يوم الفاتح من سبتمبر! بقلم :محمد أمين الجمعة , 26 أغسطس 2011 03:28 مسألة وقت.. ساعات ويسقط القذافى.. يستسلم أو يقتل أو يقبض عليه.. يختبئ فى جنينة حيوانات، أو يختبئ فى حظيرة مواشى.. لا يهم.. وحين يسقط فسوف يسقط فى اليوم، الذى تربع فيه على العرش.. الفاتح من سبتمبر.. كأن القدر هو الذى يرسم له هذا المصير.. طبعاً القذافى يقول إن ما يحدث، هو انسحاب تكتيكى، وابنه سيف الإسلام يردد النغمة نفسها.. يقول المعارضة وقعت فى الفخ.. حاجة مسخرة.. وفى الحقيقة أشعر بالدهشة من هذا الابن تحديداً.. أخذ كل شيء من والده، حتى العته والغباء والجنون! فكرة الاختباء أساساً تعنى سقوط الشرعية.. خلاص لا يصح أن يحكم شعبه، وهو مطارد ذليل.. كما أنه لا يصح أن يواصل المهزلة، إلى هذا الحد.. فالصحف الأمريكية تؤكد، أن القذافى يختبئ وسط الحيوانات، فى حديقة حيوان طرابلس.. ولك أن تتصور أن الرئيس يضع على نفسه فروة خروف أو معزة، حتى لا يقع فى يد الثوار.. رئيس يصبح معزة أو خروفاً.. بعد أن كان رئيس الجمهورية، وملك ملوك أفريقيا، وأمير المسلمين.. ولم يترك لقباً إلا أطلقه على نفسه.. وكان ناقص يقول: أنا ربكم الأعلى! لا يصدق القذافى أن كل شيء انتهى.. ولا يصدق سيف الإسلام، أن الملك قد ذهب.. فلا تستغرب أنه يهرتل هو وأبوه.. ولا تصدق أنه لم يعد يجد أمامه أحداً، غير رئيس الاتحاد العالمى للشطرنج.. يعلن أنه حى، ويعلن أنه موجود فى طرابلس.. نعرف أنه فى طرابلس.. لكن فى أى جحر.. هذا هو السؤال؟.. فى أى زريبة وفى أى حظيرة وفى أى وضع؟.. ليس المهم أن يكون حياً.. فقد عاش صدام حسين داخل كهف.. والقذافى الآن يعيش داخل كهف.. لا هو فى حصنه، ولا هو فى قصر الرئاسة.. سقط باب العزيزية، وسقط القذافى أو انتهى! والحقيقة أن القذافى لم يسقط اليوم.. هو سقط منذ اندلاع الثورة.. كانت مجرد مسألة وقت.. فربما اختار له القدر، يوم الفاتح من سبتمبر، ليكون الاحتفال بسقوطه، يوم كان الاحتفال بتوليه شئون الحكم.. مصادفات غريبة جداً.. والغريب أن القذافى الذى لعب بأموال النفط، لاصطياد هذا واغتيال ذاك، هو اليوم أيضاً مطلوب مقابل مليونى دينار ليبى.. فالمطاردة شرسة من قبل الثوار، للعثور على العقيد الهارب.. فاكرين الأخ العقيد.. وفاكرين حركاته.. وفاكرين لقاءات القمم العربية.. فاكرين التوك توك.. وفاكرين زنجة زنجة.. هذا هو تاريخ زعيم عربى.. من كرسى الرئاسة، إلى كرسى فى توك توك.. ومن باب العزيزية إلى مخبأ فى جنينة حيوان! العاصمة الليبية طرابلس، أصبحت فى غالب الامر تخضع بشكل كامل لسيطرة الثوار، غير أن تركيز الحرب تحول بسرعة إلى حملة مطاردة شاملة، للقذافى الهارب.. عقيد هارب.. رئيس هارب.. فكيف لو كان سلم نفسه، ليصبح زعيماً تاريخياً؟.. ولكنها شهوة الحكم والسلطان.. فلا حكم ولا سلطان ولا عيشة كريمة كمان.. فالعقيد مطلوب من جانب المحكمة الجنائية الدولية، بتهمة ارتكاب جرائم حرب ضد الانسانية .. فهو حين يهرب من نار الثورة، سيهرب إلى الجحيم.. فقد قال مسئول كبير فى الناتو، إن طائرات التحالف تراقب الجو والبحر، وسيكون من الصعب على القذافى الهروب.. لا يوجد حل غير الاستسلام.. ثم المحاكمة، أو يطلق على نفسه الرصاص.. فهل يفعلها بدلاً من أن يعيش كالجرذان، فى جحور الجبال بالعاصمة طرابلس؟!