"نصب.. سوء معاملة.. استغلال ظروف.. تقاعس مسئولين".. مشكلات تقف حائلًا أمام طلاب جامعة الأزهر المغتربين لإيجاد سكن مناسب لهم، قريب من الحرم الجامعة. بين تقاعس المسئولين عن توفير المدن الجامعية لجميع الطلاب المغتربين، مع بدء العام الدراسي، وبين نصب "سماسرة" الشقق، وأصحاب السكن الجامعي، يعاني الطالب المغترب، ويقف عاجزًا أمام تحقيق أهدافه وبناء مستقبله. مشقة يتعرض لها طلاب الأزهر أثناء البحث عن سكن، وأعباء تقع على عاتقهم، ومشكلات عدة يحكيها الطلاب المغتربين، أبرزها اضطرارهم للتأقلم مع 15 طالبا آخر على الأقل داخل شقة واحدة. استغلال السماسرة قالت بدر السوري، طالبة مغتربة بجامعة الأزهر، إن السماسرة يستغلون ظروف الطلاب ويسلبون أموالهم لإيجاد سكن قريب من الجامعة، مشيرة إلى أن السمسار رفض تسكينها بعد أن دفعت له 2000 جنيه. وتابعت "السوري" أنها اضطرت إلى السكن فى الحى العاشر الذى يسكن فيه اغلب الطلاب نظرًا لأنه "رخيص" بعض الشئ، بالرغم أنه مكان سئ للغاية وعشوائى، وأغلب سكانه من الأفارقة. وأضافت "السوري" أن العقار يسكن به أكثر من عشر طالبات، ما يثير المشكلات بين الطلاب خاصة فى أوقات الامتحانات ما يكون له أثر سلبى على التركيز لاجتياز الامتحان. وأشارت "السوري" إلى أن أى طالبة تمرض لا يسأل عنها أحد وتصبح ك"الكلب الراقض على السرير". طوابير الحمامات وأكدت شيماء مجدى، طالبة مغتربة من دمياط، أنه بعد أن أغلقت المدينة الجامعية أبوابها أمام الطلاب، استغل السماسرة هذا الموقف لصالحهم ورفعوا أسعار الشقق. وأوضحت "مجدي" أن العقارت الجيدة يصل سعرها إلى 350 جنيها، وتشمل ثمانية طالبات، فيما يسكن الشقة التي تصل سعرها إلى 250 جنيها، 15 طالبة. وذكرت "مجدي" أن السماسرة يستغلون حاجاتهم إلى السكن ليرفعون السعر ويزيدون عدد الطالبات في السكن الواحد، دون أن يستطعن التفوه بكلمة واحدة. وأضافت "مجدي" أن الطلاب فى الكليات العلمية لا يستطيعون المذاكرة وسط هذا الزخم والزحام الطلابى، لافتة إلى أنها تعانى عند دخولها "الحمام" وتضطر إلى الاستيقاظ من النوم فى الساعة الرابعة حتى لا تنتظر طابور طويل من الطالبات. معاملة غير آدمية بينت إسراء أحمد، طالبة مغتربة، أنها تعيش فى مأساة نتيجة للسعى وراء السماسرة لإيجاد شقة مناسبة فى مكان جيد بأسعار معقولة إلى حد ما، موضحة أن أغلب الأماكن التى يسكن فيها الطلاب غير آدمية. ولفتت "أحمد" إلى أنهن يواجهن معاملة ك"الحيوانات" من سماسرة وأصحاب العقارات، الذين يستغلون ظروفهم، موضحة أنه يصلون إلى حد السب والتعدي بالألفاظ وأحيانا بالأيدي. وأضافت "أحمد" أن الجامعة ترهقهم لقبولهم في المدينة الجامعية، حيث تؤخر السكن، وترفع درجات القبول كل عام، ما يضطرهم إلى اللجوء للبحث عن شقق بقرب الحرم الجامعى. زيادة أسعار السكن وكشف زينب نصير, طالبة مغتربة من محافظة الدقهلية، الطرق التى يتعامل بها الناس مع الطلاب المغتربين وخاصة الفتيات، مبينة أن المجتمع ينظر لهن على أنهن فريسة يجب اصطيادها. وتابعت "نصير" أن السماسرة يرفعون أسعار السكن عليهن، كل عام، فضلا عن المبلغ التأميني الذي لا يستطيعون استرداده. وأضافت "نصير" أن الجيران يستغلونهن بمجرد علمهم باغترابهن، حيث يجبرونهم على دفع نفقات إضافية، وتحمل تكاليف مشتركة كالكهرباء والمياه.