أحزان غادة والقذافى! بقلم : محمد أمين الأحد , 04 سيبتمبر 2011 11:25 لا تتصور غادة عبد الرازق ما يحدث حولها.. تتساءل: أين الإعلاميون الأصدقاء؟.. ولا تعرف غادة عبدالرازق أن القذافى يتعجب، ويسأل مثلها.. وقبله مبارك وبن على بالطبع.. تقول غادة: لا توجد حرية رأي في مصر بعد الثورة.. وتقول الفنانة التى عرفت بدفاعها عن مبارك، إن أى فنان ينبغى أن تكون له آراء سياسية ؛ لأنه يعيش داخل المجتمع.. لكنها لم تقل، وإن دفع ثمن هذا الرأى.. ولا تتصور أنها يمكن أن تدفع هذا الثمن! الصدمة التى تعيشها غادة، لا تختلف عن صدمة القذافى، فلا هى وجدت أصدقاء بجوارها.. ولا هو وجد اصدقاء بجواره.. ممن كانوا يتعاطون دنانيره وبونات نفطه.. ولم يكن غريباً أن تعبر عن صدمتها، فيمن أسمتهم بالمتحولين بعد الثورة، هؤلاء المتحولون صدموها.. فقد وجدت نفسها بلا غطاء.. حتى أولئك الذين كانوا يدينون بالولاء للنظام تحولوا.. والذين كانوا يدينون لها بالولاء، تركوها وحدها فى العراء! هذا هو المأزق الذى تشعر به غادة عبدالرازق وأمثالها.. وهذا هو مأزق النظام نفسه.. فغادة خسرت جمهورها.. ومبارك وبن على والقذافى خسروا الإعلام الموالى لهم.. غادة خسرت فى كل استطلاعات الرأى.. وظهرت كأسوأ نجمة.. وقاطعوا أفلامها ومسلسلاتها.. والنظام خسر رجاله، الذين انشغلوا بالبحث عن دور.. كانت غادة تحاول أن تجد أرضاً.. لكنها لم تجد.. كانت تتمنى أن تتغير مصر.. لكنها ترى أن مصر لم تتغير بعد الثورة.. فقالت: «لا يوجد تغيير، لأنه لم يعد هناك حرية، والناس الآن تخاف أكثر من قبل الثورة»! فهل كانت مفاجأة أنها لم تجد أحداً حولها؟.. الطريف أن بطلة مسلسل «سمارة» قالت: «لا أجد سوى جبهة واحدة، هي اللي تتحدث وتمنع البقية من الحديث، لقد اكتشفت أن كثيراً من الذين أحاطوا بي كأصدقاء مزيفون».. وهنا أتوقف أمام هذه العبارة.. لأن المزيفين فى الوسطين الصحفى والفنى ما أكثرهم.. فهم يتسللون إلى أغراضهم فى كل الظروف.. ثم يتحولون بعد ذلك عن ولى النعم.. ومن عجب أن مسلسل سمارة لم يقرب غادة عبدالرازق من الجمهور.. فلا النقاد ساعدوها ولا الأصدقاء.. لأنهم مزيفون! فهل ستظل علاقة الفنانة بالنظام السابق، حائلاً بينها وبين جمهورها؟.. وهل تظل على عقيدتها السياسية، أم تغير جلدها؟.. وهل تعلن التوبة؟، هل تقدم كفنها للجمهور؟.. هل تطاردها اللعنة وقتاً طويلاً؟.. وهل يبتعد عنها المنتجون تفادياً للخسائر؟.. المعروف أنها عاشت ظروفاً سيئة، أثناء تصوير مسلسل «سمارة».. وقالت: «العمل مر بظروف في منتهى الصعوبة، ونزلت تصوير المسلسل، وحالتي النفسية سيئة للغاية».. ومع ذلك لم تنفع حملة الدعاية المكثفة، فى إنقاذ «سمارة»؟! السؤال: هل تعيش غادة حالة من العزلة، بعيدة عن جمهورها؟.. وهل يعاملها الإعلام معاملة الفلول؟.. وهل يثأرون منها، كما يحدث مع فنانى النظام ورجال إعلامه؟.. أم أنها تحتاج إلى جهد كبير حتى تعود؟.. وتحتاج إلى شركة علاقات عامة حتى تحسن صورتها؟.. وهل كل ذلك سيروح فى الغسيل، لأنها لابد أن تدفع ثمن موقفها، كما دفع النظام السابق من حريته ومن حياة رموزه؟.. هل الإعلام المزيف قبل الثورة، له وجود أيضاً بعد الثورة؟.. وهل يستطيع أن يقف إلى جوار مبارك وبن على والقذافى؟.. أم أنه من الجبن بحيث لا يستطيع.. أن يقف إلى جوار مبارك والقذافى، أو حتى غادة عبد الرازق؟!