قرار جمهوري.. تعيين 4 أعضاء جدد بمجلس أمناء التحالف الوطني    تراجع طفيف لأسعار الدواجن اليوم الخميس في الأسواق (موقع رسمي)    توجيهات عاجلة من محافظ الجيزة بشأن المعديات والعائمات خلال عيد الأضحى 2024    استمرار تلقي طلبات التصالح في الفيوم    تجربة مبادرة "صحة المرأة" ضمن جلسات مؤتمر "صحة أفريقيا".. ماذا حققت؟    استشهاد 3 فلسطينيين خلال محاولتهم مداهمة قاعدة عسكرية إسرائيلية    المستشار الألماني يؤيد ترحيل المجرمين الخطرين إلى أفغانستان وسوريا    إصابات في قصف مسيرة إسرائيلية دراجة نارية بجنوب لبنان    بحماية الاحتلال.. مستوطنون إسرائيليون يواصلون مهاجمة المسجد الأقصى    إسبانيا تنضم لجنوب إفريقيا في دعوها بالعدل الدولية ضد إسرائيل    "اقتراب عودته بعد غياب 136 يوما".. ماذا حدث في آخر مباراة لمحمد الشناوي مع منتخب مصر؟    إصابة 3 أشخاص في انقلاب ملاكي بقنا    «تعليم المنوفية»: لا وجود لأي شكاوي من امتحانات الثانوية الفنية    انزلقت قدماه وسقط بين الرصيف والقطار.. مصرع مواطن بسوهاج    قافلة طبية مجانية بمركز طامية بالفيوم.. لمدة يومين    البيئة ونقابة الصحفيين يوقعان بروتوكولا لرفع الوعي البيئي بالقضايا البيئية المختلفة    هشام عبد الرسول: أتمنى تواجد منتخب مصر في مونديال 2026    رفضت العودة له.. تفاصيل التحقيق مع المتهم بإلقاء مادة ك أو ية على طليقته    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : المحافظ جاى 000!!؟    عيار 24 الآن.. أسعار الذهب اليوم الخميس 6-6-2024 في محافظة قنا    قبل التغيير الوزاري، سويلم يقدم كشف حساب لوزارة الري على هامش المؤتمر الدولي للمناخ والبيئة    تعليق مثير من شوبير عن محمد أبو تريكة وشيكابالا.. ماذا قال؟    تحرير 1265 مخالفة عدم تركيب الملصق الإلكتروني ورفع 40 سيارة ودراجة نارية متروكة    ليلة بكت فيها سميحة أيوب.. الأوبرا تكرم سيدة المسرح العربي (بالصور)    عميد تجارة عين شمس: التعاون الثقافي والعلمي مع الجامعات الفرنسية مهم للجانبين    استقرار أسعار الذهب في مصر اليوم الخميس 6 يونيو 2024    الصحة العالمية تعلن أول وفاة مرتبطة بسلالة إنفلونزا الطيور (إتش5 إن2) بالمكسيك    اليوم ختام امتحانات الدبلومات الفنية فى شمال سيناء    إصابة 5 أشخاص في حادث تصادم ميكروباص وسيارة ملاكي بشبرا بنها الحر    تفاصيل الحالة المرورية اليوم.. كثافات في شوارع القاهرة والجيزة    وزير الإسكان يتابع موقف تنفيذ مشروعات الطرق والمحاور بالقاهرة الجديدة    أكرم القصاص: طلبات المصريين من الحكومة بسيطة والفترة الماضية شهدت انخفاضا فى الأسعار    خالد النبوي يبدأ تصوير مسلسل حالة إنكار.. تعرف على تفاصيله كاملة    أحمد الدبيكي: إتفاقية دولية مرتقبة لحماية العاملين في التخصصات الخطرة    مستشفى شهداء الأقصى: 141 قتيلا وصلوا للمستشفى فى آخر 48 ساعة    بدء التصويت فى انتخابات البرلمان الأوروبى العاشرة فى هولندا    مصر تتعاون مع مدغشقر في مجال الصناعات الدوائية.. و«الصحة»: نسعى لتبادل الخبرات    اعرف المدة المناسبة لتشغيل الثلاجة بعد تنظيفها.. «عشان المحرك ميتحرقش»    وزير الخارجية القبرصي: هناك تنسيق كبير بين مصر وقبرص بشأن الأزمة في غزة    محمد عبدالجليل يعلق على مباراة مصر وبوركينا فاسو    531 ألف جنيه، إجمالي إيرادات فيلم تاني تاني    نجم الإسماعيلي: تلقيت عروضًا من الأهلي والزمالك.. وهذا قراري    رجل الأعمال باسل سماقية يحتفل بخطبة ابنته (صور)    لماذا اخفى الله قبور الأنبياء إلا قبر سيدنا محمد؟ أمين الفتوى يجيب    واجبات الحج الأربعة.. معلومات وأحكام شرعية مهمة يوضحها علي جمعة    الأزهر للفتوى: الاجتهاد في السعي على طلب الرزق في الحر الشديد له ثواب عظيم    رئيس جامعة سوهاج يتسلم جائزة مؤسسة الأمير محمد بن فهد لأفضل إنتاج علمي    بوسي تستعرض جمالها في أحدث ظهور لها والجمهور يعلق (صور)    ملف رياضة مصراوي.. تصريحات صلاح.. مؤتمر حسام حسن.. تشكيل منتخب مصر المتوقع    إبراهيم عيسى: تكرار الأخطاء جريمة بحق التاريخ.. لم نتعلم من الأحداث    مصادر: خطة لرفع أسعار الأدوية بنسبة 30%    مهرجان جمعية الفيلم يعرض فيلم «شماريخ» تحت شعار «تحيا المقاومة لتحيا فلسطين» (تفاصيل)    هشام نصر يكشف مفاجأة: الزمالك لم يتم التعاقد مع محترف فريق الطائرة حتى الآن    البابا تواضروس يروى كواليس اجتماعه في وزارة الدفاع يوم 3 يوليو    تنسيق الثانوية العامة محافظة الشرقية 2024-2025 بعد ظهور نتيجة الشهادة الإعدادية (التوقعات)    حظك اليوم برج الأسد الخميس 6-6-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    عيد الأضحى 2024.. الشروط الواجب توافرها عند الذبح    البابا تواضروس: أخبرت نائب محمد مرسي عن أهمية ثقة المواطن في المسئول فصمت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. طارق فهمى : مصر تمتلك أقوى مناعة وطنية لمواجهة أى خطر إقليمى
الخبير السياسى وعضو الحوار المصرى الأمريكى
نشر في الوفد يوم 20 - 08 - 2015

قال الدكتور طارق فهمى، رئيس الوحدة الفلسطينية الإسرائيلية بالمركز القومى لدراسات الشرق الأوسط: إن تحركات مصر تكتسب مصداقية كبرى لأنها غير متورطة فى أزمات دول الإقليم وترفض تفكيك الدولة السورية تحت مسمى طرد «بشار» من السلطة، وأصبحت تبنى سياسة خارجية على أسس الندية والمساواة فى العلاقات الدولية، مؤكداً فى حواره ل«الوفد» أنها تمتلك صناعة وطنية لمواجهة أى خطر سواء كان إسرائيلياً أو تركياً أو إيرانياً، مشيراً إلى أن مصر هى الدولة المؤهلة لتقديم مشروع عربى بديل عن مشاريع إسرائيل وتركيا وإيران ومشروع «كوندوليزا رايس»، لافتاً إلى أن دول الخليج تتوقع مأزقاً استراتيجياً وسياسياً وأمنياً بعد تنفيذ الاتفاق الإيرانى الأمريكى، واصفاً الجامعة العربية بأنها تتحدى البقاء بعد أن دعت تركيا وإسرائيل لإنشاء جامعة للشرق الأوسط، مطالباً بفتح حوار مصرى إيرانى بعد الاتفاق النووى مع أمريكا.. وإلى الحوار..
كايف تابعت ردود الأفعال الدولية تجاه مشروع قناة السويس الجديد؟
- كانت هناك ردود أفعال مختلفة بعضها إيجابى وآخر سلبى بعد مرحلة التشكيك فى جدوى القناة ومدى إسهامها فى الاقتصاد المصرى ودراسة الجدوى منها وأمور كثيرة مرتبطة بها، والأمر الثانى وهو الأخطر اليوم التالى لافتتاح القناة وكيف ستتعامل معها لأنه يرتبط بكيف تتعامل الدولة المصرية مع مهددات الأمن القومى للدولة خاصة أن القناة ستواجه تحديات ومشاكل يجب أن تتعامل معها برؤية شاملة.
وما هذه التحديات؟
- إسرائيل لديها 6 مشروعات تقام فى هذا التوقيت وهذا سيؤثر على القناة بسب خط سكة حديد «أشدود» «عسقلان» «إيلات» وقناة البحرين وتطوير مجرى بعض الموانئ البحرية الخاصة بميناء «إيلات» وبالتالى هناك حوارات فى إسرائيل حول قناة السويس، وأيضاً هناك احتمالات أن تقوم «روسيا» خلال العامين القادمين بتطوير المجرى الملاحى القادم من المحيط الهادئ لربط آسيا بأوروبا لتوفير عنصر الوقت اعتماداً على المشروع الروسى الشهير.
إذن ماذا بعد؟ أو ما هى الخطوة التالية التى ستتخذها مصر؟
- طبعاً الخطوة التالية هو ما يسمى بأقلمة مشروع إقليم قناة السويس، وهذا المشروع به تفاصيل كثيرة ليست شرق التفريعة وبورسعيد فقط بل مشروع يقوم على مهام متعددة الأغراض من دعم لوجيستى وأمنى ومعلوماتى واستراتيجى لمدن القناة واستحداث مجتمعات عمرانية جديدة، وهذا يحتاج إلى سنوات ومليارات ورؤية وتوجه وفكر وترتيبات من نوع خاص وإرادة سياسية، ولو غابت هذه الأمور ستغيب هذه المشروعات؟ وبالطبع القيادة السياسية لديها هذه القناعات والرئيس «السيسى» يملك الرؤية «القرار» لكن مشكلة التمويل هى العائق وكيف ستواجهها؟ هل سنلجأ إلى الاكتتاب الشعبى مثل قناة السويس أم ستلجأ إلى المنظمات البديلة؟ وأظن أن القيادة السياسية لديها من الفطنة السياسية الكثير لاتخاذ القرار السليم.
أثر هذا المشروع على الوضع الإقليمى لمصر؟
- مصر فى كل الأحوال وبصرف النظر عن نجاح المشروع وتوقعاته الإيجابية هناك واقع جديد يفرض نفسه وهو أن دور مصر فى نظامها الإقليمى يرتبط بمكانة الدولة المصرية وموقعها فى المنطقة، وبالتالى استحضار الدور المصرى فى الملفات الإقليمية مهم سواء فى الملف السورى أو الملف اليمنى، أو فى تشكيل القوة العربية المشتركة يعتبر أمراً طبيعياً لأن مصر ليست متورطة فى أى من ملفات المنطقة، وليس لها دور سيئ فى أى من مشكلات الإقليم وبالتالى دورها يكتسب مصداقية كبيرة فى الحركة داخل محيطها الإقليمى.
التحديات والمخاطر
إذن إسرائيل مازالت تسعى فى إقامة مشاريعها البحرية التى تؤثر على مصر؟
- نعم.. ومشروعاتها قائمة ومركز النقل البحرى الذى تقوم به إسرائيل منذ (4) سنوات مازال يعمل وفيه خطورة أخرى أن الأردن وفلسطين وإسرائيل يوقعوا اتفاقاً ثلاثياً خلال الفترة الوجيزة لتنفيذ قناة البحرين، وهذا له انعكاس على الأمن القومى المصرى، ويجب أن نتحسب لهذا، وكنت شاركت منذ 2010 فى أكثر من مؤتمر حول التحديات والمخاطر التى تواجه قناة السويس وذكرت أن مخاوف قيام إسرائيل ودول أخرى فى الإقليم من إحياء المشروعات القديمة فى خط سكة حديد وخط البترول لربط «عكا» ب«عسقلان» ب«أشدود» ومد خطوط أنابيب البترول المعطلة منذ العشرينيات وإسرائيل فى سبيل ضرب الأمن القومى المصرى تفعل المستحيل.
إذن كيف تنظر إسرائيل إلى قناة السويس الجديدة؟
- فى كل الأحوال إسرائيل تنظر إلى أى مشروع تقوم به مصر على أنه يمثل خطراً كبيراً عليها، وبعيداً عن كل ما يكتبه الإعلام المصرى ضد إسرائيل، فإن إسرائيل فى المقابل تهدف من جميع مشاريعها إلى ضرب الأمن القومى المصرى، ومحاولة لتعويق الحركة المصرية.
فى العام الثالث لثورة 30 يونية ما أخطر التحديات التى تواجه الدولة المصرية داخلياً؟
- أهم التحديات الداخلية هى الأمنية والاستراتيجية مع عدم إسقاط التحديات السياسية والاقتصادية لكن فى الأساس الدولة المصرية تواجه تحديات أمنية واستراتيجية فى سيناء وهى من أخطر ما يمكن، ثم تحديات محاولة استنزاف مقدرات الدولة المصرية فى مواجهة أمنية مفتوحة بدون سقف زمنى ولهذا الولاية الأولى للرئيس «السيسى» ستكون الأولوية الأولى فيها للأمن لمحاولة فرض هيبة الدولة المصرية وهذا أمر طبيعى ولكن الصعوبة أنها فى ظل مشكلة كبيرة وهى تحقيق متطلبات الحد الأدنى لحياة المصريين، وتحقيق مفاهيم الثورتين الأولى والثانية من عدالة اجتماعية وتوزيع عادل للناتج القومى، والحرص على عدم تآكل النظام السياسى وأجهزة الدولة المتهالكة فى الأصل لأن هذا من أخطر ما يواجه الدولة المصرية ويحتاج إلى ترميم عاجل وأمن لاستمرار الدولة فى تصحيح مسارها لتحقيق أهداف ثورتها.
وما أهم المخاطر الخارجية؟
- بالطبع هناك مخاطر وتحديات تواجه مصر على المستوى الإقليمى والدولى ومنها تنامى دور بعض الدول التى تسعى لخطف الدور المصرى سواء كانت دويلة صغيرة لا أريد أن أقول اسمها أو سواء كانت دولة كبيرة مثل تركيا، أما العلاقة مع إيران فقد آن الأوان أن تفتح معه حواراً مصرياً إيرانياً بعد الاتفاق النووى مع أمريكا ليخدم المصالح المصرية وآن الأوان لتستأنف مصر علاقتها مع إيران.
العنف الإجرامى
هل الدولة المصرية تتعامل بأيدٍ مرتعشة مع جماعة الإخوان؟
- أرى أن الدولة المصرية والنظام الحالى له وجهت نظر فى التعامل مع جماعة الإخوان وجهة النظر الأولى تؤكد أن النظام الحالى اكتسب شرعية من طرد جماعة الإخوان من السلطة وبالتالى لا يمكن أن يفتح باباً موازياً للجماعة تحت مسمى إقامة حوار معها، ووجهة النظر الأخرى تقول على «السيسى» أن ينفذ ما وعد به يوم 3 يوليو بعد أن دعا إلى شراكة سياسية تضم جماعة الإخوان وغيرها، ولكن هذا التيار ضعيف للغاية بعد موجة العنف الإجرامى التى قام بها أعضاء الإخوان ضد الشعب المصرى، ومن ثم هذا يغلق الباب تماماً أمام أى حواره أما ما يطرحه الرئيس بأن لو الشعب أراد أن يتصالح مع الإخوان فليتصالح، فهذا كلام ليس له علاقة بالسياسة التى تؤكد أن الدولة هى الدولة ولابد لها من ممارسة قدرتها فى الردع والقوة لإعادة الاستقرار فى ربوع الوطن ثم بعد ذلك تتحدث عن الشراكة السياسية، والأفكار المصرية المتعلقة بمستقبل الوطن.
هل توجد خيارات صعبة أو مستحيلة قد تضطر إليها الدولة المصرية أو ربما تفرض عليها؟
- نعلم جيداً أنه كانت هناك ضغوط ثم ممارستها من دول خليجية على الرئيس «السيسى» وعلى مصر حول بناء محور «سنى» يضم مصر والسعودية وتركيا وحركات الإسلام السياسى، ولا أظن أن زيارة «السيسى» إلى السعودية وكانت متزامنة مع زيادة «أردوغان» بعيدة عن هذا الطرح، لكن أعتقد أن الملك «سلمان» يرى فى مصر ما لا يراه الآخرون فى رؤية وقدرة على الفعل خاصة فى ظل الجدال الإعلامى الذى يقوده الإعلاميون فى مصر والسعودية والذى يدور حول الملفات المكبوتة فى العلاقات بين القاهرة والرياض برغم إنكار الدولتين هذه الأمور.
تقصد التصريحات الدائرة بين «هيكل» و«الدخل»؟
- «هيكل» أمام الرأى العام العربى والمصرى يمثل نفسه لكن السعودية ودول الخليج يرون أنه يمثل الرئيس والنظام المصرى، كما نرى نحن أن خالد الدخيل وجمال خاشقجى يمثلان تياراً نافذاً فى المؤسسة السعودية، وبالتالى لا توجد مشكلة إلا فى كيف تطرح على الجانب السعوى وجهة النظر المباشرة، كما أن لمصر حساباتها، ولو أن الرئيس «السيسى» لا يملك قرار المصالحة بمفرده لأن هذه هى إرادة الشعب وعلى السعودية أن تتفهم ذلك.
مثل ماذا؟ وما نقاط الخلاف بالضبط؟
- هناك خلاف على الملف اليمنى مع أن مصر رغم مشاركتها فى قوات التحالف ولأول مرة فى تاريخ المؤسسة العسكرية المصرية أن تكون تحت قيادة دولة ومصر قلبت هذا دون أية مشاكل أو حساسيات لكن المشكلة أن مصر لا ترى أن هناك دوراً لإخوان اليمن فى اليمن، ولا دوراً لإخوان سوريا فى المعادلة السورية، وهو ما يراه الإخوة فى السعودية إنه أمر طبيعى وسوف يحدث بعد سقوط «بشار» وهذه هى نقاط الخلاف بين القاهرة والرياض.
لكن مصر تسعى إلى عدم تفكيك الدولة السورية ولا يهمها بقاء «الأسد» أو رحيله والسعودية ترى ضرورة رحيله؟
- نعم.. مصر ترفض تماماً تفكيك الدولة السورية تحت مسمى طرد «بشار» من الحكم والسعودية ترى عكس ذلك تماماً وترى ضرورة رحيل «الأسد» لأنه ليس جزءاً من الحل وهذا الخلاف سيستمر، ولن يحسمه زيارة «سامح شكرى» إلى السعودية ولا زيارة الملك «سلمان» إلى القاهرة، وهى من النقاط الحمراء لمصر لأن هدفها الحفاظ على الدولة السورية وليس الحفاظ على بشار.
السيناريو التصادمى
ماذا عن سيناريوهات التعامل مع التيار الإسلامى؟
- توجد3 سيناريوهات للتعامل مع تيار الإسلام السياسى الأول هو بقاء الوضع كما هو حتى انتهاء ولاية الرئيس السيسى وهذا هو الأرجح والمتوقع وبناء عليه يستمر هذا السيناريو التصادمى إلى أن تفرض الدولة كامل هيبها مع السماح لرموز التيار الإسلامى المعتدل مثل حزب النور والتيارات السلفية غير الجهادية بالعمل والتواجد ولكن هذا سيكون محل اعتبار مع بدء الممارسة السياسى ودخول مجلس النواب دائرة التفعيل، حينها سنحكم على حقيقة هؤلاء، والسيناريو الثانى هو سياسة الباب الموارب، أو السياسة التوافقية وهو التعامل مع تيار الإسلام السياسى بأكمله على أنه تيار واحد وخطاب واحد وهذا يؤدى إلى أمرين أولهما أن تستمر المواجهات مع تفعيل دور الآلية القانونية فى المحاكمات مع عدم تنفيذ الأحكام لعدم الوصول إلى الخيار «صفر» أو التصادم، وهو أمر متوقع استمراره والخيار الثالث هو أن يقوم النظام بصورة نهائية بإجراء مصالحات بعد أن يكون حق إنجازات تنموية واقتصادية وسياسية واجتماعية داخلية تؤهله إلى أن يتجاوز موضوع شرعية الإخوان، لأن شرعية الرئيس قامت على طرد الإخوان من الحكم، وعندما نتحدث عن تحقيق إنجازات للرئيس حينها لن يكون لديه أية مشكلة فى عمل مصالحة دون أن تقود هذه المصالحة إلى مشاكل وأظن أن الرئيس يبنى شرعية جديدة تقوم على الإنجاز ولهذا هو يعجل بتحقيق الإنجاز فى أطر زمنية سريعة.
كيف ترى المشهد الإقليمى بعد الاتفاق الإيرانى الأمريكى حول برنامج إيران النووى؟
- على الجميع أن يعلم أن مصر لها حسابات فى الإقليم تختلف عن حسابات أى طرف آخر على اعتبار أن مصر دولة كبرى ولها إمكانياتها وقدرتها التى تعمل وفق المصلحة المصرية، صحيح أنها تواجه مأزقاً اقتصادياً ومشاكل تتعلق بالبناء الاجتماعى والاستثمارى لكن مصر لديها إمكانيات الدول العظمى فى المنطقة، وبالتالى علينا أن نعيد النظر فى مصالحنا بإجراء حوار مع إيران على أرضية المصالح القومية العليا لمصر دون أن تتحفظ السعودية أو دول الخليج لأن هذه الدول لها علاقات كاملة مع إيران، هذا إذا استوعبت إيران حدود الحركة المصرية وشروطها ومتطلبتها وهذا سيخدم السياسة المصرية وحركتها الدبلوماسية والسياسية، وبناء عليه تستطيع مصر أن تناور فى نطاق الإقليم وفق مقتضيات وترتيبات وتقسيمات الأمن القومى المصرى، أما عودة الخطاب الإعلامى القديم الذى بدأه نظام «مبارك» وتتبناه بعض الأجهزة بأننا نخشى التشيع وهناك اعتراض على عودة العلاقات المصرية الإيرانية فهذا الأمر أصبح ليس له وجود الآن وعلى أى مستوى من المستويات لأن مصر لديها من المناعة الوطنية أن تجابه وتقف فى مواجهة أى أخطار تقوم بها إيران أو تركيا أو إسرائيل.
تحفظ واعتراض
وهل يمكن أن تعترض أى من دول الخليج على عودة العلاقات المصرية الإيرانية؟
- بالطبع لا لأن مصر لها حساباتها الخاصة، وإذا تحفظ أو اعترض أو حتى تذمر أى طرف من الخليج على عودة العلاقات المصرية الإيرانية فهذا أمر خاص بهم وليس له علاقة بالدولة المصرية وبحساباتها وتوجهها فى المنطقة.
وما أثر الاتفاق الإيرانى الأمريكى على العالم العربى؟
- بالطبع هذا الاتفاق سيؤثر وله أثر سلبى وهذا ما يعلمه الجميع لأن إيران ستقدم تنازلات رهيبة لتنفيذ هذا الاتفاق، ومع بدايات العام المقبل ورفع العقوبات عن إيران تتوقع دول الخليج مأزقاً سياسياً وأمنياً واستراتيجياً، الأمر الذى دفعها لإجراء حوار أمريكى خليجى قاده جون كيرى وأشتون كارتر وزير الدفاع الأمريكى طالبت فيه دول مجلس التعاون الخليجى باتفاقية دفاع أمنى مشترك والولايات المتحدة الأمريكية ترفض الحديث عنها حتى الآن، فطالبت دول الخليج بصفقات سلاح غير مسبوقة فى تاريخها وبالطبع ستستجيب أمريكا لهذا الطلب المدهش الآن أنه ولأول مرة فى العالم العربى أن تتفق السعودية وإسرائيل بأن الخطر واحد.
وهل تم تنسيق بين السعودية وإسرائيل حول هذا الخطر؟
- نعم.. ولهذا قامت السعودية بنشر تفاصيل خمسة لقاءات سرية تمت على مستوى سعودالفيصل وترك الفيصل وأنور عشقى مع مجموعة من المسئولين الإسرائيليين، بعدوة السعودية لإحياء المبادة العربية وهذا مؤشر خطير جداً أن تطرح السعودية المبادرة العربية فى هذا التوقيت لأن له هدفاً استراتيجياً، حيث إنه تزامن مع الحديث عن قيام قطر وتركيا بإجراء هدنة استراتيجية بين إسرائيل ومنظمة حماس لمدة 7 سنوات، ثم جاء التطورات، علماً بأن مصر ليس لديها أى حساسيات مع أى طرف يتدخل فى القضية الفلسطينية لأن فى النهاية مصر هى مصر ومن يريد أن يطرح رؤيته ويقدم جهوده فليتفضل.
وهل ضحت أمريكا بحلفائها فى الخليج؟
- أمريكا تمضى وفق مصالحها والخليج ليس حليفاً استراتيجياً لأمريكا لأنها تبحث عن تحقيق أهدافها وتوماس فريد مان سأل أوباما أين ترى المخاطر على أمنك؟ فقال المشكلة ليست فى التهديد الإيرانى، بل هذه الدول الخليجية هى منبع الإرهاب لأنها لا تعطى فرصة لتمكين الشباب والمرأة مما يزيد التطرف والإرهاب، وأن أكبر عناصر فى داعش من السعودية والخليج، ولو أعطوا الفرصة للشاب والمرأة لن يكون هناك تطرف، وهذه هى وجهة نظر أوباما تجاه الخليج.
وكيف تصنع أمريكا حليفاً استراتيجياً يعادى إسرائيل؟
- لابد أن نعرف أن أمريكا لا تلعب إلا مع الكبار وهى تنظر إلى إيران على أنها قوة كبيرة ومؤثرة فى المنطقة وفى الملفات العربية وإيران فردت السجادة الإيرانية من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب خاصة فى العراق وسوريا واليمن، وبالتالى السجادة الإيرانية أصبحت موجودة بكل عناصرها، وبالتالى أمريكا تلعب مع إيران لأنها أكبر لاعب إقليمى فى المنطقة وتليها تركيا ولهذا دخلت مع تركيا فى أزمتها مع الأكراد وساندتها وأيدتها.
المطرقة والسندان
هل العرب أصبحوا بين مطرقة إيران وسندان إسرائيل؟
- بالضبط.. وأصبحت خياراتهم محددة وهامشية وإما أن تجد العرب من خلال القوة العربية المشتركة التى دعا إليها الرئيس «السيسى» من خلال إحياء دور مؤسسات الجامعة العربية، وإنهاء سياسة الانقسام والفرقة، وأعتقد أن مصر والسعودية قادرتان على إحياء التضامن العربى، وإلا البديل سيكون نظام شرق أوسطى سيؤدى إلى المزيد من التقسيم العربى المنقسم أصلاً وللأسف حينها سيبدأ تسوية عربية إسرائيلية ولكنها ستكون على حساب القضايا العربية خاصة سوريا والقضية الفلسطينية.
ألا يوجد أمل فى دور للجامعة العربية مما يحدث فى العالم العربى؟
- نتمنى ذلك لكن المؤشرات تقول إن الجامعة العربية ليس النظام الأساسى الذى يحكمها إنما أطراف أخرى والجامعة العربية تواجه مأزقاً ودكتور نبيل العربى يواجه أيضاً مأزقاً نتيجة لتدخل دولة خليجية فى سياساته ولهذا أعتقد أن الجامعة العربية تواجه الآن تحدى البقاء خاصة أن إسرائيل وتركيا تدعوان إلى إقامة كيان باسم جامعة الشرق الأوسط لتضم جميع دول الشرق الأوسط.
وماذا يفعل العرب وما السيناريوهات العربية المقترحة والمتوقعة؟
- يوجد 3 مشروعات مطروحة، الآن مشروع إيرانى وآخر تركى وثالث إسرائيلى ومن قبلها مشروع كوندوليزا رايس ولهذا على العرب أن يقدموا مشروعاً عربياً، وأعتقد أن مصر هى القادرة على هذا وأعتقد أن الرئيس «السيسى» مؤهل تماماً لهذا لما يحظى به من جماهيرية وشعبية عربية بل شعبية تجاوزت الإقليم بما له من كاريزما ليس لها علاقة بكاريزما عبدالناصر لأنها تستند إلى شرعية الإنجاز، لكن هل ستسمح له الدول العربية بهذا وتسمح لرئيس ذى خلفية عسكرية خاصة أن دروس التاريخ الماضى لعبدالناصر غير إيجابية فى هذا الإطار؟!
وماذا عن الحوار الاستراتيجى المصرى الأمريكى والذى شاركت فى فعالياته؟
- هو حوار استطلاعى ولم يكن يشمل مناقشة كل القضايا واختزل فى ساعات محدودة وسينعقد كل عامين، وأرى أن مغزى توقيت حدوثه يرتبط بأمرين أولاً تخوف أمريكا من حدوث تغيرات هيكلية وحقيقية فى مجرى السياسة الخارجية واتجاه السيسى لبناء دبلوماسية الشرق باتجاهه إلى روسيا وكوريا واليابان والتخوف الثانى: فى بدايات تغيير فى العقيدة القتالية الاستراتيجية العسكرية فى روسيا وهذا ما يقلق الولايات المتحدة ولو تمت هذه التحركات سيكون لها انعكاسات شديدة وقوية على المنطقة بالكامل.
وهل ستصمت الإدارة الأمريكية على التقارب المصرى الروسى؟
- هى صامتة حتى الآن، ولكن لديها الكثير من أساليب الردع والتدخل عند الضرورة وإحباط هذا التقارب ولكنها لم تبدأ بشىء حتى الآن، ومازالت بعيدة وتراقب، وأعتقد أنه سيكون لها موقف لو تغيرت الأمور.
وما المغزى من زيارة أوباما إلى إثيوبيا وهل بها رسائل إلى مصر؟
- زيارة أوباما إلى إثيوبيا بالطبع لها مغزى يرتبط بأمرين أولهما: التوقيت وهدفه وهذا هو الأخطر لأنه يدعم المفاوض الإثيوبى والدولة الإثيوبية فى مفاوضاتها مع مصر بشأن سد النهضة والأمر الثانى أنه لم تصدر أية ردود فعل سواء من الجانب الإثيوبى أو الأمريكى حول هذه الزيارة وعلينا أن نعلم أن الذى وضع خريطة التفاوض الإثيوبى هو أرنون سوفير، خبير اقتصاديات المياه الإسرائيلى، مؤلف الكتاب الشهير «النار حول الشرق الأوسط»، وفيه آلية كل ما جرى وما يحدث فى إشكالية التفاوض بين الطرفين ثم إن أوباما لم يزر مصر رداً على عدم جرى السيسى لزيارة أمريكا ولم يزرها إلا فى اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، وسيزورها أيضاً فى الجمعية العامة فى ديسمبر المقبل، وأوباما يعلم أن شعبية السيسى زادت فى الدائرة الأمريكية وهناك دعوة له من بعض النواب والسيناتورات والمرشحين السياسيين ليلقى السيسى خطاباً فى الكونجرس يشرح فيه تجربة مصر حول الإرهاب وهذه ستكون ضربة قاصمة لأوباما ولحزبه فى الانتخابات المقبلة وللوبى اليهودى فى إسرائيل.
الكونجرس يستقبل الإخوان والبنتاجون يدعم مصر كيف تحلل هذه المعادلة؟
- أمريكا بها 4 تيارات لها مواقف متباينة فى سياساتها بخلاف وزارة الدفاع الأمريكية وتتبنى الموقف المصرى تحت مسمى إن مصر خرجت من حالة الفوضى إلى الاستقرار وهى بلد محورى كبير وله دور فى الاستراتيجية العالمية وعلى أمريكا ألا تخسرها لأنه لا بديل عنها، والتيار الأول هو الC. I. A والتيار الثانى الخاص بالشأن المصرى فى الخارجية الأمريكية وهذا إيجابى مع مصر ولكن له بعض الملاحظات المتعلقة بحقوق الإنسان والتيار الثالث الخاص بهيئة المستشارين وله موقف عدائى ضد مصر وهو ما يطلق عليه بالكائنات غير المرئية فى السياسة الأمريكية والتيار الرابع وهو بيت الخبرة بعضها له موقف عدائى ضد مصر مثل معهد واشنطن وباقى المراكز غير عدائية.
وما الأطر التى تبنى عليها السياسة الخارجية المصرية؟
- السياسة الخارجية تبنى على أسس رشيدة وعلى مبدأ الندية والمساواة فى العلاقات الدولية، ومع هذا أمريكا لن تترك مصر بدون الشراكة المصرية الأمريكية تحت أى مسمى لأن السيسى مشكلة أمريكا الكبرى وهم لا يريدون هذه الشعبية الجارفة، وتحول شخصية السيسى من رئيس وقائد إلى زعيم، هذا يجعله يتحرك بمنتهى الأريحية وفى أى اتجاه فى الداخل والخارج وهو ما يقلق الأمريكان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.