رغم أن بها أكبر مصنع للقمامة تعتمد عليه محافظة دمياط بأكملها، إلا أنه علي ما يبدو أنه - كما يقول المثل باب النجار مخلع - فلم يكن لها نصيب من النظافة، بل تحولت شوارعها إلي مصنع كبير لتصنيع القمامة وتصدير الأوبئة والأمراض إلي سكانها، إنها قرية «أبوجريدة» التابعة لمدينة فارسكور التي يزيد عدد سكانها علي 30 ألف نسمة. يقول شكري الفار، أحد أبناء القرية: الجميع مستاء من سوء وتردي أوضاع الشوارع والطرقات، لعدم وجود صرف صحي بالقرية حتي الآن، ما تسبب في إحداث سلسلة من الحفر والردم، إما لزراعة المواسير البديلة عن الصرف الصحي أو عمل «طرنشات» لصرف مياه الصرف الصحي فيها، فاكتظت الشوارع الجانبية والرئيسية بالحفر والمطبات نتيجة أعمال الحفر وصيانة المواسير وتعرضها لانفجارات متكررة، ما بين الحين والآخر، ما يؤدي في النهاية إلي إغراق معظم الشوارع المهمة وتحويلها لبرك ومستنقعات، لا تصلح للسير فيها، والطامة الكبري أن الأطفال يسبحون ويلعبون فيها غير عابئين بما قد تسببه لهم من أمراض فتاكة قد تقضي علي حياتهم ومستقبلهم، ناهيك عن أسراب البعوض والناموس الذي يسبح في فضاء القرية مقتحماً منازلنا ليلقي بأمراضه فوق طعامنا وأجساد أطفالنا. قال وائل الجيوشي حمودة، تاجر: الخطر الحقيقي في القمامة التي تفترش القرية من كل جانب، علي الرغم من وجود أكبر مصنع لتدوير القمامة في دمياط علي أرضها الذي أنشئ علي مساحة 20 فداناً بطاقة 250 طن/ يوم في 2009، كان من المفترض أن يخدم القرية إلا أنه وللأسف تورد إليه قمامة المحافظة بالكامل، وتترك «أبوجريدة» غارقة في أكوام قمامتها التي ملأت الشوارع والطرقات، فأصبح مدخل القرية مكتظاً بأكوام القمامة، وأحيطت الوحدة الصحية ومدرستا القرية «ابتدائي - اعدادي» بأكوام مهولة من القمامة، وكل ما تفعله الوحدة المحلية بالرحامنة هو إرسال بعض عمال النظافة بين الحين والآخر، حينما تتذكر أن هناك قرية تابعة لها تسمي «أبوجريدة». ويضيف جودت يوسف، عامل: كثيراً ما يضطر البعض لحرق القمامة للتخلص منها وهو ما أدي لانتشار الأمراض الصدرية بين شيوخ وأطفال القرية. وأضاف محسن صبري، مدرس: حتي الوحدة الصحية بالقرية حاصرتها المشاكل والفوضي، سواء من نقص الأدوية والمستلزمات الطبية أو انعدامها، أو اختفاء الأطباء وعدم تواجدهم في الوحدة، وهو ما ينعكس بالسلب علي المرضي الذين يعانون من سوء الخدمة العلاجية المقدمة إليهم أو الحرمان منها أحياناً، حينما تغلق أبوابها في الرابعة مساء في وجوه من يريد أي شيء من الإسعاف. وشكا إبراهيم زكي، من البطالة التي ابتليت بها القرية التي كان يعمل عدد كبير من أهلها بالصيد في بحيرة المنزلة، وتحولوا لعاطلين بعد تجفيف مساحة كبيرة من البحيرة. وتعجب قائلاً: من الغريب أن معظم من يعمل في مصنع تدوير القمامة جميعهم من خارج القرية، ولا يعمل به إلا شخصان فقط، وكأنه كتب علينا أن خيره لغيرنا، بينما أمراضه ورائحته الكريهة لنا. وطالب السيد بهجات، مرشح الوفد بدمياط بضرورة وضع حل جذري لمشكلة القمامة لوضع حد لمعاناة الأهالي وحمايتهم من الأمراض والأوبئة.