استكمالاً لما نشر في حلقة الأمس.. فقد بدأ الهجوم فى السابعة إلا ربع بواسطة أكثر من 300 إرهابى، أغلبهم من الدفعة الجديدة من أبناء سيناء. فى حوالى ثلاثين سيارة كروز 1.5 طن قادمين من الطريق الرئيسى، بدءاً بمحاولة اقتحام كمين أبو رفاعى. فى ذات الوقت الذى هاجمت مجموعات إرهابية أخرى باقى الكمائن بأسلوب واحد مقتبس من تكتيكات هجمات داعش فى العراق وسوريا، وذلك بالدفع بسيارة مفخخة تستهدف اقتحام التحصينات حول الموقع بأقصى سرعة لإحداث صدمة تفجيرية ضخمة تنتج عنها على الفور صدمة نفسية لأفراد الكمين، فى ذات الوقت الذى يتم فيه قصف الموقع بنيران الهاون 120 مم غير المباشرة عن بعد، وبعد تفجير السيارة المفخخة، يندفع عدد من الأفراد الانتحاريين المسلحين بأحزمة ناسفة وقواذف صواريخ RPJ نحو الموقع بإطلاق نيرانهم ضد الأفراد والدبابات والعربات المدرعة المتواجدة بالموقع لتدميرها، وإذا لم يفلح إطلاق هذه النيران فى استسلام أو قتل أفراد الموقع واستمروا فى المقاومة، يفجر الانتحاريون أنفسهم فى داخل الموقع لقتل أكبر عدد من الأفراد، ورفع علم داعش فوق الموقع وتصوير ذلك وإرساله للمعنيين فى الخارج. إلا أن ما حدث أن الجنود المصريين كانوا مستعدين لمواجهة الهجوم، فاشتبكوا مع الإرهابيين لمدة ساعتين ونصف الساعة، حيث صعد الجنود أعلى مبنى الكمين واشتبكوا ببسالة مع الإرهابيين وصدوا الهجوم حتى فجر الإرهابيون الكمين بالسيارة المفخخة، واستشهد غالبية الجنود وبقى ضابط وجندى تركا موقع الكمين وقادا دبابة أطلقا منها النيران لستر انضمامهما إلى كمين مجاور لدعمه. أما باقى الكمائن فقد استمرت فى صد وتدمير هجمات الإرهابيين حتى وصلت طائرات الأباتشى التى وجهت نيرانها المباشرة بالصواريخ الحرة والمضادة للدبابات ضد أماكن تواجد الإرهابيين وعرباتهم، فأحدثت فيهم خسائر جسيمة أجبرتهم على الانسحاب فى اتجاه ملاجئهم الأولية تاركين قتلاهم ومحاولين سحب المصابين منهم، ومستعينين بقياداتهم لنجدتهم. وقد رصدت عناصر الاستطلاع اللاسلكى فى قواتنا هذه الاستغاثات، إلا أن وصول المقاتلات F-16 إلى سماء المعركة، واشتباكها إلى جانب المروحيات الأباتشى فى مطاردة الإرهابيين أثناء انسحابهم، أفشل انسحابهم فسقط معظمهم قتلى أثناء مرحلة الانسحاب، وهو ما يفسر استمرار اكتشاف قتلى منهم فى اليوم التالى للمعركة حتى بلغ عددهم 142 قتيلًا فى اليوم التالى، ثم إلى 252 قتيلًا بعد أسبوع، ناهيك عن فشلهم فى استخدام أسلحتهم المضادة للطائرات فى إسقاط أى طائرة أو مروحية، كما فشلوا فى تدمير أى دبابة باستثناء عربة مدرعة. - أما فيما يتعلق بالهجوم على مدينة العريش، فقد حاول الإرهابيون الانتشار فى كل شوارع الشيخ زويد، وقاموا باعتلاء أسطح منازل المواطنين بعد تهديد أسرهم وإرهابهم، ليقوموا باستهداف قسم الشرطة من أعلى أسطح المنازل، وأغلقوا المساجد التى توقفت عن الأذان، بعدما التزم الأهالى منازلهم، ولم يبق فى الشوارع سوى الإرهابيين رافعين راياتهم السوداء، مكثفين نيرانهم ضد قسم الشرطة الذى دافع رجاله ببسالة منعت الإرهابيين من اقتحام القسم حتى وصلت طائرات الأباتشى وبدأت فى اصطياد الإرهابيين، سواء المتواجدين فوق أسطح المنازل أو فى الشوارع، مما أدى إلى تدمير سيارة لهم وقتل 18 عنصرا بداخلها، ولم يتمكنوا من إجلاء جثثهم التى تفحمت من جراء القصف.. هذا فى حى الحمايدة شرق الشيخ زويد، أما غرب المدينة، حيث قرية أبوطويلة، فقد نجحت طائراتنا فى قصف 7 سيارات كروز نقل ترفع أعلام داعش كانوا فى طريقهم للمشاركة فى إعلان انتصارهم باحتلال المدينة. ورغم قيام الإرهابيين بمهاجمة قسم الشرطة من جميع الجهات، خاصة من اتجاه السوق الذى هو أمام القسم، ومن حى الترابين فى الخلف، وبجميع الأسلحة إلا أنهم فشلوا طوال اليوم فى اقتحام القسم، وهنا ينبغى أن نشير إلى ما أكده بعض الضباط بأنهم «شعروا بأن الملائكة تحارب معهم، ذلك أن كل طلقة كانت تخرج من أسلحتهم تذهب مباشرة لقتل تكفيرى مسلح ولم تذهب فى الهواء، كما لم يصب أى فرد أو ضابط نهائياً من قوات الشرطة مما أدى إلى ارتفاع الروح المعنوية لضباط وجنود القسم. وقد نتج عن معركة قسم الشيخ زويد مقتل أكثر من 31 إرهابياً فى هذه المعركة وحدها، كما نتج عن قصفهم جوًا أن انقطع الاتصال سواء فيما بين المجموعات المهاجمة أو مع قياداتهم فى الخلف، مما أدى إلى حرمانهم من الحصول على أى دعم من مواقعهم الأولية، أما العربات التى خرجت من هذه المواقع فى محاولة لنجدة الإرهابيين المهاجمين فقد تم اصطيادها بواسطة الطائرات، لذلك توقفت قيادة الإرهابيين عن إرسال أى عربات أخرى بعد أن ارتبكت جميع حساباتهم وسادهم الاضطراب، وأدى بالتالى للباقى من الإرهابيين إلى إطلاق النيران عشوائيًّا مما أدى إلى إصابة مدنيين، مما دفع الإرهابيين إلى استخدام بعض الأهالى كدروع بشرية للاختباء بينهم، واختبأوا وسط منازل الأهالى بعد طرد أعداد منهم، كما انفجرت عبوات ناسفة فى عدد من العناصر الإرهابية فى أثناء محاولتهم زرعها على مداخل الشيخ زويد، كذلك رصد مقتل 15 إرهابياً حاولوا الاختباء وسط سوق الثلاثاء وسط المدينة، فضلاً عن مقتل عشرة آخرين وتدمير سيارتين بواسطة الأباتشى وسط الشيخ زويد. - أما فى منطقة الكمائن جنوب الشيخ زويد والتى استهدفها الإرهابيون، وهي 5 كمائن هى: أبورفاعى، وأسعيد، والظهير، والوحشى، وسدرة أبوحجاج.. فقد تمكنت القوات المدافعة عن هذه الكمائن، وبدعم طائراتنا من تصفية 13 عنصراً إرهابياً بمنطقة العكور، و20 عنصراً بمنطقة الجورة، و13 عنصراً بكمين أبورفاعى، فضلاً عن تدمير سيارتين كروز ربع نقل بحى بحبوح وسط الشيخ زويد، مما أسفر عن قتل أكثر من عشرة عناصر إرهابية كانوا فيها. كما تمكنت طائرات الأباتشى من قصف تجمعات إرهابية فى قرية التومة حاولت استهداف طائرة مروحية، إلا أنها دمرت المنزل الذى تجمعت به عناصر بيت المقدس فى التومة، والذى كان يستخدم كمركز قيادة للعملية، وأسفر القصف الجوى عن مقتل 12 إرهابياً كانوا فيه. ولم يتوقف الطيران عن القصف، طوال نهار يوم الأربعاء، إلا قبل لحظات من أذان المغرب، وقبل أن يتمكن باقى فئران تنظيم بيت المقدس من الهروب، مما تسبب فى مقتل ثلاثة عناصر إرهابية فى انفجار ألغام زرعوها بأنفسهم لاستهداف قوات الجيش. وقد شاركت أعداد من أهالى سيناء فى هذه المعارك بطرق مختلفة مما زاد من عدد قتلى الإرهابيين عما أعلنه بيان القوات المسلحة. وفى الساعة الرابعة عصرًا تمكنت قواتنا من تطهير الطرق وفتحها لإرسال 12 سيارة إسعاف لإجلاء المصابين من العسكريين والمدنيين، كما تم نقل مصابين بواسطة طائرة مروحية إلى القاهرة مباشرة. - يتضح لنا مما سبق أن معركة الشيخ زويد كانت أكثر قرباً مما حدث فى معركة (كرم القواديس) منذ عدة أشهر، إلا أن حجم القوة المشتركة كان أكبر، ونوعية السلاح كانت أكثر تقدمًا عن العمليات السابقة، كما شملت عمليات مركبة من هجمات انتحارية، وتلغيم طرق، وكانت على مساحة أوسع، حيث إنها امتدت لتشمل محاولة السيطرة على الشيخ زويد، رغم أنهم يعلمون أن السيطرة إذا حدثت لن تكون إلا بضع ساعات تكون كافية بالنسبة لهم للاستخدام الإعلامى وتصويرها بأنها أصبحت تستحوذ على المدينة، وأن الجيش غير قادر على المواجهة. وهو ما انعكس فى الحملة الإعلامية التى قادتها أجهزة مخابرات دولية وصحف ووسائل إعلامية شككت فى قدرة الدولة على التحكم فى سيناء. إلا أن آمالهم خابت، حيث فاجأتهم قواتنا المسلحة بأدائها القتالى المتميز الذى كشفت عنه الصور التى أخذت للخسائر البشرية والمادية الجسيمة، والتى أكدت مصداقية البيان الرسمى الصادر عن القيادة العامة بعد عشر ساعات فقط من بدء المعركة. وقد حدث ذلك عبر ثلاث نقاط رئيسية: الأولى: أن العناصر الإرهابية المكلفة بإرباك جنودنا لم تنجح فى مهمتها فى معظم الكمائن ونقاط الارتكاز، ليبدأ جنودنا فى اصطياد المهاجمين، وكذا وهو الأهم عناصر الصف الثانى منهم. الثانية: نجاح عناصر الجيش فى تنفيذ عملية إبرار جوى لرجال الصاعقة خلف خطوط العمليات بالشيخ زويد عند حدودها مع رفح، ليتم حصار الإرهابيين بين قوات الإبرار والقوات الموجودة فى رفح وتلك المتمركزة غرب الشيخ زويد، وأخيراً: دور قواتنا الجوية فى رصد وقصف العناصر الإرهابية بدقة عالية رغم تسليحها بأسلحة مضادة للطائرات فشلت فى استخدامها، لقد قاتل جنودنا بكل جسارة وصمدوا، وكانت بطولة الجندى الذى قتل 12 إرهابياً وهو ينزف فى كمين (أبورفاعى)، وهو حدث يرد على كل الشائعات والأكاذيب التى روَّجها الإعلام المعادى عن انهيار الجيش والشرطة أمام العصابات الإرهابية، حيث سارعت الفضائيات والمواقع الإخوانية للحديث عن مقتل المئات من الجنود المصريين، ونشرت شائعات باختطاف جنود والاستيلاء على دبابات للجيش، وروّجوا شائعات تزعم سيطرة عناصر التنظيم على مدينة الشيخ زويد، معلنين فرحتهم باستشهاد الجنود المصريين، لكن جاء بيان القيادة العامة وصور القتلى الإرهابيين ليخرس الآلة الإعلامية والإلكترونية لجماعة الإخوان وحلفائها، التى لم تتوقع حجم الكارثة التى لحقت بفئران داعش على أرض سيناء، فبجانب الخسائر الجسيمة التى لحقت بالإرهابيين فى المعركة، وأعلن عنها بيان القيادة العامة فى نهاية يوم المعركة، كشفت مصادر من أهالى المنطقة أنهم شاهدوا جثث قادة من أنصار بيت المقدس تحولت إلى أشلاء قامت عناصر التنظيم بنقلهم فى سيارات ربع نقل خضراء وهى أشلاء.. ومنهم (أبوإسكندر) الذى نزح من الفيوم فى 2011، و(باسل حسين محارب) نجل أبو التكفيريين بسيناء (حسين محارب) الملقب ب(أبومنير)، هذا فضلاً عن دفن أكثر من 40 جثة تابعة للتنظيم بمدافن خاصة بهم بالظهير الصحراوى لقرية الجميعى بجنوب الشيخ زويد وقرية العجراء بجنوب رفح فى أول ضوء صباح اليوم التالى للمعركة، وذلك بملابسهم التى كانت تشبه لحد كبير ملابس القوات المسلحة، وكانت معظم الجثث أشلاء بسبب شدة القصف الذى تعرضوا له، وقد تمت عمليات الدفن وسط انتشار عناصر التنظيم لتأمين من يقومون بدفن الجثث وسط حالة من القلق والذهول والترقب بين عناصر التنظيم الذين سيطر عليهم الحزن بعد ما شاهدوا سقوط العشرات من زملائهم أمام أعينهم بعد ما ظنوا أنهم حققوا نصرًا على الجيش بعد هجومهم المباغت على الأكمنة العسكرية بطريق الجورة. - وبدءاً من اليوم التالى للمعركة قامت قواتنا البرية والجوية بعمليات تمشيط واسعة للمنطقة الممتدة من غرب العريش وشرقا حتى الحدود مع غزة، علاوة على شن حملة موسعة بمناطق جنوب الشيخ زويد ووسط سيناء والطرق الرابطة بينها، مما أدى إلى كشف مخزن ذخيرة كبير تم تفجيره بالقصف جواً، مما أحدث خسائر بشرية جسيمة بين حراس هذا المخزن وقتلوا جميعاً، كذا تم كشف محاولة خطف مدنيين فى سيارات لأخذهم رهائن للمساومة عليهم للإفراج عن مسجونين تابعين لتنظيم بيت المقدس. - وقد شكلت الحقائق التى كشف عنها بيان القيادة العامة للقوات المسلحة فى نهاية اليوم الأول للمعركة، مفاجأة وحسرة شديدة لوسائل الإعلام التابعة لجماعة الإخوان - خاصة فضائية الجزيرة وتوابعها - فلم يستطيعوا مواصلة معزوفة الأكاذيب التى بدأوا بها أول النهار، وانحصر رد أفعالهم فى اتهام الجيش باستخدام القوة المفرطة، وكأنه كان مطلوبًا من الجيش أن يتعامل مع من يريدون احتلال قطعة من أرض مصر بالرفق واللين. ثم زاد حنق وسائل الإعلام المعادية المصرية عندما قام الرئيس السيسى بزيارة مواقع القوات المصرية فى شمال سيناء مرتدياً ملابسه العسكرية فى اليوم التالى، ومكث وقتاً طويلاً وسط قواته خاطبهم، مؤكداً ثقته المطلقة، وكذلك كل الشعب المصرى فى قدرتهم على دحر العدوان الإرهابى وبسرعة، محافظين على أمن واستقرار سيناء، ومبلغاً رسالات عديدة لجهات مختلفة.. منها رسالة للأعداء فى الداخل والخارج مؤكداً لهم أنهم لن يفلحوا أبداً فى تحقيق أى من أهدافهم وخططهم العدوانية ضد مصر، ورسالة ثانية للشعب المصرى وأسر الشهداء بأنه ومعه كل القوات المسلحة لن يترددوا فى التضحية بأرواحهم من أجل المحافظة على كل حبة رمل فى سيناء، ورسالة ثالثة إلى المجتمع الدولى، مؤكداً أن مصر هى قاعدة وركيزة الاستقرار فى كل المنطقة، وأن الجيش المصرى هو العمود الرئيسى لخيمة الأمن فى المنطقة. الموقف الإسرائيلى - استنتج كل من تابع التصريحات والسلوكيات الإسرائيلية أثناء وبعد عملية الشيخ زويد، أن المخابرات الإسرائيلية كانت على علم مسبق بوقوع الهجوم الإرهابى، بل إن صحيفة «يديعوت أحرونوت» كشفت عن تواطؤ جهاز الموساد الإسرائيلى مع عناصر التنظيمات الإرهابية فى شبه جزيرة سيناء. كما حمّل خبراء إسرائيليون فى تصريحات للصحيفة ما وصفوه بالتغاضى عن خطر الإرهاب فى سيناء، وعدم اتخاذ ما يلزم لضرب معاقل الإرهابيين فى قطاع غزة، مشيرين إلى أن العناصر الإرهابية التى هاجمت المصريين فى الشيخ زويد استخدموا أسلحة إسرائيلية وارتدوا زياً أشبه بزى كتائب القسام التابع لحركة حماس. كما أكدت الصحيفة أن التنظيمات الإرهابية فى سيناء تستخدم شبكات اتصالات إسرائيلية «أورانج» يتواصلون مع بعضهم البعض من داخل غزة وعبر الحدود مع مصر بشرائح هواتف شركات إسرائيلية، وكذلك أجهزة لاسلكية يمكن لإسرائيل اعتراضها بسهولة ولكنها لم تفعل ذلك، وأن كل ذلك جرى دون تحرك من جانب المخابرات الإسرائيلية. وكما كشفت الصحيفة أيضاً أن إسرائيل جنَّدت عناصر داخل سيناء أثناء قضائهم عقوبات داخل السجون الإسرائيلية بتهم الاتجار فى المخدرات وتهريب الأفارقة، وأفرجت السلطات الإسرائيلية عنهم قبل انتهاء المدة وسربتهم إلى داخل سيناء عبر الحدود، كذلك أكدت الصحيفة الإسرائيلية أن الموساد يمتلك خريطة كاملة ودقيقة للتنظيمات الإرهابية فى سيناء، إلا أنه يمتنع عن تقديم معلوماته للجانب المصرى، هذا مع وجود قناعة إسرائيلية بأن العناصر الإرهابية لن تهاجم المستوطنات أو مناوشة جيش الاحتلال، وأن التخطيط للعملية ودراسة مسرحها أكد أنهم يتجهون إلى شمال سيناء. - وقد تابعت إسرائيل أحداث معركة الشيخ زويد بحذر وخوف وتأهب، خاصة عندما أقحمت القوات الجوية المقاتلات «إف-16» فى المعركة، وما زالت فى خيالها ذكريات أغسطس 2012 عندما قامت عناصر إرهابية جاءت من غزة عبر الأنفاق وانضمت إلى عناصر أخرى فى رفح المصرية وقاموا بهجوم غادر ضد أحد مواقع قواتنا أثناء إفطار أفراد الموقع فى شهر رمضان، وبعد أن انتهى التكفيريون من جريمتهم قاموا بالهجوم على موقع كرم أبوسالم داخل الحدود الإسرائيلية. وقد حاول ساسة وكتاب إسرائيليون تحليل الأحداث لتجنب الأخطار وللاستفادة منها قدر الإمكان، وبحسب ما كتبه زئيف جابوتنسكى فى جريدة «إسرائيل اليوم» أن داعش أحدث تغييرات جوهرية فى العالم، والذى عليه أن يغير القناعات والاتجاهات، فما كان يستخدم فى الماضى لمحاربة الإرهاب لم يعد صالحا الآن، فداعش وأنصار بيت المقدس وحماس وغيرها من الجماعات الجهادية ليست مجرد «قتلة، بل إنه التطبيق الفعلى لطموح العالم الإسلامى للعودة إلى أيام السيطرة الإسلامية على الجزء الأكبر من العالم بالقوة بعد الفشل فى تحقيقه بالطرق السلمية، وللأسف فإن جمود العالم الغربى فى مواجهته جعله يقوى أكثر وينتشر أكثر فى كثير من دول العالم بما فيها أوروبا». - أما أليكس فيشمان فقد قال: «إن اهتمام حماس بسلفيى سيناء حتى لا يعاق التهريب إلى غزة».. فى حين نظر حافابنحاس كوهين إلى معركة الشيخ زويد من منظور آخر عبّر عنه بقوله «إن شهر رمضان هو الشهر الأكثر أهمية للإسلام، وهو التوقيت الأفضل للقتل»!!. وكتب السياسى الإسرائيلى يوسى ميلمان مقالاً فى معاريف تحدث فيه عن التنظيم قائلاً: «إن مقاطعة سيناء التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) هى نسخة لتنظيم سابق هو أنصار بيت المقدس الذى كان يميل إلى التحالف مع القاعدة، وفى أوقات أخرى أسهم فى عمليات لصالح حماس ضد إسرائيل، وكان قبل بضعة أشهر قد ترك تنظيم القاعدة، وقَّدم الولاء لتنظيم الدولة (داعش) مقابل وعود بالحصول على الدعم المالى والسياسى، مما يعنى أنه مشتت الهوية». غداً.. الحلقة الرابعة