ضمن سلسلة "روايات الأهرام"، صدرت مؤخرا رواية جديدة للكاتبة سلوى بكر بعنوان "شوق المستهام". تتكئ هذه الرواية على واقعة زيارة الكاتب المجهول لبردية "زويجا" الطبية الشهيرة، لمعبد امحوتب بمدينة منف الفرعونية، ومن خلال ملابسات تلك الزيارة، يتساءل السرد الروائي، عن أسباب القطيعة مع ماضي مصر الحضاري، والمعروف منذ سبعة آلاف سنة. ويسعى ذلك السرد من خلال رحلة بطل الرواية في الربوع المصرية، للبحث في الحلقات المفقودة، والفواصل التاريخية المتسببة في القطيعة الثقافية بين الماضي والحاضر، وكذلك ما وراء ضياع واندثار لغات قديمة حملت ارثا ثريا، تراكم عبر حقول معرفية متنوعة. وتكشف الرواية عبر فصولها الممتدة، عن تلك المحاولات المجهولة التي بذلها بعض أبناء ذلك الوطن للامساك بالماضي العريق، والتشبث بإنجازات حضارية هائلة تمت فيه، لكن جلها درُس بفعل الاحتلالات الأجنبية المتلاحقة، وتجريف من علمائه ومبدعي الحضارة فيه، مما شكل خسارات كبرى، ليس على مستوى التاريخ المصري فقط، ولكن على مستوى التاريخ الانساني برمته.