شهدت محافظة الدقهلية أزمات متصاعدة خلال الشهور الماضية والتي تسببت في الكثير من الكوارث والأزمات بسبب انهيار شبكات الصرف الصحي بمدن وقري المحافظة والتي تضاف إلي مشكلة انقطاع مياه الشرب والتي غزت معظم قري ومراكز المحافظة. وفوق كل هذا جاءت مشكلة الانهيارات الأرضية التي أصبحت عرضاً مستمراً في مدينة المنصورة والتي تمثلت في كارثة وقعت بشارع عبدالسلام عارف بالمدينة والذي شهد هبوطًا أرضيًا بأحد الشوارع الرئيسية المزدحمة بالمارة والسيارات، مما أدى إلى سقوط مقطورة شاحنة فيها وجزء من الرصيف وعمود كهرباء وشجرتين، واصطدام سيارتين، وتوقفت الحركة المرورية في الشارع بالكامل. حيث سادت حالة من الذعر بين أبناء المنطقة تزامناً مع لحظة حدوث الهبوط الأرضي المُفاجئ، وأكدت مصادر بالحماية المدنية، أن المعاينة المبدئية أكدت أن الهبوط بمساحة 50 مترًا و عمق مترين، بسبب تسرب من محطة الصرف المجاورة للمكان، ما أدى إلى تشبع التربة بالمياه وحدوث انهيارات بها. يذكر أن هذا المشهد أعاد للأذهان ما حدث في نفس المنطقة ولنفس الأسباب وبتاريخ 5/5/2015 بهبوط أرضي مفاجئ بمنطقة دوران المجزر بمدينة المنصورة بطول 50 مترًا وعمق مترين، وسط الشارع الرئيسي، ما تسبب في سقوط الرصيف وثلاث أعمدة كهرباء واصطدام 3 سيارات وتوقف الحركة المرورية بالكامل.. وكأن الأحداث تعيد نفسها. كما شهدت المدينة بنفس الأسبوع هبوطاً أرضياً مفاجئاً آخر بطول 30 متراً وبعمق 2 متر، أمام سوق كبير على بعد أمتار من حي غرب المنصورة، وتبين أن السبب هو حدوث كسر في خط الصرف الرئيسي بالشارع، وأنقذت العناية الإلهية الكثير من الأرواح، كما شهد محيط المنطقة في نفس اليوم هبوطاً أرضياً آخر خلف معسكر قوات الأمن المركزي، وعلى بعد أمتار من حي غرب عقب قيام لودر بالحفر لعلاج مشكلة تسريب مياه بالمنطقة، وأثناء الحفر انهارت الأرض بسبب خط صرف صحي، وتبين حدوث كسر في ماسورة المياه أيضاً. واستمراراً لهذا التقاعس في الصيانة والإحلال أو العيوب الفنية في دفن تلك المواسير علي مساحات ومعايير فنية معروفة، انتقلت الانهيارات لمركز بلقاس ثم إلي مدينة دكرنسبالدقهلية والتي شهدت خلال شهر مايو الماضى هبوطاً أرضياً في شارع المتاجر بطول 75 متراً وبعمق 3 أمتار؛ بسبب كسر في خط الصرف الصحي كما شهدت المدينة في نفس الأسبوع هبوطاً أرضياً مفاجئاً بمنطقة شارع المتاجر، وتبين أن الهبوط جاء بسبب مرور السيارات بحمولات زائدة على غرفة صرف صحي قديمة، مما أدى إلى انهيارها وحدوث هذا الهبوط المفاجئ، وتم عمل الإصلاحات اللازمة. والسؤال الذي يطرحه المواطن الدقهلاوي لماذا لا يتحرك المسئولون إلا بعد وقوع الكارثة ولماذا لم يتخذ مسئولو هيئة مياه الشرب والصرف الصحي إجراءاتهم الوقائية والتي تستلزم المتابعة الفنية لتلك الشبكات والخطوط وإجراء الصيانة اللازمة لها او تغييرها إذا لزم الأمر.. أيضاً أين المسئولون بالمحافظة وبشركة المياه والذين اكتفوا بتشكيل لجنة فنية لفحص هذه الانهيارات بدلاً من محاسبة المسئولين.. وهل ينتظرون وقوع ضحايا وحدوث كوارث ليتحركوا بجدية وإحالة المخالفين إلى التحقيق؟!