لعبة التنس.. ولعبة البلياردو! بقلم -محمد أمين السبت , 03 سيبتمبر 2011 05:52 العرق التركى انتفض.. والعين الحمراء ظهرت.. فجأة قررت تركيا، أن تطرد سفير اسرائيل، من بلادها، بسبب تقرير الأممالمتحدة عن ‘'أسطول الحرية''.. وهو قرار لا يشعل الموقف، بين إسرائيل وتركيا فقط.. ولكنه بطريقة أو بأخرى ، يؤثر على مصر.. وقد يرى المصريون، ضرورة طرد السفير الإسرائيلى من القاهرة، للأسباب نفسها.. وبالتالى لا تستبعدوا أن يحدث دفع، فى اتجاه اتخاذ إجراء مماثل، وأن تتجدد المظاهرات مرة أخرى، تطلب طرد السفير، وتخفيف التمثيل الدبلوماسى! من المؤكد أن المواقف الرسمية، تؤثر وتتأثر ببعضها.. طبقاً لنظرية الأوانى المستطرقة.. يعنى اللى يكح فى أنقرة، يعدى غيره فى القاهرة.. وبالعكس.. لكن هناك من يقول بالطبع، إن الأمر مختلف فى القاهرة، عنه فى أنقرة.. فتركيا تطرد السفير لتثأر لكرامتها.. كما أن القرار التركى كان عنيفاً، لأن إسرائيل استهانت برد الفعل التركى.. وتصورت أن أمريكا قد تمنعها من قرار بهذا العنف.. ومن هنا لم تعتذر لتركيا.. فلم يكن هناك بد من طرد السفير، وتقليص مستوى التمثيل الدبلوماسي، مع تل أبيب لمستوى السكرتير الثاني، وتعليق اتفاقيات التعاون العسكري بين أنقرة وتل أبيب! والقرار بهذه اللهجة، قنبلة ليس فى وجه إسرائيل، ولا على دار سفارتها.. ولكنه قنبلة فى وجه المنطقة قد يطال رذاذها مصر أيضاً.. فقد رفضت إسرائيل تقديم اعتذار رسمي، عن مقتل نشطاء أتراك، كانوا ضمن أسطول الحرية، الذي حاول كسر الحصار، المفروض على قطاع غزة قبل عام.. وتخيلوا ما شئتم أن أنقرة لم تكن لتفعل هذا لولا أن الاعتذارات انهالت على القاهرة، بعد حادثة الحدود.. ولولا أنها قارنت رد الفعل الإسرائيلى مع مصر، ثم نظرت إلى نفسها.. فكان الموقف يحمل إهانة بالغة لحكومة أردوجان، ووزير خارجيته داوود أوغلو.. حدث هذا رغم أن تركيا، هى أكبر حليف عسكري، واقتصادي لإسرائيل في المنطقة! وهنا ظهر داوود أوغلو، وزير الخارجية التركي، ليعلن بعد مرور عام، طرد السفير وخفض التمثيل الدبلوماسي، وأكد أن بلاده ‘'ستعلق الاتفاقيات والتعاون العسكري مع إسرائيل''، وأن تركيا ‘'لن تتراجع حتى تلبي إسرائيل مطالبنا، وتعتذر رسميًا عن الهجوم على أسطول الحرية''.. وقال إن حكومة إسرائيل ‘'مسئولة عن الأزمة''، وهو ما يعنى أن الأتراك يعرفون أنها أزمة، ولكن تل أبيب هى التى صنعتها بنفسها.. يوم اعتدت على نشطائها فى الأسطول! القرار كما ترى لم يكن متسرعاً.. فهو مدروس جداً.. ويتضمن برنامجاً زمنياً.. ويحدد شكل التمثيل فى المرحلة المقبلة.. ويحدد كافة التدابير.. ويعتبر يوم الأربعاء القادم، هو آخر يوم لبقاء السفير، على أقصى تقدير.. كما ذكر “أوغلو” فى مؤتمره الصحفى.. وكان “أوغلو” قد أعلن منذ يومين تطبيق ‘'الخطة ب'' بفرض عقوبات على إسرائيل ‘'إن استمرت في رفض الاعتذار''.. السؤال ما الذى استجد فى القضية بعد عام، وبعد أن نسى العالم قصة الاعتداء على أسطول الحرية؟.. إنه الموقف المصرى.. ثم المطالبات بطرد السفير، ثم إنزال العلم من على مبنى السفارة ومنزل السفير.. والكلام عن تعديل كامب ديفيد! فلا يمكن النظر للموقف التركى، بعيداً عن الموقف المصرى.. ولا يمكن النظر لرد الفعل، من جانب القاهرة، بعيداً عن موقف أنقرة.. نظرية الأوانى المستطرقة تعمل فى كل الأحوال.. ولكن ماذا يؤدى كل هذا التصعيد؟.. وكيف تتصرف الشعوب؟.. وكيف تتصرف تل أبيب؟.. هل كان من الأفضل، أن تعتذر منذ عام؟.. وهل يفيد الاعتذار الآن؟.. لا أعرف.. ما أعرفه أن مبارة التنس، تحولت إلى مباراة بلياردو، إن صح التعبير، ستؤثر على مصر بلا شك!