تحتفل مصر والقوات المسلحة اليوم بالذكرى ال33 لتحرير سيناء الغالية.. أرض الفيروز بوابة مصر الشرقية وخط الدفاع الأول عن أمنها القومى.. إنها سيناء التى دفع الشعب من أجلها كل غالٍ ونفيس وقدم فيها الجيش الروح والدم لتعود الى احضان الوطن، ويعود المصريون مرفوعى الرأس بين الأمم. فمنذ اللحظات الأولى لاحتلال سيناء، كان قرار الشعب والجيش المصرى أنه لاتراجع ولا تفريط فى حبة رمل واحدة من سيناء،واستمرت معارك التحرير على مدار 22 عاماً حتى استرد المصريون ارضهم بالصمود والحرب والمفاوضات وذلك بعودة منطقة «طابا» وهى آخر شبر من سيناء تم تحريره، وجسدت قضية طابا ملحمة وطنية رائعة تضافرت فيها جهود مؤسسات الدولة العسكرية والدبلوماسية والقانونية. فى ذكرى تحرير سيناء من حق المصريين أن يفخروا بجيشهم الوطنى.. ذلك الجيش العظيم الذى رفض الهزيمة وأصر على الحرب مهما كانت التضحيات، فأعاد بناء نفسه ونظم صفوفه واستعاد قوته، وانتصر على الجيش الذى لايقهر فى معركة غير متكافئة فى السلاح، ولكن تفوق المصريين بإيمانهم بوطنهم، فحاربوا بقلوبهم وعقولهم، وتحطمت أسطورة الجيش الذى لايقهر على يد الفراعنة. فى ذكرى تحرير سيناء يحق للمصريين أن يتباهوا بين الأمم بجيشهم الذى قدم الدم صوناً للعهد، ولم يدخر جهداً على مر السنين فى الحفاظ على وحدة الأرض وتماسك الشعب وصون المقدرات، واحترام وتقدير الإرادة الشعبية على مدار ثورتين متتاليتين حررت مصر ووضعتها فى مكانتها التى تستحقها بين الأمم. فى ذكرى العزة والكرامة يجب أن يتذكر المصريون تضحيات قواتهم المسلحة التى استعادت الأرض فى ملحمة اكتوبر العظيمة، وأيدت إرادة الشعب فى 25 يناير و حافظت على وحدة المصريين وإرادتهم فى 30 يونية، ويجب أن يدرك الجميع أن الحرب على الإرهاب خاصة فى سيناء انما هى جزء من تحرير الإرادة المصرية، بعد أن استغلتها الجماعة الارهابية اثناء حكمها الأسود فى تحويلها الى مرتع للارهابيين لحماية حكمهم. فى ذكرى تحرير سيناء ووسط مايموج بالمنطقه العربية من رياح عاتية أضاعت دولاً وقسمت أخرى يجب أن يتذكر المصريون أن الوطن هواغلى ما يملكون وأن المؤامرات لم ولن تنتهى سواء بالحروب التقليدية أو غير التقليدية فيما يطلق عليه حروب الجيل الرابع. لقد تحولت ذكرى تحرير سيناء إلى علامة مضيئة فى سجل وتاريخ بطولات المصريين وانتصاراتهم، واليوم وبعد 33 عاماً من عودة الأرض يجب ان يستوحى المصريون من تاريخهم المشرق علامات يسترشدون بها فى طريقهم نحو المستقبل.. كى تتبوأ « أم الدنيا» مكانتها التى تستحقها بين الأمم. جسدت عودة أرض الفيروز ملحمة شعب وجيش توحدت إراداتهم واختلطت دماؤهم فحاربوا المستحيل بعد هزيمة دمرت الأمل وبثت اليأس فى النفوس، ولكن المصريين وبعد أيام من الهزيمة استردوا عافيتهم فكانت مرحلة الصمود ثم الدفاع النشط ثم حرب الاستنزاف، ثم حرب اكتوبر المجيدة ثم مفاوضات الكيلو 101 ثم مفاوضات السلام، واخيرا المعركة الدبلوماسية. ومنذ العدوان الإسرائيلى ووقوع النكسة فى 5 يونية 1967، بدأت مصر معركة التحرير التى استمرت على مدار 22 عاماً حتى استرداد آخر شبر وهى أرض. «طابا» التى حاولت اسرائيل فرض الأمر الواقع عليها، وعندما فشلت حاولت اخذ موقع مميز بداخلها بحيث يعبر اليها اليهود بدون تأشيرة، الأمر الذى رفضته مصر وخاضت كل المعارك حتى تكتمل السيادة المصرية على كافة ربوع سيناء وعادت طابا مصرية فى مارس من عام 1989، ليعلن المصريون للدنيا أن مصر الحضارة والتاريخ لم ولن تضيع أو تموت. الصمود فى وجه العدو تعد نكسة 1967 حرباً لم تحارب فيها مصر، حيث تم توجيه ضربات عدائية استباقية دمرت سلاح الطيران فى مرابضه ودمرت كافة المطارات المصريه، وتم احتلال سيناء،ومنذ الساعات الأولى للاحتلال أعلن المصريون شعباً وجيشاً أن ما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة، وسميت هذه الفتره بمرحلة الصمود لاحتواء آثار الهزيمة واستمرت لما يقرب من 14 شهراً. فبعد وقف اطلاق النار حشد الجيش المصرى قدراته القتالية على القناة وكانت قدرات على قدر تواضعها إلا أنها رسخت مبدأ المواجهة والصمود وكانت فى مجملها عبارة عن100 دبابة و150 مدفعاً، ويوماً بعد يوم أخذت الأعداد فى تزايد بفضل الدعم العربى. وكانت أهداف هذه المرحلة تتجسد فى إعادة بناء القوات المسلحة ورفع قدراتها القتالية وتعويض مافقده الجيش من السلاح، وذاك رغم تأكيدات الخبراء العسكريين بان الجيش المصرى يحتاج على أقل تقدير الى 20 عاماً حتى يعيد بناء نفسه والدخول فى حرب، كما استهدفت هذه المرحلة جمع المعلومات واستطلاع واكتشاف نشاط العدو على الجبهه وداخل سيناء. وقد مثلت مرحلة الصمود واحدة من أهم مراحل تحرير سيناء، حيث رفعت الروح المعنوية للجيش وكانت البداية الحقيقة لمعركة التحرير، كما تخللها عدد من العمليات العسكرية الناجحة التى نفذها الجيش حتى لايطمئن العدو فى ما احتله من أراض، فنفذ الجيش المصرى عمليات انتقامية فى البر والجو والبحر أكد من خلالها رفض الهزيمة والقبول بالأمر الواقع، فكانت معركة رأس العش فى أول يوليو67 والتى منعت إسرائيل من احتلال مدينة بورفؤاد، ثم الاشتباك الجوى فوق القناة يومى 14 و15 يوليو ومعارك المدفعية في قطاع شرق الإسماعيلية في شهر سبتمبر والتى تكبد العدو فيها خسارة 9 دبابات و25 قتيلا و300 جريح، وكان إغراق المدمرة إيلات فى 21 أكتوبر 67 أمام بورسعيد واحداً من أعظم انجازات هذه المرحلة. وعلى الجانب السياسى أعقبت النكسة عدة تحركات سياسية أبرزها القمة العربية بالخرطوم التى قدم فيها الأشقاء العرب 95 مليون جنيه استرليني لمصر، ثم قرار مجلس الأمن رقم 242 في نوفمبر 1967، ولكنه لم يقد جديداً حيث أقر انسحاب إسرائيل وعدم جواز احتلال الأراضي بالقوه، وفى الوقت نفسه طالب العرب بالاعتراف بإسرائيل داخل حدود أمنه. مرحلة الدفاع النشط بدأت هذه المرحلة بعد أن استرد الجيش المصرى بعض عافيته والتى لم تستغرق وقتاً طويلاً بعد النكسه، بل ان هذه المرحلة بدأت فعلياً فى سبتمبر من عام 1968 واستمرت حتي فبراير 1969، وفيها خاض الجيش معارك استكمال قدراته القتالية خاصة الأسلحة الدفاعية، اضافة الى شن أعمال قتالية نوعيه تنزل بالعدو أقصى خسائر ممكنة. ونتيجة للأعمال الانتقامية التى نفذها الجيش خلال تلك الفترة قرر العدو إنشاء أقوى ساتر ترابى فى تاريخ البشرية وهو ماعرف بعد ذلك ب «خط بارليف»، حيث أنشأت اسرائيل ساتر ترابى على الضفة الشرقية للقناة وأنشأت بداخله نقاط حصينة وسلحت النقاط بأقوى وأحدث المعدات القتالية اعتقاداً منها أنها ستكون الحدود الأبدية لإسرائيل، ومن الجدير بالذكر أن القادة العسكريين فى روسيا أكدوا للقياده المصرية ان مصر بحاجة الى قنبلتين نوويتين لإزالة خط بارليف وعبور القناة، وانه من المستحيل تجاوزه بأسلحة تقليدية. حرب الإستنزاف تعد حرب الاستنزاف هى مفتاح النصر للعبور العظيم فى اكتوبر المجيد، فقد أتاحت للجيش المصرى تحقيق عنصر المواجهة مع العدو، وتعرف القادة على اسلوب وأفكار العدو من خلال المعارك التى تكبد فيها العدو خسائر فادحة وكشفت نقاط ضعفة. ونتيجة مباشرة لمعارك هذه الحرب الشرسة تعرف الجيش المصرى على غالبية قدرات وامكانات العدو فى مختلف الأسلحة الجوية والبرية والبحرية والمدرعات والمدفعية، واستلهمت منها القادة إمكانية مهاجمة العدو نهاراً نتيجة تعاظم الإحساس بالغرور المطلق والثقة المفرطة بعد المكاسب السريعة فى اعقاب نكسة يونية 67. كما أن حرب الاستنزاف أثبتت مدى تفاعل قادة الجيش المصرى مع القوات على الجبهة، عندما استشهد الفريق عبد المنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة وهو على الخطوط الأمامية للجبهة فى 9 مارس 1969 فى موقع المعدية رقم 6 بمنطقة الإسماعيلية أثناء معارك المدفعية، فضلاً عن ذلك كانت حرب الاستنزاف هى فترة بناء منظومة الدفاع الجوى. وقد بدأت هذه الحرب فعلياً فى 8 مارس من عام 1969، وكان هدفها الرئيسى استهداف جنود واسلحة العدو فى سيناء، لإنهاء اسطورة الجيش الذى لايقهر وتدريب المقاتل المصرى على حصد أرواح أعدائه، وافتتحت هذه الحرب بقصف مدفعي مركز علي تحصينات ومواقع العدو في خط بارليف، ثم اغارات برية عبر القناة باستخدام الوحدات الخاصة والمشاة والمهندسين، بدأت بمجموعات صغيرة، حتي وصلت إلي عبور كتيبة صاعقة في ليلة 9 و10 يوليو 1969 عندما عبرت كتيبة صاعقة لسان بورتوفيق وقتلت أفراد قوة العدو ودمرت معداته.. وعادت دون خسائر واطلق علي تلك العملية 'معركة «لسان بورتوفيق»، ثم نفذت القوات المصرية عملية الاغارة في ميناء إيلات واغراق وإصابة 3 سفن انزال بحرية اسرائيلية. وقد شهدت مراحل حرب الاستنزاف عبور وحدات من القوات المصرية للضفة الشرقية لقناة السويس،وكانت معارك الجزيرة الخضراء ثم عملية الزعفرانة، ثم رادار خليج السويس ثم عملية جنوب البلاح ثم معركة شدوان. وفي 19 يونية 1970 تقدمت أمريكا بمبادرة سميت «مبادرة روجرز» تقضي بوقف اطلاق النار بين مصر وإسرائيل لمدة 90 يوماً، ثم سقطت مبادرة روجرز نهائياً في 4 فبراير 1971 عندما أعلن الرئيس السادات أن مصر ترفض وقف إطلاق النار اكثر من هذا التاريخ بسبب عدم تنفيذ إسرائيل بند الدخول في مفاوضات جديدة، وهو ما يعني تكريس حالة اللاسلم واللا حرب. نصر أكتوبر العظيم لقد جسدت حرب اكتوبر المجيدة ملحمة كبرى للجيش شارك فيها ب 100 الف مقاتل وشارك فيها كل الشعب، وتحمل المصريون بمختلف أعمارهم مسلمين ومسيحيين من أجلها الكثير ودافعوا عن أرضهم بالدماء على مدار 6 سنوات أبى الشعب والجيش فيها إلا أن ينتصر على العدو فى معركة العزة والكرامة. وكان الرئيس السادات قد أيقن بعد المماطلة غير المبررة من الولاياتالمتحدة بضرورة تحريك المياه الراكدة والدخول فى الحرب مع إسرائيل، واعتمدت فكرة الحرب على اقتحام قناة السويس بالجيشين الثانى والثالث علي طول القناة وانشاء رؤوس كباري جيوش تشمل 5 فرق وقوة قطاع بورسعيد بعمق ما بين 15 و20 كيلو مترا مؤمنة بقوات الدفاع الجوى، ثم تطوير الهجوم إلي خط المضايق الجبلية واحتلاله، وبذلك تصبح القوات الإسرائيلية في ارض مكشوفة وسط سيناء. وكانت هناك عقبات كثيرة أمام العبور على رأسها قناة السويس والتي تعد من أصعب الموانع المائية، ثم الساتر الترابى الذى يميل بزاوية 80 درجة ويستحيل اجتيازه بالمركبات، حيث إن فتح ثغرة واحدة به باستخدام التفجير والقصف المدفعي تحتاج ما بين 15 و21 ساعة وإلى 500 رجل يعملون 10 ساعات بالطرق اليدوية،وإلى 5 بلدوزرات تعمل بلا توقف لمدة 10 ساعات ، ثم خط بارليف الذى جعلته اسرائيل منشآت هندسية ضخمة مزودة بكل وسائل القتال وخصصت له اسرائيل ما يقرب من 65 % من قواتها للدفاع عن سيناء. وفى يوم 6 اكتوبر عام 1973، وحين أشارت عقارب الساعة نحو الثانية و5 دقائق ظهراً وجه أكثر من 2000 مدفع ثقيل النيران نحو مواقع العدو فى نفس اللحظة التى عبرت فيها سماء القناة 208 طائرات تشكل القوة المكلفة بالضربة الجوية الأولى التى أصابت مراكز القيادة والسيطرة الاسرائيلية بالشلل التام، فى حين كان أكثر من 8 آلاف مقاتل قد بدأوا النزول الى مياه القناة واعتلاء القوارب المطاطية والتحرك تحت لهيب النيران نحو الشاطئ الشرقى للقناة.. ثم بدأت عمليات نصب الكبارى بواسطة سلاح المهندسين الذى استشهد فيه اللواء أحمد حمدى فى الساعات الأولى للحرب. عودة سيناء مع وقف إطلاق النار وكنتائج مباشرة للنصر العظيم وتحطم اسطورة الجيش الذى لايقهر استعادت مصر السيادة الكاملة على قناة السويس، كما استردت جزءاً من أرض سيناء، وبعد اليوم ال 16من بدء حرب أكتوبر بدأت المرحلة الثانية لاستكمال تحرير سيناء عن طريق المفاوضات السياسية. وقد صدر القرار رقم 338 الذي يقضى بوقف جميع الأعمال العسكرية بدءاً من 22 أكتوبر 1973م، وهو القرار الذى قبلته مصر ونفذته مساء يوم صدور القرار، إلا أن خرق القوات الإسرائيلية للقرار أدى إلى إصدار مجلس الأمن قراراً آخر يوم 23 أكتوبر يلزم جميع الأطراف بوقف إطلاق النار، وتوقفت المعارك في 28 أكتوبر 1973 بوصول قوات الطوارئ الدولية إلى جبهة القتال على أرض سيناء. مباحثات الكيلو 101 كانت مباحثات الكيلو 101 على مدار شهرى أكتوبر ونوفمبر 1973 وفيها تم الاتفاق على تمهيد الطريق أمام المحادثات السياسية للوصول إلى تسوية دائمة في الشرق الأوسط، حيث تم التوقيع في 11 نوفمبر 1973 م على اتفاق تضمن التزاماً بوقف إطلاق النار ووصول الإمدادات اليومية إلى مدينة السويس وتتولى قوات الطوارئ الدولية مراقبة الطريق ثم يبدأ تبادل الأسرى والجرحى. فى يناير 1974 وقع الاتفاق الأول لفض الاشتباك بين مصر وإسرائيل، والذي حدد الخط الذي ستنسحب إليه القوات الإسرائيلية على مساحة 30 كيلومتراً شرق القناة وخطوط منطقة الفصل بين القوات التى سترابط فيها قوات الطوارئ الدولية، وفى سبتمبر 1975 تم توقيع الاتفاق الثاني الذي بموجبه تقدمت مصر إلى خطوط جديدة مستردة حوالي 4500 كيلو متر من ارض سيناء. زيارة السادات للقدس فى شهر نوفمبر عام 1977 أعلن الرئيس أنور السادات في بيان أمام مجلس الشعب انه على استعداد للذهاب إلى إسرائيل، ثم نفذ الزيارة وألقى كلمة فى الكنيست الإسرائيلى، طارحاً مبادرته بأنه ليس وارداً توقيع أى اتفاق منفرد بين مصر وإسرائيل دون حل عادل للقضية الفلسطينية. فى 5 سبتمبر عام 1978 وافقت مصر وإسرائيل على المقترح الأمريكي بعقد مؤتمر ثلاثي فى منتجع كامب ديفيد بالولاياتالمتحدة، وتم الإعلان عن التوصل لاتفاق يوم 17 سبتمبر، وتم التوقيع على وثيقة «كامب ديفيد « في البيت الأبيض فى 18 سبتمبر 1978، والتى ضمت وثيقتين لتسوية شاملة للنزاع العربي الإسرائيلى، الأولى حول إطار السلام في الشرق الأوسط، والثانية تناولت إطار الاتفاق لمعاهدة سلام بين مصر وإسرائيل. وقعت مصر وإسرائيل معاهدة السلام والتي نصت على إنهاء الحرب بين الطرفين وإقامة السلام بينهما وسحب إسرائيل كافة قواتها المسلحة وكذلك المدنيون من سيناء إلى ما وراء الحدود الدولية بين مصر وفلسطين تحت الانتداب وتستأنف مصر ممارسة سيادتها الكاملة، وبذلك نجد أن الانسحاب الاسرائيلى من سيناء مر ب3 مراحل، الأولى تمثلت فى النتيجة العملية المباشرة للحرب، وانتهت فى عام 1975 بتحرير المضايق الإستراتيجية وحقول البترول الغنية علي الساحل الشرقي لخليج السويس. وكانت المرحلة الثانية والثالثة من الانسحاب تطبيقاً لبنود معاهدة السلام حيث تضمنت المرحلة الثانية انسحابا كاملا من خط العريش - رأس محمد والتي انتهت في يناير1980 وتم خلالها تحرير32 الف كم2، وخلال المرحله الثالثة انسحبت اسرائيل إلي خط الحدود الدولية الشرقية لمصر وتم تحرير سيناء فيما عدا الشبر الأخير ممثلا في مشكلة طابا التي أوجدتها إسرائيل. عودة «طابا» لقد تحولت معركة تحرير طابا الى ملحمة مكملة لنصر أكتوبر العظيم، وفور ظهور المشكلة أعلنت مصر أن أى خلاف على الحدود يجب أن يحل وفقا للمادة السابعة من معاهدة السلام التي تنص على أن تحل الخلافات بشأن تطبيق أو تفسير هذه المعاهدة عن طريق المفاوضات، واذا لم يتيسر حلها بالمفاوضات تحل بالتوفيق أو تحال إلى التحكيم. وقد ضم فريق الدفاع المصرى 24 خبيرا بينهم 9 من أقطاب الفكر القانوني وكان بينهم الدكتور وحيد رأفت نائب رئيس حزب الوفد رحمه الله, اضافة الى 2 من علماء الجغرافيا والتاريخ منهم يونان لبيب , و5 من أكبر الدبلوماسيين بوزارة الخارجية , و8 من العسكريين وخبراء المساحة العسكرية. وفى 29 سبتمبر 1988 أصدرت هيئة التحكيم التي انعقدت في جنيف بالإجماع حكمها لصالح مصر وأعلنت أن طابا مصرية، وفى 19 مارس 1989 استعادت مصر منطقة طابا وعادت إلى سيادتها.