلال العمل معاً، يمكن لمؤسسات مثل "المجلس الهندي لشئون العالم" و "نظام البحث والمعلومات للدول النامية" أن تبدأ العمل في هذا المجال. وأضاف: "من ثم، يمكن تعزيز العلاقات الشعبية بين الجانبين بشكل كبير على المدى القصير والمتوسط، بشرط توفر مزيج من الخيال والتعاون والاهتمام المتواصل". قضى راجيف بهاتيا أكثر من 7 سنوات فى إفريقيا، حيث شغل فى البداية منصب المفوض السامى للهند فى كينيا، وفي جنوب إفريقيا وليسوتو بعد ذلك. وشغل منصب مدير عام المجلس الهندي لشئون العالم حتى وقت قريب، وخلال عمله في هذا المنصب، أشرف على برنامج بحثي خارجي واسع يضم إفريقيا ومنطقة المحيط الهندي، ويعكس هذا المقال أرائه الشخصية.