وسط تلال القمامة المنتشرة بمحطة سكة حديد الخانكة بخط المرج، ومياه الصرف الصحي التي أغرقت المحطة، تجد العمال يجاهدون في محاولة للتنظيف أو على الأجدر في محاولة لمنع زيادة نسبة التلوث بالمحطة. العامل المصري أصبح مطحونًا بين تطاولات المواطنين من جهة، وبين سيف المسئول، الذى حمّله كل الأخطاء التى تعانى منها محطات السكك الحديدية، من جهة أخرى. «نتعرض للإهانة من المواطن ومسئولي السكة الحديدية».. هكذا تحدث أحمد سراج، عامل الكلوب بمحطة الخانكة بخط المرج، عن معاناته داخل المحطة، مشيرا إلى أنهم أكثر العمال طحناً. وقال إن المواطن يتطاول بالإهانة على عمال القطار، إذا تأخر القطار لدقائق، كأنهم المتسببين في تلك الأزمة، مضيفًا أن جداول القطارات نفسها بحاجة إلى التعديل لكون مواعيد القطارات غير مناسبة لطلبة المدراس ولا للعاملين. وأشار عامل السكة الحديد إلى أنه في حالة تأخر أى من الركاب عن ركوب قطار بعينه يضطر إلى انتظار ما يقرب من نصف ساعة للحاق بالقطار الذى يليه، موضحاً أن الكثير من الركاب يضطرون للجوء إلى المواصلات بدلاً من القطار المزدحم. ولفت «سراج» النظر إلى أن العمال لا يحظون بحماية من المسئولين، حتى ان المحطة نفسها لا يوجد بها خفير للحماية ما يجعلها سهلة الانتهاك من أى متطاول. وأعرب أحمد فراج، عامل محطة الجبل الأصفر، عن أسفه من الحالة التى وصلت إليها قطارات السكة الحديد التى لم تخضع للتطوير منذ تسعينيات القرن الماضي حتى إن القضبان والمحطة نفسها أصبحا في حالة يرثى لها. وأضاف أن أجور العاملين في السكة الحديد متدنية للغاية، حيث وصل أجره إلى 700 جنيه فقط بعد 8 سنوات من التعيين، مشيرا إلى أن سبب بقائه كعامل في السكة الحديد هو الضمان المالي الذى توفره الوظيفة في حالة تعب العامل أو تعرضه لأى من مخاطر العمل. وانتقد عامل السكة الحديد الطريقة التى يتعامل بها الركاب مع المحطة من إلقاء بواقي الأطعمة على الرصيف، فضلاً عن أكياس القمامة التى تلقي على القضبان دون مبالاة بعامل المحطة الذي يجازى على تلك المخلفات. وقال: «قطار المرج شبين عامر بالعديد من المخلفات التى لا يدركها الكثيرون، فبعض المحطات استولي عليها الباعة الجائلون كليا ليفترشوا الطريق، ومحطات اخرى اصبحت مواقف للقطارات».