عثرت فاجأة على صديقى المعارض الليبى والذى انقطعت به الاتصالات والاخبار منذ عودتى من ليبيا عام 2006 حتى ظننت أن نظام القذافى قد تخلص منه تحت اى مسمى بعد عودته الى طرابلس فى صفقه عام 2004 من رحلة مطاردة تنقل فيها بين تسع دول افريقية منها مصر لاجده حيا يرزق على شبكة التواصل الاجتماعى "الفيس بوك" فقال لى وهو يحاورنى اننا نستعد الان ومعنا مجموعة من الاشقاء العراقيين الوطنيين بصدد تحريك دعوى قضائية ضد "عمر سليمان" نتهمه فيها بتدمير العراق وتعذيب وقتل "ابن الشيخ الليبى" واليك ياصديقى دوافعنا التى نبنى عليها دعوتنا فى شهر مايو 2009 قام عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات المصرية فى ذلك الوقت بزيارة خاطفة للجماهيرية العربية الشعبية الاشتراكية "فاصل" العظمى ! كما كان يسميها ملك ملوك افريقيا "القائد المناضل الثائر المفكر الملهم صاحب النظرية العالمية الثالثة العقيد معمر الكدابى" وبعد انتهاء الزيارة التى استمرت لعدة ساعات وعند صعود سليمان الى سلم الطائرة للعودة الى مصر كان "ابن الشيخ الليبى" قد انتحر فى سجن ابى سليم على نفس طريقة انتحار سليمان خاطر باحد السجون المصرية, وابن الشيخ الليبى هو محمد عبدالعزيز الفاخرى كانت السي آي أي قد سلمته لمصر لتعذيبه في 2002 وانتزاع اعترافات بعلاقات العراق بالقاعدة ، وهي المعلومات التي استخدمها بوش وكولن باول، في تدمير العراق. ثم حين تطورت قصة السجين واستطاع ان يظهر امام محققين عادلين اقرّ بأن اعترافاته لم تكن حقيقية، وأنه وقع على ما يريدونه منه. وبسبب تلك الفضيحة ، سلم الى ليبيا عام 2006 وحكم عليه هناك بالمؤبد وفى اليوم الثانى لزيارة سليمان قالت صحيفة "أويا" الليبية التابعة لسيف الاسلام فى عنوانها الرئيسى "انتحار محمد عبد العزيز الفاخري الملقب بابن الشيخ الليبي في غرفته بأحد السجون الليبية التي يقضي بها عقوبة السجن المؤبد"، دون أن تحدد أسلوب الانتحار! وابن الشيخ الليبى لمن لايعرفة واحدا من أبرز الأفغان الليبيين الذين أسهمت اعترافاته على يد عمر سليمان بعد أن تسلمه من المخابرات الامريكية عام 2002 في توريط الأميركيين في حرب العراق، إذ أبلغهم أن نظام الرئيس السابق صدام حسين يدرب تنظيم القاعدة على استخدام السموم، وهو زعم ردده الأميركيون علنا في تبريرهم لغزو بغداد عام 2003، لكن تبيّن بعد ذلك أن لا أساس له من الصحة التحق "ابن الشيخ الليبى" بمعسكر «خالدين» في خوست، قرب الحدود الأفغانية الباكستانية في نهاية الثمانينات، وتدرج في المسؤولية فيه حتى بات المسؤول عنه وكان الأميركيون يعتقدون في البداية أنه عضو في تنظيم القاعدة، لكن تبيّن أن ذلك ليس صحيحا، إذ لم ينتم إلى القاعدة ولا إلى أي تنظيم ليبي آخر، بل بقي يعمل مستقلا ويفتح أبواب «خالدين» لكل من يريد التدرب على الجهاد ويُلاحظ هنا أن غالبية الذين تدربوا في «خالدين» الذي افتتحه أصلا في الثمانينات الشيخ عبد الله عزام لم يكونوا منتمين إلى تنظيم جهاديّ معيَّن، بل جاؤوا إلى أفغانستان بهدف تلقي تدريب عسكري. لكن ذلك لم يمنع أن ترسل جماعات جهادية مختلفة، بما فيها القاعدة، عناصر منها لتلقي تدريبات في «خالدين» وربما كان هذا هو السبب في أن الأميركيين ظنوا أن الليبي ينتمي إلى تنظيم أسامة بن لادن. وحاولت حركة طالبان خلال حكمها أفغانستان بين 1996 و2001 أن تحد من حرية ابن الشيخ في «خالدين»، من خلال وضعها كل معسكرات تدريب الأفغان العرب تحت سلطتها المباشرة. لكن الليبي، على رغم ذلك، رفض الانضواء تحت لواء طالبان وظل يعمل في شكل مستقل حتى تاريخ الضربة الأميركية لأفغانستان في 2001. ويُعتقد أنه اعتُقل في باكستان بعد الاطاحة بحكومة طالبان في نوفمبر من نفس العام الى أن سلمته أمريكا الى مصر فى يناير 2002 حيث اعترف تحت وطأة التعذيب أن نظام الرئيس صدام حسين يتعاون مع القاعدة ويدرّب عناصرها على استخدام أسلحة دمار شامل. وأورد هذه المزاعم وزير الخارجية الأميركي السابق كولن باول عندما تحدث أمام مجلس الأمن في بداية 2003 عن علاقة نظام صدام بالقاعدة وكان "ابن الليبي" خلال فترة حبسه بواسطة السلطات المصرية ضمن 150 معتقلا آخر كانت الولاياتالمتحدة ترسلهم من دولة إلى أخرى منذ 11 سبتمبر 2001 بغرض الاستجواب. ودافع مسؤولون أميركيون، من ضمنهم وزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس، عن هذا الإجراء وقالوا إن إجراء إرسالهم إلى دول أخرى جاء اعتمادا على الخبرة في الجانبين اللغوي والثقافي لدى حلفاء الولاياتالمتحدة خصوصا في منطقة الشرق الأوسط. لقد قطعنا شوطا طويلا بعد ثورة 25 يناير ونحن نبحث عن الرجل الذى كان يقف وراء عمر سليمان وهو يلقى خطاب التنحى وتناسينا تماما أن نبحث ماذا وراء عمر سليمان ؟ الذى كان بمثابة الصندوق الاسود لحسنى مبارك وعصا امريكا التى تضرب بها معارضيها فى المنطقة حتى اصبح مرشدا "للسى آى آى" بها بدلا من رئيس جهاز مخابرات أكبر دولة بالمنطقة.