اعتبرت المؤسسة الدولية للدراسات الاستراتيجية في تقريرها السنوي الذي صدر اليوم الثلاثاء في لندن أن المجموعات الإسلامية يمكن أن تستفيد من الفراغ الأمني الذي أحدثته الثورات في عدد من الدول العربية، إلا أنه من المستبعد أن تسعى إلى تسلم السلطة. وقال اميل حكيم الخبير في المؤسسة في مؤتمر صحفي عقده في لندن لا أقول إن أعمالا إرهابية ستحصل بالضرورة، إلا أن سقوط دول أمنية يتيح بالتأكيد فرصا أمام هذه المجموعات للتحرك. وراى حكيم أن الثورات التي اندلعت في دول عربية عدة خلال الأشهر القليلة الماضية أعطت الدليل على أن التغيير ممكن من دون الجهاد المقدس. وتابع حتى فترة قصيرة كانت المجموعات الجهادية الدولية تعتقد أنها غير قادرة على القيام بأي نشاط في بلدانها، لذلك قاتلت في أمكنة أخرى، إلا أن الفرصة باتت متاحة لعناصرها حاليا لإسماع صوتهم في امكنة أقرب إلى بلدانهم. وتابع أن مجموعات اسلامية وخصوصا مجموعات تعتمد العنف باتت تعتقد اليوم أنها لتكون اكثر فاعلية عليها ان تدخل في السياسة الجديدة للعالم العربي وهذا يعني المشاركة في الانتخابات. وحذر المدير العام للمركز الدولي للدراسات الاستراتيجية جون شيبمان من أن الثورات الشعبية في الدول العربية لن تؤدي حكما الى الديموقراطية. وقال سنقول لاحقا أن هذه السنة كانت سنة اليقظة العربية وما حملته من تداعيات. إلا أننا لن نقول انها كانت السنة التي سجلت فيها الديموقراطية تقدما. وتابع شيبمان ان التحولات التي حصلت حتى الان تبقى نصف انجاز، وتحقيق الوعود الديموقراطية يبقى مرتبطا بالمخاطر التي تحملها الطوائف والمؤسسات العسكرية والمجموعات التي قد تكون قادرة على حرف العملية السياسية القائمة حاليا عن مسارها. وشهدت الاشهر التسعة الاولى من العام الحالي ثورات شعبية غير مسبوقة انتهت بسقوط الرئيسين التونسي زين العابدين بن علي والمصري حسني مبارك وفرار الزعيم الليبي معمر القذافي.