قرية تفهنا العزب إحدي قري مركز زفتي التابعة لمحافظة الغربية تعيش معاناة حقيقية بسبب مشكلة الصرف الصحى ولكنها تختلف عن باقى القرى الكثيرة المحرومة حيث تم إنشاء محطة للصرف الصحى بها وافتتاحها منذ حوالي عام بتكلفة تقديرية 40 مليون جنيه، وبطاقة 8 آلاف م3 يوميا، وتخدم قرى تفهنا العزب وميت الرخا وميت الحارون، وكفر ميت الحارون، وكفر الصارم، بعدد مستفيدين، نحو 100 ألف نسمة ولكن للأسف، لم يتم توصيل القرية وهى الأكبر سكانا بالمحطة حتى الآن ومازالوا يعتمدون على سيارات الكسح، الأمر الذى جعل القرية تعوم على بركة من مياه الصرف وانتشرت الأمراض، والسبب إهمال وتقاعس من جانب المسئولين لتلبية احتياجات المواطنين. في البداية يقول الشيخ محمد: أحد القيادات الشعبية بالقرية كيف نقوم بالتبرع ب5 فدادين لإنشاء محطة الصرف وتقام على أراضى قريتنا ولا نستفيد منها مثل القرى المحيطة بنا وطرقنا أبواب اللواء أيمن سيف النصر رئيس مجلس المدينة والمحافظ لحل مشكلتنا عدة مرات بلا فائدة وعلمنا أن الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحى بزفتى ترفض استلام شبكة الصرف المقامة بالقرية بسبب أغطية البالوعات، حيث إن المقاول الذى أسند إليه المشروع لم يلتزم بالمواصفات الفنية المطلوبة فما ذنبنا نحن، وعندما سألنا الشركة لماذا لم يتم متابعة التنفيذ مع ذلك المقاول أخبرونا انهم طلبوا منه تركيب أغطية بالوعات مصنوعة من لدائن البلاستيك المقوى بعد أن لاحظوا سرقة الأغطية المصنوعة من الحديد الظهر ولكنه عوضا عن ذلك قام بتركيب أغطية مصنوعة من البلاستيك الضعيف ولا تتحمل أى ضغط عليها وأخرى مصنوعة من الأسمنت ولكنها رديئة لقلة الأسمنت وحديد التسليح بها مما يعرضها للكسر بسهولة، مضيفا، قمنا بتقديم شكاوي كثيرة ولكنها تذهب أدراج الرياح ونتوجه بالشكوى إلي المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء بسرعة التدخل والنظر فى حل مشكلة الصرف الصحى لدينا والتى تؤثر على 40 ألفاً من المواطنين، فهل يرحمنا من الجحيم الذي نعيش فيه ويستجيب لنا؟ وأضاف أحمد سليمان وكيل مدرسة بالقرية أن مشكلة الصرف الصحي هى مشكلة عامة تعانى منها معظم القرى وحتى الأماكن التى دخلها الصرف بها لا تعمل بكفاءة وبها عيوب فنية, لافتا إلى أن عدم وجود شبكة للصرف بالقرية جعل المياه الجوفية ملوثة لا يمكن استخدامها لانها تسبب أمراضاً خطيرة مطالبا أن تتواءم شبكات الصرف مع شبكات المياه النظيفة وقال يوجد لدينا منازل قديمة غير مبنية بالأسمنت المسلح تصل إلى 5 آلاف منزل مهددين بالسقوط على رؤوس قاطنيها بسبب رشح الجدران من المياه وبعضها أصيب بالتصدع بخلاف أن فصل الشتاء يشهد سقوط أمطار غزيرة لا تشربها الأرض بسرعة كبيرة لتشبعها بالمياه الناتجة عن الخزانات البلدى التى أقامها الأهالى لصرف مخلفاتهم، وكل ذلك أثر على سلامة منازلنا بخلاف انتشار الناموس والحشرات التى تنقل الأمراض بسبب وجود بيئة خصبة لها وذلك لطفح مياه المجارى فى شوارع القرية معظم الوقت ويوجد 3 مدارس ومعهد أزهرى بالقرية رشحت جدرانها وتشبعت من المياه ومهددون بالتصدع والسقوط فوق رؤوس التلاميذ. وقال علاء العزب شحاته ضابط بالمعاش نواجه صعوبة كبيرة فى توفير عربات كسح الطرنشات الموجودة فى منازلنا، حيث إن القرى التى حولنا تم توصيلها بمحطة الصرف الصحى ولم تعد هناك حاجة لوجود عربات الكسح وأصبحت قليلة ولذلك يتم استغلالنا حيث تكلفة النقلة الواحدة 40 جنيهاً كل عدة أيام وأصبحت عبئاً كبيراً علينا بخلاف الرائحة الكريهة والألم النفسى الذى يصيبنا، وطالب بسرعة توصيل القرية بمحطة الصرف الصحى التى أقيمت داخل القرية ولا نستفيد منها. وأضاف الحاج ممدوح مصيلحي: أن القرية يوجد بها مشاكل أخري كثيرة تشمل القمامة التي تنتشر في كل مكان والمشاكل الصحية التي تواجه الأهالي مما يضطر الأهالي للذهاب إلي القاهرة لتلقي العلاج غير المتواجد بالقرية لقلة الإمكانيات وبرغم كل هذه المشاكل لا ينظر لنا أحد ولا نجد أي رعاية من اتجاه المسئولين، والشوارع تغرق في مياه الصرف الصحي مما ادي إلي انتشار الحشرات الطائرة والزاحفة التي تدخل المنازل بلا هوادة وتؤدي إلي انتشار الأمراض والأوبئة بين الأهالي وخاصة الأطفال الذين انتشرت بينهم أمراض الكبد الوبائي..بخلاف الرائحة الكريهة التي تزكم الأنوف. وأننا نعيش كابوسا ثقيلا بعد ان أسندت إحدي الشركات الكبري مشروع مد شبكة الصرف الصحى داخل القرية إلى مقاولى الباطن تناوبوا علي تنفيذه منذ عام ونصف وسط تراخٍ وإهمال وتوقف, وإهدار أموال نعلم جميعا كيف يتم تدبيرها في ظل أزمة اقتصادية نعيشها. وقال أحمد يوسف رئيس الوحدة المحلية إنه تم الحفر والعمل علي مد شبكة الصرف الصحي بالقرية وواجهتنا مشكلة تنفيذ 80 متراً من الشبكة بسبب مرورها بجوار بعض المنازل واعترضوا عليها خوفا على منازلهم ولكن تم إقناعهم ومد الشبكة، مضيفا ان الخلاف حاليا بسبب رفض الشركة بزفتى استلام شبكة الصرف من مقاول المشروع بسبب أخطاء وعيوب فنية، ولقد طلب المقاول مهلة 3 شهور لإصلاح العيوب وانتهت ولم يلتزم بالاتفاق ورفعنا تقريراً إلى رئيس مجلس المدينة بذلك وننتظر الرد للتصرف حتى نستطيع توصيل الخطوط الفرعية من المنازل باشرافنا ولا يمكن ذلك قبل استلام الشركة الشبكة. وفي جولة ل«الوفد» داخل المحطة قال أحد العاملين إن المحطة منذ افتتاحها منذ عام لا تعمل بكامل طاقتها حيث يعمل بها حوضان ترسيب من اصل 4 أحواض هى قوة المحطة الاستيعابية بكمية 8 آلاف متر مكعب بسبب قلة مياة الصرف الواردة إلى أحواض الترسيب، مضيفا أن المحطة تخدم 5 قرى كبيرة بالإضافة إلى القرية الأم «تفهنا العزب» والتى لم يتم توصيل شبكة الصرف إليها حتي الآن وهناك عيوب فيها. منها أن الطبقة الاسمنتية التى تغطى الأسطح الخرسانية رقيقة للغاية وتقشرت وذلك يعوق العمل، حيث إنه يشترط نعومة الأسطح الخرسانية حتى لا تلتصق بها الرواسب والفضلات وتتراكم مع مرور الوقت وتتحجر وظهرت تلك المشكلة فى حوض الترسيب رقم 4 وبالتالى رفضنا استلامه ولم يدخل العمل مطلقا حتى يتم إصلاحه، كذلك يوجد عيوب فى الأحواض رقم 1 و2 التى دخلت الخدمة بالفعل بعد امتلائها بالماء وحدوث تسرب وترشيح للمياه مما يهدد القواعد الخرسانية والجدران بالتآكل مع مرور الوقت، حيث إن طبيعة مياه الصرف الصحى تسبب درجة تآكل كبيرة بالإضافة إلى أن المياه غمرت كابل كهربائي مما يهدد بكارثة كبيرة لا يعلم مداها إلا الله.. وطالب الأهالي بتدخل جميع المسئولين وعلي رأسهم المهندس محلب رئيس الوزراء لوضع حد لمعاناة عشرات الآلاف من الأهالي.