في سلسلة (كتاب الهلال) مايو 2015، صدر للكاتب الفلسطيني سلامة كيلة كتاب جديد عنوانه «زمن الثورة.. الأزمات والفرضيات الأولى» بغلاف لافت صممه الفنان محمود الشيخ. والمؤلف الذي نشر نحو 40 كتابا يسعى في هذا الكتاب لاستكمال تحليل المشهد العربي المرتبك بعد أكثر من أربع سنوات على الحراك الشعبي في العالم العربي، وسقوط أنظمة مستبدة، ومحاولة أنظمة أخرى للاستمرار، في استهانة بالغضب الشعبي وتوالي أرقام الضحايا، حيث الشعب مجرد «أرقام» لا بشر لهم أسماء وذكريات ومحبون. وبعد النشوة التي رافقت انتصار بعض الثورات العربية ساد وجوم، حيث لم تحقق الثورات أيا من أحلام الشعب الذي ثار وهو يعرف مطالبه المباشرة، وشارك في الثورة لأنه يريد تحقيق هذه المطالب. ما جرى تغيير «في الشكل» دون المضمون، تغير اسم الحاكم، وظلت الأوضاع التي فرضت التهميش والفقر والبطالة وانهيار التعليم وتراجع الاهتمام بالصحة العامة. وقد أدى ذلك إلى ردود فعل متعددة.. من الانكفاء والإقرار بالفشل، إلى اليأس والاقتناع بأن شيئا لم يتحقق، إلى الاندفاع نحو الفهم ومعرفة الأسباب التي جعلت ثورات كبيرة لا تقود إلى تغيير عميق. كل ذلك فرض متابعة المشكلات التي رافقت صيرورة الثورات العربية، منذ خلع زين العابدين بن علي في تونس في يناير 2011، وتلمس أسباب العجز عن تحقيق التغيير المنشود، ومتابعة ردود الأفعال التي واجهت الثورات.. ردود فعل الطبقة المسيطرة، والدول الإقليمية والدول الإمبريالية. وبالتالي تحوّل الحراك الشعبي إلى صراعات وتدخلات عالمية، وميل عميق لإجهاض الثورات وتدميرها، وإطفاء نيرانها لكي لا تتوسع أكثر بعد أن امتدت من تونس ومصر إلى اليمن والبحرين وليبيا وسوريا، وطالت دولاً أخرى، ليظهر أن احتقاناً هائلاً يسكن العالم العربي. في عالم يعاني من أزمة رأسمالية عميقة، وحلول تدفع حتى شعوب المراكز إلى الهامشية نتيجة سياسة التقشف.