بقلم :أحمد فؤاد نجم الثلاثاء , 30 أغسطس 2011 02:07 ظل ميشو فاغرًا فاه حتي بعد أن انتهيت من جملتي الأخيرة من الحديث عن الشيوعيين المصريين الذين التقيتهم في السجون والمعتقلات «إن الوقت قد حان ليتعرف الشعب المصري علي أبنائه الذين سلكوا هذا الطريق في حب مصر ومصر فقط لا غير». ثم قال وكأنه قد أفاق من غيبوبة - يااااه يا عم أحمد دانت مخزن جواك ياما قلت له - دنا كمان ناسي كتير ضحك وقال - طب ما تحاول تفتكر الله لا يسيئك هو احنا ورانا حاجة أهم من الكلام ده؟ قلت له - عمك صابر زايد العامل الإسكندراني الذي كان يحظي باحترام كل القيادات الشيوعية وحب كل السجانة والمخبرين في معتقلات القلعة وطرة والقناطر. ضحك ميشو وقال - طب هو كان واخدها سياحة وفسحة في سجون ومعتقلات مصر المحروسة انت بقي كنت ماشي وراه ليه؟ فقلت له - من حسن حظي قال لي - ياااه يا عم أحمد! هو كان جميل للدرجة دي؟ قلت له - وأجمل من الدرجة دي بكتب وأنا لسه فاكر واحنا في عنبر التأديب بسجن طره وذات ليلة سمعنا خبطًا علي باب إحدي الزنازين وجدنا زميلاً يستغيث. - يا زملا عم صابر عنده مغص كلوي فظيع الحقونا يا زملا. وفي مثل هذه الحالة تتضامن كل زنازين العنبر وتشارك في الخبط والرزع حتي يحضر الضابط النوبتجي ومعه الممرض لعلاج الحالة وهذا ما حدث ليلتها وليلتها لم نهدأ حتي طمأنونا بأن عم صابر أخذ الدواء المسكن واستسلم للنوم أخيرًا وكان أول ما فعلته في الصباح هو ذهابي إلي زنزانة عم صابر وحتي أمنع الزملاء من ازعاجه حتي يصحو من النوم بشكل طبيعي وحين استيقظ عم صابر قلت له - حمد الله ع السلامة يأبو كمال فقال بصوت واهن - الله يسلمك يا زميل نجم قلت له - ازي الحال دلوقتي قال - أنا قرفان من نفسي جدًا ومكسوف جدا قلت له - مكسوف من ايه يا عم صابر فقال بصوت واهن - مكسوف من ضعفي قلت له - مش فاهم يا عم صابر قال لي - كان لازم اتحمل الألم ولكنني لم استطع وأزعجت الزملاء لأن الألم كان فوق الاحتمال قال ميشو - بتتكلم جد يا عم أحمد! فيه بني آدمين بالشكل ده؟ قلت له - وأكتر من كده يا ميشو دي مصر يا ابني علي رأي المرحوم عبدالرحيم منصور «أم الصابرين» ضحك ميشو وقال - ابعد عني يا عم أحمد ما تجرجرنيش وراك في مشوار الجنان أنا عندي عيال وآخرهم يوسف قلت له - ما هو عشان يوسف وجيل يوسف لازم تمشي مشوار الجنان ده لحد آخره