هناك مطربون يجدون أن اسهل طريق لعالم الشهرة هو تناول السيرة الفنية لكبار نجوم الغناء، ومحاولة النيل منهم او التشبه بهم رغم الفارق الشاسع فى كل شىء. وعندما يخرج علينا مطرب لبنانى غير معروف إلا فى وطنه يدعى فارس كرم ويتناول فى حلقة من برنامج «المتاهة» لوفاء الكيلانى أهم مطربتين فى العالم العربى أم كلثوم و فيروز بقوله انهما قدمتا أغانى تحمل ايحاءات جنسية، ردا على سؤال وجهته له المذيعة يتهمه بأنه يقدم أغاني تحمل ايحاءات جنسية فكان رد الاستاذ اللبنانى أن هناك نجوماً عظماء قدموا أعمالاً بها ايحاءات وعندما ألحت المذيعة فى ذكر بعض الاغانى قال لها على سبيل المثال اغنية فيروز «ع الباب يا حبيبى عم بودعك» و«هذه ليلتى» لأم كلثوم. ومجرد ذكر فيروز وأم كلثوم فى اطار حوار مبنى على وجود أغنية مصورة لهذا المطرب بها ايحاءات فهذا يعد قمة الانهيار الذى وصلنا إليه، مجرد أن يشبه نفسه او حتى كل جيله والأجيال التى تبعته بأم كلثوم فهذه تعد جريمة لا يمكن أن تمر لأن لا وجه للمقارنة بين مطرب غير معروف غير داخل حدود وطنه وبين سيدة الغناء العربى فى كل العصور وياليته أجرى تشابهاً أو مقارنة فى أمر موسيقى أو غنائى لكن هذا المطرب يشبه الخلاعة والعرى الذى يقدمه باحدى اهم روائع ام كلثوم وفيروز. والغريب أن هذا المطرب استاء من البعض ومنهم الموسيقار الكبير حلمى بكر بسبب دفاعه عن أم كلثوم وفيروز حيث طالب بكر في تصريح صحفي بأن «يذهب كرم إلى مستشفى الأمراض العقلية بعد أن يقوم بإجراء عملية جراحية فى لسانه حتى لا يتطاول على رموز الطرب الأصيل». وأتصور أن ما قاله حلمى بكر هو أقل شىء يقال للمتطاولين على رموز الغناء، لاننا أصبحا فى زمن كل من هب ودب وكل من انتشرت له أغنية على الانترنت تصور أنه أصبح شيئاً ويحق له ان يقيم الكبار بل ويتشبه بهم وبعضهم يرى فيما يقدمه من هلس وعرى وخلاعة تشابهاً بما قدمه الأساتذة الكبار. الأزمة أن هذا المطرب يبدو أنه يجهل تاريخ الموسيقار الكبير حلمى بكر بدليل انه يطالبه الآن بأن يهتم بالتلحين أكثر.. وهو لا يعلم ان الملحن الذى غنى له كبار النجوم فى العالم العربى على مدار اكثر من نصف قرن يرفض منذ سنوات أن يقدم اعماله لانصاف المواهب وبالتالى فهو بعيد عن التعاون مع هؤلاء بارادته وليس رغما عنه، وإذا المطرب اللبنانى يرى فى رد حلمى عليه وهو مطرب نصف معروف إهانة له فهذا يعنى ان ما فعله جريمة فى حق أم كلثوم، ولو كان بكر صمت بعد أن شاهد هذه المهزلة لأصبح مشاركا له فى الجرم وهذا لم نعهده فى حلمى بكر الذى تفرغ لفترة طويلة للدفاع عن كبار المطربين والملحنين ولولا وجوده لأصبحت أعمال الكبار لقمة سائغة على لسان الاقزام. والغريب أن الأخ اللبنانى يقول: إن حلمى بكر يبحث عن الشهرة، أى شهرة التى يتحدث عنها وبكر معروف لأهل وطنه لبنان وكل الوطن العربى منذ 50 عاما عندما كان هو يلعب فى حواري وشوارع لبنان. أزمة هذا المطرب وغيره ليست فى التطاول على الكبار فقط لكن هناك مشكلة أكبر وهى البرامج التى تمنحهم هذه الفرصة فى الظهور والصعود على أكتاف الآخرين بالدرجة التى جعلت بعض مقدمى البرامج يتصورون أن اهانة الرموز سبق اعلامى سوف يجعل المواقع الصحفية والبرامج الأخرى تتناوله، وبالتالى وجدنا وفاء الكيلانى تأخذ كلام هذا المطرب بصدر رحب واكتفت بقولها «انت خيالك واسع». وبالتالى فهذه القنوات والبرامج أعطت لهؤلاء فرصة لعمل أى شىء تحت أى مسمى.