اعرب البابا تواضروس عن شكره لوزير الشباب والرياضة على مجهوداته للشباب وعن دعوته لحضور مؤتمر "دور الشباب فى بناء مستقبل مصر" الذى يجمع ثلاث جهات وهى الكنيسة المصرية، بيت العائلة المصرية فضلاً عن وزارة الشباب والرياضة. وأشار قداسة البابا خلال فعاليات المؤتمر إلى مشواره الدراسى، حيث ولد بالمنصورة وتعلم المرحلة الابتدائية فى سوهاج واستكمل مراحل التعليم فى البحيرة ودرس المرحلة الجامعية بالإسكندرية وحصل على الدراسات العليا من إنجلترا. وخلال حديثه عن التحديات التى واجهت مصر وكان من شأنها الحرب الأهلية وإثارة الفتن الطائفية، أكد بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية على ضرورة أن يعى الشباب كافة الأمور التى تدور حولهم فالكنيسة المصرية أحد مؤسسات الوطن وتأسست فى منتصف القرن الأول الميلادى وهى المؤسسة الوحيدة فى تاريخ مصر التى ظلت مستقلة ولم يحتلها احد، ومن ثم وطنية الكنيسة تضع الوطن فى المرتبة الأولى. هذا بالإضافة إلى أن منذ تاسيس الكنيسة لم تعرف السياسة ولكنها تعرف الوطن فقط حيث يدرس بالكنيسة دروس عن مصر كل عام لأن مصر لها مكانة خاصة جدا لدى الكنيسة. وأشار البابا إلى أن كل ما تتعرض له مصر من إحداث من شانها أحداث الخلل فى العلاقة بين المسلمين والمسيحيين ولكن مثل هذه العلاقة المصرية المسيحية الإسلامية هى علاقة لا يمكن وصفها نظرة لشدة تلاحمها الوطنى، لذلك أطلق البابا شنودة عبارة "مصر ليست وطن نعيش فيه ولكنها وطن يعيش فينا". وناشد تواضروس الشباب بضرورة تحمل مسئوليتهم تجاه الوطن وقبول الاختلاف والتعددية وأن تكون نظرتهم اعتدالية لبناء مصر، كما يؤكد للشباب أن مصر وطن لا يضارعه وطن فى العالم فهى البلد الوحيد الذى لم ينقسم ولم يندمج كما قال عنها الدكتور جمال حمدان، وعلى الشباب التحلى بالفكر والعقل، واليد والعمل، والقلب الذى يعد محل الروحانية والعبادة الحقيقية ومن ثم على الشباب السعى للعلم بقلب طاهر وبتفكير ابداعى وابتكارى. واختتم البابا حديثه بأن الكنيسة مؤسسة روحية وعملها نشر السلام بمستوياته الثلاثة مع الله ومع الآخر ومع النفس، وعلى الإنسان أن يطبق السلام بأنواعه ومن ثم يستطيع مواجهة أى تطرف أو عنف. حضر فعاليات اللقاء نيافة الأنبا أرميا، الدكتور جرجس صالح أمين عام كنائس الشرق الأوسط، القس بولس حليم المتحدث الإعلامى للكنيسة القبطية، القس انجيلوس إسحق مدير مكتب قداسة البابا، الدكتور مسعد عويس مقرر لجنة الشباب، الدكتورة عايدة نصيف مساعد لجنة الشباب، الدكتور عماد الهوارى والدكتور عدلى انيس لجنة الرصد ببيت العائلة المصرية، الفنان محمد الشامى، الأستاذ محمد الخشاب المدير التنفيذى لوزارة الشباب والرياضة، ولفيف من قيادات وزارة الشباب والرياضة والكاتدرائية المرقسية.