طالب الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكومة، بتغيير استراتيجية عمل الحكومة مع مختلف الأزمات بحيث يتم التحسب للأزمات والاستعداد لها قبل وقوعها بما يضمن تعاملا أفضل وإدارة جيدة للأزمة تحول دون وقوع الخسائر، ولاسيما في أرواح المواطنين. وشدد السيسي على أهمية القيام بأعمال المراجعة والصيانة الدورية للمرافق، ومن بينها الصرف الصحي وصرف الأمطار، ووضع خطط عاجلة لتحسين تلك المرافق. جاء ذلك خلال اجتماع الرئيس ، منذ قليل، مع مجلس الوزراء بكامل أعضائه برئاسة المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، وذلك للتعرف على الخطوات التي قامت بها الحكومة للتعامل مع التداعيات التي شهدتها محافظة الإسكندرية جراء موجة الأمطار الغزيرة التي تعرضت لها أمس. وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، استعرض تقريرًا عن زيارته لمحافظة الإسكندرية أمس، حيث أشار خلاله إلى الجهود التي تم بذلها من كافة الوزارات والجهات المعنية بالتعاون مع القوات المسلحة لتدارك الموقف ومعالجة آثار الأزمة التي أثرت بشكل شديد على حياة المواطنين بالإسكندرية. كما عرض إسماعيل، الأسباب التي أدت لوقوع تلك الأزمة، موضحًا أن مياه الأمطار استمرت في الهطول بشكل متواصل لمدة تسع ساعات وبمعدلات غير مسبوقة حيث بلغت 3.2 مليون متر مكعب خلال ثلاث ساعات فقط منذ التاسعة صباحًا وحتى الثانية عشرة ظهرًا، وهو المعدل الذي يفوق بستة أضعاف كميات الأمطار المعتادة في الإسكندرية على مدار أربع وعشرين ساعة. وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، اطمأن خلال الاجتماع على عودة الأوضاع لطبيعتها في محافظة الإسكندرية، مشيرًا إلى أن الرئيس أكد على حرصه على متابعة صرف التعويضات لأسر المتوفين، ومشددًا على أهمية معالجة الأسباب التي حالت دون استيعاب مياه الأمطار بمحافظة الأسكندرية، مؤكدا أنه يتعين التحسب لمثل هذه الظروف، في كافة المحافظات الساحلية مع قرب حلول فصل الشتاء. ومن جانبه قال السفير علاء يوسف، إن الاجتماع شهد مراجعة وتباحثا للعديد من الموضوعات التي تمس حياة المواطنين بشكل مباشر، وفي مقدمتها قطاع النقل حيث وجه الرئيس أهمية تطوير مرفق السكك الحديدية ومتابعة سير الإجراءات التي تتخذها وزارة النقل بالتعاون مع مختلف جهات الدولة المعنية ومن بينها الهيئة العربية للتصنيع من أجل تطوير هذا المرفق الحيوي والارتقاء بمستوى الخدمة المُقدمة للمواطنين. كما شهد الاجتماع استعراضا لتطوير قطاع الصرف الصحي، ولا سيما في القرى المصرية، حيث تم وضع خطة متكاملة لتنفيذ المشروعات المتوقفة وتم إنجاز 183 مشروعا للصرف الصحي في القرى. وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس أكد على أهمية تطوير قطاع التعليم في مصر والتنسيق بين وزارة التعليم ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بما يسهم في تطوير الخدمات التعليمية المقدمة للطلاب. وشهد الاجتماع استعراضا للإجراءات التي يتم اتخاذها من أجل ضبط الأسعار، وتوفير السلع الغذائية واللحوم والأدوية، بأسعار مناسبة في الأسواق، من أجل تلبية احتياجات المواطنين، وضمان انتظام الخدمات المقدمة لهم ولقطاع الصناعة وفي مقدمتها انتظام الإمداد بالكهرباء والغاز. ومن جانب آخر، شهد الاجتماع استعراضا لأوضاع المصريين بالخارج، وسبل ربطهم بالوطن وتفعيل التعاون مع أبناء مصر المهاجرين والعاملين في الخارج، والاستفادة من خبراتهم عبر التواصل المباشر معهم من أجل تلقي أفكارهم وتيسير تقديم إسهاماتهم للوطن في مختلف المجالات.