وصل وزير الدفاع الامريكي اشتون كارتر أمس الى جدة للقاء العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز ووزير الدفاع الامير محمد بن سلمان، في محاولة من جانب واشنطن لطمأنة المملكة عقب توقيع الاتفاق حول البرنامج النووي الايراني الذي يثير قلق دول الخليج. واقترح كارتر لتهدئة هذه المخاوف تعزيز التعاون العسكري مع الحلفاء التقليديين لواشنطن. وأشار مسئول في وزارة الدفاع الامريكية الى أن الولاياتالمتحدة تعتزم أن تبحث مع السعوديين يحث مسائل تدريب القوات الخاصة، والامن المعلوماتي، والدفاع المضاد للصواريخ، وحرية الملاحة في مضيقي البحر الاحمر والخليج الاستراتيجيين. وأضاف المسئول ان كارتر سيذكر ايضا بأن الولاياتالمتحدة تعتزم التصدي للمتطرفين السنة على غرار تنظيم «داعش». وكان كارتر أعلن في كلمة في قاعدة عسكرية جوية في الاردن امام عسكريين من دول الائتلاف الدولي الست التي تشن غارات ضد تنظيم «داعش»: «سنواصل العمل مع اسرائيل وشركائنا الاخرين في المنطقة لمواجهة الخطر الايراني مثلما نفعل للتصدي لتنظيم داعش». من ناحية أخرى، دافع الرئيس الامريكي باراك اوباما أمام نحو 12 الف شخص من قدامى المحاربين عن الاتفاق النووي الذي تم التوصل اليه مع ايران، معتبرا ان المقاربة الدبلوماسية الحازمة بوجه ايران تتيح تجنب الحروب المجانية. وانتقل اوباما الى مدينة بيتسبرج في ولاية بنسلفانيا في شرق البلاد ليطلب من نحو 1.9 مليون عضو في منظمة قدامى المحاربين في الخارج اعطاء الاتفاق مع ايران فرصته بعد ان تم التوصل إليه في الرابع عشر من الشهر الحالي اثر اشهر طويلة من المفاوضات الشاقة. وندد اوباما بالذين يتبجحون بكونهم ضد الاتفاق الاخير مع ان البعض منهم سبق وان قال ان الحرب في العراق لن تستغرق سوى بضعة اشهر. وتابع قائلا «نعرف تداعيات هذا الخيار والثمن الذي دفعناه بالدم والمال». وأضاف «هناك طريقة اكثر ذكاء ومسئولية للدفاع عن امننا القومي»، مؤكدا انه لن يتراجع في حال كانت هناك حاجة لشن عمليات عسكرية، وان الزعامة الحقيقية تقضي ايضا بعدم الخوف من التفاوض. ويستعد الرئيس الامريكي لمواجهة قاسية داخل مجلسي النواب والشيوخ للحصول على اقرار للاتفاق مع ايران خصوصا ان الأكثرية في المجلسين هي لصالح الجمهوريين. واطلقت الإدارة الامريكية أمس الأول حسابا جديدا على تويتر للدفاع عن الاتفاق مع ايران تحت اسم «ذي ايران ديل». وتفتح التغريدة الاولى ملفا خاصا يشرح بالتفصيل الاتفاق مع ايران بالنص والفيديو والرسوم البيانية. وقال جوش ايرنست المتحدث باسم البيت الابيض «نقوم بنشر وسائل عدة عبر الانترنت نستخدمها لجلب الدعم للاتفاق الهادف لمنع ايران من تطوير سلاح نووي». وعلق تيد كروز احد المرشحين الجمهوريين للانتخابات الرئاسية عام 2016 على اطلاق هذه الصفحة على تويتر بارسال تغريدة تفتح رابطا يندد بالاتفاق. من جهة اخرى، جاء في استطلاع للرأي حول الاتفاق النووي مع إيران أجراه مركز «بيو للأبحاث» انه من أصل 79% من الأمريكيين الذين سمعوا بالاتفاق اعرب 48% منهم عن معارضتهم مقابل تأييد 38% و14% لم يعطوا اي رأي. وقال وزير الخارجية الامريكي جون كيري لصحيفة الشرق الاوسط إنه سيطمئن المسئولين في دول الخليج العربية خلال اجتماع في قطر قريبا أن واشنطن ستعمل معهم للتصدي لنفوذ إيران في المنطقة. وأضاف للصحيفة في مقابلة نشرت أمس أنه سيسافر إلى الدوحة في الثالث من أغسطس للاجتماع مع نظرائه في دول مجلس التعاون الخليجي. واستطرد كيري «اعتقد أننا سنستطيع إقناعهم بأنهم سيكونون أكثر قوة مستقبلا من خلال صدنا ايران بطريقة أكثر كفاءة بالاضافة إلى فرض القيود المذكورة». وكان الزعيم الأعلى الايراني آية الله علي خامنئي قد قال في خطاب السبت الماضي إن السياسات الامريكية في المنطقة معادية لإيران «180 درجة» وإن بلاده ستواصل دعم حلفائها في المنطقة. وقال وزير الخارجية الامريكي لقناة العربية إنه يرى أن هذه التصريحات مزعجة. من ناحية أخرى، قال علي أكبر ولاياتي، مستشار الشئون الدولية للمرشد الإيراني الأعلى على خامنئي، وعضو مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني، إن أمريكا تريد التفاوض مع طهران حول اليمن وسوريا، ولكن المرشد الأعلى لم يوافق على ذلك، مؤكداً أن دعم طهران لحلفائها في سوريا ولبنان والعراق واليمن سيكون أقوى. وأكد ولاياتي في تصريحات نشرتها وكالة تسنيم الإيرانية أن إيران ستزيد دعمها لمن سماهم مجاهدي محور المقاومة في المنطقة، مضيفا «لن تتوانى طهران عن دعم الحلفاء في سورياوالعراق ولبنان واليمن». ونفى ولاياتي أن يكون باب المفاوضات بين إيرانوأمريكا مفتوحاً حول قضايا المنطقة، وقال «سواء في الاجتماعات الخاصة أو اللقاءات العامة، فقد تضمنت المفاوضات مناقشة البرنامج النووي فقط». وادعى ولاياتي، الذي كان شغل في السابق منصب وزير الخارجية، أن المفاوضات التي جرت بين طهرانوواشنطن لإسقاط نظامي طالبان في أفغانستان والنظام لعراقي السابق تمت تحت مظلة الأممالمتحدة. وأكد ولاياتي أن الأمريكيين يرغبون في الدخول في مفاوضات مع طهران بخصوص القضايا الإقليمية مثل سوريا واليمن، إلا أن المرشد الأعلى، علي خامنئي، لم يسمح لأي مسئول رسمي بالتفاوض مع الأمريكيين بصفة ممثل عنه، وذلك لأنه لا يمكن له الثقة بالأمريكيين أبداً. كما شدد ولاياتي على رفض إيران تفتيش مواقعها العسكرية، بحسب قرار مجلس الأمن، وقال إن طهران لن تسمح لأحد بتفتيش مراكزها العسكرية أو منشآتها النووية أو التدخل في شئونها الدفاعية، باستثناء إنتاج الأسلحة النووية التي أفتى المرشد الأعلى بحرمتها، إضافة إلى أن طهران لم ولن تستخدمها أبداً. وأكد أن المرشد الأعلى الذي يحدد معالم السياسة الدفاعية، باعتباره القائد العام للقوات المسلحة، أعلن أكثر من مرة أنه لن يسمح لأحد بالتدخل في الشئون الدفاعية للبلاد. وتعليقاً على البنود التي تحد من قدرات إيران الصاروخية في اتفاق فيينا، قال ولاياتي إن إيران تصنع الصاروخ الذي تراه مناسباً، باستثناء الصواريخ التي تحمل رؤوساً نووية سواء بالوقود السائل أو الجامد أو ذات الأمد القصير أو الطويل». كما اعتبر صواريخ «شهاب» و«سجيل» بأنها تم إنتاجها بشكل لا تحمل رؤوساً نووية، ولذا فإن بنود الاتفاق النووي لن يشمل هذا النوع من الصواريخ».